شاعر الحداثة فؤاد رفقة.. «سهم في اتجاه الحقيقة»!

شاعر الحداثة فؤاد رفقة

عشر سنوات على غياب شاعر الحداثة السوري اللبناني فؤاد رفقة، لم تفقد أثره في الأرض الشعرية الخصبة.

الشاعر والمترجم والأكاديمي  فؤاد رفقة ولد سنة 1930، قرية الكفرون السورية على أطراف وادي النصارى في محافظة طرطوس، وتوفي في 13 أيار/ مايو 2011 في بيروت، ونقل جثمانه إلى الكفرون ليدفن فيها حسب وصيته.

اقرا ايضاً: بالفيديو: بحصلي يكشف لـ«جنوبية»: أسعار المواد الغذائية على دولار 30000!

عاش وترعرع رفقة منذ طفولته إلى جوار الطبيعة والتأمل، فكان يمضي غالب وقته في البساتين والبراري في الكفرون، وحيداً مع رائحة الارض والهواء والماء. وهذا ما بلور ذاكرته الشعرية ووسمها بتلك الدهشة المنبثقة من شقاوة الانسان وحنان الجغرافيا.

تلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الإنجيلية في مدينة صافيتا، وبدأ بكتابة الشعر في سن مبكرة،  وبعمر 13 سنة كتب محاولاته الشعرية الأولى، حين ألقى أول قصيدة له اثناء عرض مسرحي في المدرسة. أما باكورته الشعرية، فكانت ديوان صغير  بعنوان: «في دروب المغيب» في العام 1955.

(بيروت – ألمانيا)

انتقل رفقة مع عائلته إلى لبنان بعمر  العاشرة، فتابع دراسته التكميلية والثانوية في مدرسة الصبيان الأميركية في طرابلس طرابلس، انتقل بعدها (1949) إلى الجامعة الأميركية في بيروت وأتم دراسته فيها حتى نال الماجستير في الفلسفة الغربية.

غير انه اتجه الى ألمانيا التي فتحت له أبوابها بمنحة دراسية من جامعة توبينغن ليحمل الدكتوراه في الفلسفة، عن الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر عن أطروحة : “نظرية الشعر عند مارتن هايدغر”.

عُيّن رفقة فور عودته الى لبنان من ألمانيا في العام 1966، أستاذ  الفلسفة الغربية في كلية بيروت الجامعية- (الجامعة اللبنانية الأميركية )، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته.

(مجلة شعر)

شارك رفقة  في اطلاق ونشر مجلة شعر سنة 1957، وفي سنة 1961 نشر مجموعته الشعرية  «مرساة على الخليج» عن دار مجلة شعر.

نشط رفقة فترجم لعدد من كبار الشعراء والفلاسفة الألمان أمثال: غوته ريلكه وهولدرلن ونوفالس وتراكل وهرمان هيسه، إلى مختارات من الشعر الألماني الحديث.

أحب رفقة، العزلة والتأمل في الوجود،فوجد نفسه مسوقاً إلى ترجمة مختارات من الشعر الألماني منحته معنىً جديداً للحياة، وأضاءت له السبيل لاكتشاف أسرار الذات والوجود والحبّ والموت، مما نال عليه أعلى التقدير من الأوساط الثقافية في ألمانيا تُوّج بمنحه جائزة غوته سنة 2010.

في دراسته للفلسفة في ألمانيا اقتنع بأن الشعر والفلسفة توأمان. وقد أثرت دراسته للشعر الألماني وللفلسفة الألمانية في كيانه مدى حياته، إذ تأثر بالتجربة الإنسانية، والنظرة إلى الوجود، والتأمّل، والفكر عمّا يزخر به الشعر الألماني.

(صداقة شعرية)

 الصداقة المتينة والطويلة بالراحل، أفضت الى حوارات في لقاءات صحافية متعددة، ومما قاله في بعضها : “التعبير الشعري هو علامةٌ، سهمٌ في اتجاه الحقيقة، والشاعر هو ، ذلك الساهر بحواسٍ مشحوذة، والقادر أحيانا على التقاط بريق تلك الحقيقة وترجمتها إلى كلمات. لذا، يتوجّب على التجربة الشعرية عبور اختبار الصبر والانتظار قبل العثور على مفرداتها وشكلها وصورها…”

ويقول رفقة:” أما الشاعر، فليس سوى وسيطٍ تعبر القصيدة من خلاله وتتجسّد”.

 (أشعاره)

من أعماله الشعرية والمترجمة:مرساة على الخليج – 1961حنين العتبة – 1965العشب الذي يموت – 1970الشعر والموت – 1973 (عن التجربة الشعرية وفلسفتها)علامات الزمن الأخير – 1975 (ثلاث قصائد طويلة، هي عبارة عن حوار بين السماء والأرض. قصائد مشبعة بالتأمّل والحنين والمعاناة الميتافيزيقيّة)أنهار برية – 1982يوميات حطّاب – 1988سلة الشيخ درويش – 1990قصائد هندي أحمر – 1993جرّة السامري – 1995خربة الصوفي – 1998خربشات في جسد الوقت – 2000بيدر – 2000أمطار قديمة – 2003 (هذا الكتاب يشتمل على أزمنة أربعة: أزمنة الشعر، أزمنة الضيق، أزمنة الحريق وأزمنة الرفاق. في أزمنة الشعر تتجه…)شاعر في رارون (عربي – فرنسي – ألماني) – 2009عودة المراكب – 2009مرثية طائر القطا – 2009تمارين على الهايكو – 2010مِحدلة الموت وهموم لا تنتهي – 2011مختارات من شعر ريلكة وهولدرلن وهيرمن هيسه…

السابق
هل سيصدر جدول اسعار المحروقات غداً؟
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم الخميس 6 كانون الثاني 2022