«عاصفة» الدولار تضرب الأسواق.. من يتلاعب بليرة اللبنانيين؟!

الليرة اللبنانية الدولار
من يقف وراء إرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، المنصات المشبوهة ومجموعات الواتسآب أم الوضع الاقتصادي المقفل والسوق اللبناني المتعطش إلى مزيد من الدولارات؟ الجواب على هذا السؤال متعدد الاوجه، ولكن الحقيقة واحدة، وهي ان لا حدود لجنون الدولار في ظل الازمة الاقتصادية والسياسية التي نتخبط فيها.

منذ أن بدأ سعر الدولار في السوق السوداء بالإرتفاع، مع بداية الازمة المالية والاقتصادية في لبنان، تتوجه أصابع الاتهام إلى خفايا السوق الموازية أو السوداء والتطبيقات الإلكترونيّة، بأنها وراء هذا الارتفاع، ومنذ يوم الامس عاد الدولار الأميركي ليسجّل قفزات سريعة وقاسية في قيمته مقابل الليرة اللبنانيّة في السوق السوداء، ليقارب سعر صرف الدولار حدود الـ25 ألف ليرة ( خلال ليل أمس).

اقرا ايضا: اجهاض «الكابيتال كونترول».. صيغ متعددة والمتضرر واحد!

ويتم وصف التطبيقات الإلكترونيّة المستخدمة لتبادل الدولارات أو نشر قيمتها، بالمشبوهة وغير القانونيّة، كونها “لا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي”، لذلك تنشط الجهات الرسمية (مصرف لبنان و أوجيرو) للعمل على إلغاء هذا النوع من التطبيقات عن الشبكة العنكبوتيّة عبر مراسلة شركات الانترنت، مثل “غوغل” و”فايسبوك” وغيرهما لحصر ما تنشره هذه الشركات بسعر الصرف الرسمي (أي الـ1507.5 ليرة للدولار) وسعر منصّة صيرفة، فهل يمكن أن تتوصل الاجهزة الامنية والادارات الرسمية  إلى قمع السوق الموازية، بما فيها تلك التي تنشط على مجموعات “واتساب” و”فايسبوك” وسائر وسائل التواصل الاجتماعي؟

 يشرح خبير تقني ل”جنوبية” أن “المنصات يمكن ان تُخلق عبر الهاتف الجوال من خلال تطبيق Endroid   أو  Iphone، أو عبر المواقع الالكترونية لتحديد سعر الصرف في السوق السوداء، ولا يمكن حجبها إذا كانت تعمل في الخارج لأنها يمكن أن تعاود نشاطها تحت أرقام وتطبيقات جديدة”، لافتا إلى أنه “وفقاً لتقرير نشرته منظمة “سميكس”، أن صفحات ومجموعات “فايسبوك” التي تتداول بسعر صرف الدولار لا يمكن حجبها من دون حظر موقع “فايسبوك” كليّاً، وهذه مسألة مستبعدة في الوقت الراهن”، ويشير إلى أنه “لا توجد حتّى اللحظة، وسيلة واحدة للتعامل مع مجموعات “واتساب”، الموجودة كوسيط لتسهيل عمليات بيع الدولار وشرائه بشكل مباشر، وهذه المجموعات تمثّل اليوم الوسيلة الأكثر شعبيّة من بين وسائط التداول الإلكترونيّة بالدولار”. 

حمود لـ”جنوبية”: التطبيقات والمنصات تستغل السوق المالي لكنها ليست سببا في ضعف العملة

ويشرح أن “هناك عددا لا يُحصى من الأسباب التي تدفع الأفراد والشركات إلى طلب الدولارات من السوق، والغالبيّة الساحقة من هذه الأسباب، غير مشمولة بالحالات التي يوافق مصرف لبنان على تمويلها من المنصّة”، لافتا إلى أنه “لهذا السبب، نشأت وسائط كثيرة لربط عمليات بيع الدولار وشرائه، بما فيها مجموعات “واتساب” و”فايسبوك”، التي يسهل إنشاؤها ويصعب تتبّع عمليّاتها يوميّاً، إضافة إلى الصرّافين الذين إتجهوا إلى ممارسة عمليّات القطع في السوق السوداء، بشكل شبه علني في جميع الأسواق اللبنانيّة تقريبا”.

الدولار سيظل مفقودا من الأسواق حتى أو إقفلت كل التطبيقات والمنصات

 في مؤشر جديد على تدهور وضع الليرة اللبنانية، أعلن مصرف لبنان اليوم أن “العملاء الذين يستفيدون من التعميم 151 سيتم رفع قيمة الدولار من 3900 إلى 8000 ليرة لبنانية على أن لا تزيد السحوبات عن 3000 دولار أميركي”، وفي هذا الاطار يرى الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف الدكتور سمير حمود ل”جنوبية” أن “كل الكلام عن أن إرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء،ض بسبب المنصات الخارجية ليس  مقنعا بالنسبة له، لأن السبب الرئيسي بالنسبة للبنان ليست هذه التطبيقات أو المنصات الخارجية، بل بسبب غياب دورة إقتصادية فيه وعدم دخول للعملات الصعبة”، مشيرا إلى أن “الدولارات التي يرسلها المغتربون إلى ذويهم، تبقى في المنازل ولا توضع في الدورة الاقتصادية للمصارف او مصرف لبنان، لأن لا ثقة لديهم بالمصارف وبالإستثمار في لبنان” .

لا مدخل للحل إلا إرتياح الجو السياسي وإصلاحات حقيقية 

يضيف:”شخصيا أعتقد أن هذه التطبيقات والمنصات تستغل الظروف المالي والاقتصادي الصعب في لبنان، وتساهم في الخروج عن السوق الطبيعي والنظامي إلى السوق غير النظامي هذا صحيح”، معتبرا أنه “حتى ولو تم إقفال كل هذه التطبيقات والمنصات، فالواقع يشير إلى فقدان الدولار في الاسواق اللبنانية، ولا يمكن تلبية حاجات الناس إليها، لأن الطلب على الدولار يتجاوز بكثير ما هو معروض، وإذا إنحسرت هذه الدولارات في السوق النظامي، سيتم إستعمالها لغايات مؤسساتية والاستيراد”.

ويشدد على أن “التطبيقات والمنصات تستغل السوق المالي الضعيف في لبنان، ولكنها ليست سببا في ضعف العملة، بل السبب هو المرحلة السياسية والجو السياسي الذي يعيشه لبنان”.

ويختم:” لا مدخل للحل إلا إذا إرتاح الجو السياسي، ويجب أن يترافق ذلك مع إصلاحات حقيقية سواء تلك التي كانت مطلوبة منا سابقا أو تلك التي ستطلب منا في المرحلة القادمة”.

السابق
تصريح مفاجئ من مسؤول سعودي: لا يوجد أزمة بيننا وبين لبنان!
التالي
بعدسة «جنوبية»: المنخفض «ودّع» الأجواء اللبنانية.. اليكم طقس الأيام المقبلة