جمال ترّو لـ«جنوبية»: الثورة تنتكس.. لكن لا تموت!

جمال ترو

طبعت مطالب الاصلاح والتغيير “ثورة 17 تشرين” التي انطلقت عام 2019، قبل أن تفرمل جائحة كورونا والتحديات المعيشية ناهيك عن “استشراس” السلطة مجتمعة، من اندفاعة الساحات التي أصبحت قبضاتها المرفوعة من الماضي الجميل، فيما يبقى التعويل على صناديق الاقتراع وقدرة الحراك على التغلغل في صفوف الطبقة السياسية واحداث خرق يقلب موازين المنظومة.

اقرأ أيضاً: مغنية في الذكرى الثانية لـ «17 تشرين»: يأس الشعب شلّ الثورة.. والرهان على صناديق الاقتراع

واليوم، يفتقد اللبنانيون “17 تشرين”، ويفتقدون الأصوات التي صدحت في الساحات على امتداد الوطن بالعناوين الإصلاحية والحلول العملانية التي تعيد الثقة وترسم معالم قيام دولة القانون. وفي عامها الثاني، أكد الناشط في “17 تشرين” جمال ترو، انه بالرغم من حالة “الركود” في صفوف الثورة، فان الثورة لم تفشل، فالثورة تنتكس لكنها لا تموت.

الثورة أربكت السلطة

في حديثه لـ “جنوبية” قال إن “الثورة نجحت في ان تحدث حالة ارباك في صفوف المنظومة التي تفاجأت بالحراك الوطني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، لذا حاولت ابتكار العديد من السيناريوهات والاكاذيب لتفشيل الثورة واضعافها للبقاء في السلطة”.
وتابع “هذا الزخم الكبير للثورة، أخاف فعلا السلطة التي أخذت على عاتقها محاربة الثوار من خلال التخوين والتهديد والقمع، واستخدام القوة والقتل في الساحات التي شهدت سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف الثوار عدا عن التوقيفات، وهو ما أثر على المجموعات الثورية الذين استنزفوا بسبب “استشراس” السلطة عبر الأجهزة الأمنية والقضائية وكذلك “شبيحة” الأحزاب، ناهيك ما جرى من احداث أثرت بدورها على “زخم الانتفاضة” بداية من انتشار فيروس “كورونا”، والأزمة المعيشية والاقتصادية التي أنهكت الشعب واستنزفته لا سيما مع وصول الدول الى 21 الف”.

الثورة ليست عملية ربح وخسارة انما هي عملية بناء دولة خارج القيد الطائفي بوجه مزرعة طائفية بنتها المنظومة


الى ذلك أكّد ترو انه “لا يجوز لوم الشعب اليوم لعدم التحرك، لا سيما في ظل المعاناة التي يعيشونها يوميا في سبيل تأمين لقمة العيش مع الغلاء الفاحش، اذ فقد المواطن الأمل بالتغيير من خلال التظاهر وقطع الطرقات”.

وبالرغم من حالة الركود في صفوف الثورة، رفض ترو ان تكون الثورة قد فشلت، مؤكدا على انه “الثورة تنتكس ولا تموت”، مشيرا الى انه “ليست عملية ربح وخسارة، انما هي عملية بناء دولة خارج القيد الطائفي بوجه مزرعة طائفية بنتها المنظومة”.

التعويل على صناديق الاقتراع

رأى ان “جميع المواطنين والثوار ينتظرون أي استحقاق للتغيير، كما جرى في نقابة المحامين والمهندسين وكذلك الجامعات”، وتابع “الاستحقاق النيابي هم أهم استحقاق ينتظر البلاد، والثوار اضافة الى العديد من المواطنين يعوّلون على الوعي الذي ظهر في الساحات للتغيير وعدم الوقوع بفخ الاعيب المنظومة”.

الثورة بداخل كل مواطن وفي أي لحظة سوف تنفجر


كما الرهان بحسب ترو على “شخصيات من المجموعات الثورية أو من خارج الثورة من شخصيات اختصاصيين ومحترمة، وبالتالي المرشحين الذين سيتم اختيارهم لخوض المعترك النيابي سيقع على عاتقهم مسؤولية التغيير القادم”.

الثورة سوف تنفجر في أي لحظة

واكد على ان ” 17 تشرين هي لحظة من لحظات العمر التي لا تعوض، وكل عام سوف يتم استذكار كيف اتحد الشعب اللبناني ضد جميع المنظومة، ولكن “ثورة 17 تشرين” لن تصبح كجمعية تحتفل بسنويتها انما هي أعمق من ذلك”.
كما شدد ترو على ان “17 تشرين هي ثورة وهي حالة غضب، وصحيح انها انكفأت بعض الشيء الا انها أصبحت حركة معارضة، والثورة بداخل كل مواطن، وفي أي لحظة سوف تنفجر لا سيما في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة”.

السابق
اعلام «الممانعة» يحرّض على «العسكر».. والجيش يردّ!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم السبت 16/10/2021