مغنية في الذكرى الثانية لـ «17 تشرين»: يأس الشعب شلّ الثورة.. والرهان على صناديق الاقتراع

حسن مغنية
تحل الذكرى السنوية الثانية لـ "17 تشرين"، في ظل استسلام شبه تام ويأس من قبل الشعب اللبناني إزاء أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية يشهدها لبنان في تاريخه المعاصر.

فيما خفت وهج “الانتفاضة” وذبلت تحركاتها التي تفجرت ذاك يوم في مشهد غير مسبوق في لبنان عكس توحّد الشعب اللبناني خلف المطالب ذاتها وضد الطبقة السياسية، تستعد مجموعة من الناشطين لإعادة إحياء “نبض الشارع” بالتزامن مع ذكرى الثانية لاندلاع “الثورة”، لأن ما بدأ قبل سنتين لم يصل إلى خواتيمه بينما الطبقة السياسية تحاول تعويم نفسها مجددا من خلال الاستحقاق النيابي في اذار المقبل.
فهل يعود زخم “17 تشرين” هذه المرة في صناديق الاقتراع، وهل لا يزال هناك ما يسمّى أصلا “ثورة”؟

اقرأ أيضا: عبد اللطيف لـ«جنوبية»: «نحو الوطن» ولدت من رحم الثورة.. والانتخابات فرصة للتغيير


«Game over».. عبارة اختار رئيس جمعية المودعين حسن مغنية، الناشط البارز في “17 تشرين”، وصف حال البلاد في ظل الأزمات التي تعصف بها، ناعيا في حديثه لـ “جنوبية” أي محاولات للنهوض بالبلاد والتغيير في ظل غياب الوعي والـ “تخدير”.
وقد رأى مغنية، ان “المنظومة السياسية نجحت الى حد ما بإفشال “17 تشرين”، وقد نجحت باختراق بعض مجموعات الثورة من خلال زرع مجموعات تدعي انها تنتمي للثورة ولكنها تنتمي للمنظومة”، مشيرا الى ان “الشعب اليوم ينشغل بكيفية تأمين البنزين والغذاء والدواء، أكثر من التظاهر للمطالبة بحقوقه، وهو اليوم يعيش حالة احباط واليأس وهو ما يفسر غياب زخم الشارع”
كما لفت الى ان “جمعية المودعين تمثل تقريبا مليونين مودع، وعندما تدعو الجمعية في كافة وسائل الاعلام الى تحرك لا نرى سوى مئة او مئتين متظاهر، فهل يعقل ان هؤلاء فقط المتضررين من المصارف؟”. وتابع “ثمة حالة تخدير ويأس يعيشه المواطن اللبناني وثمة شريحة كبيرة من الشعب تبحث عن أقرب فرصة للهجرة لو حتى الى الصومال”.

الشعب اللبناني في حالة موت سريري

كشف مغنية ان لا تحركات على الأرض للمجموعات في الثورة التي تحوّل اهتمامها اليوم الى الاستحقاق الانتخابي والتي لن تحصل برأيه.
واستبعد ان تحصل الانتخابات النيابية، بعد ما جرى الخميس الفائت من اشتباكات دموية في الشارع، لأن الاشتباك حدث مباشرة بين محورين، مشيرا الى انه “في حال حصلت الانتخابات من الصعب الرهان على وعي الشعب لأنه في حالة موت سريري”.

معايير الترشح غير واضحة


أمام منسوب شد العصب الطائفي المخيف من كل الأطراف، تخوّف ان ينعكس ذلك على صناديق الاقتراع، ونجاح المنظومة بالتالي التأثير مجددا على عقول المواطنين”، مشيرا الى ان البدائل لا تزال غير واضحة، ومعايير الترشح غير واضحة في صفوف الثوار”.
لافتا الى “هناك شخص وحيد في الحراك لديه مشروع انتخابي وهو شربل نحاس، وبالرغم من ذلك لم يحسم أمره بعد من الترشح وعلى الأغلب انه لن يخوض الانتخابات”، مضيفا الى “مجموعات الثورة في حالة ضياع وتردد إزاء الانتخابات من حيث الترشح وعدمه”.
الى ذلك اعتبر معنية انه ” لبنان بحاجة الى ” collateral damage “، فلا يمكن البناء على حطام والا البناء سيكون مهزوزا”.

في الختام، رأى مغنية ان “كل شيء كان مدروسا في لبنان منذ مجيء صندوق النقد الدولي على لبنان في 2019، وبلّغ آنذاك وزير المال وحاكم مصرف لبنان ان مبلغ 164 مليار دولار هو دين العام لا يمكن ان تتخلصوا منه، ومن ثم أتت ثورة 17 تشرين التي استغلتها الطبقة لتشكيل حكومة حسان دياب ومن ثم قررت التوقف عن الدفع سندات اليورو بوند، وأعلن لبنان افلاسه حيث بات يسدد ديونه بالليرة اللبنانية عبر تعميم مصرف لبنان أي التخلص من خسائرهم الى أدنى المستويات على حساب المودعين”، وتابع “على هذا المنوال ستتابع الطبقة الحاكمة كذبها على الشعب والأخير سوف يصدقها مجددا، وهذه الطبقة تكون “غبية” ان لم تعيد سرقت الشعب مجددا”.

السابق
مرافق محمد رعد جثة في مزرعته بالنبطية؟!
التالي
علي حسن خليل يردّ على «الزعيم المستجد».. ماذا قال؟!