«روبن هود الجنوبي» يسطو على كهرباء كل لبنان!

بلديات النبطية
وتيرة الازمات، تزداد يوما بعد يوم، وتؤدي الى فرملة حياة المواطنين، العالقين على حبال الكهرباء والمازوت والبنزين والخبز والمياه وسواها. كل ذلك يحصل في ظل التخبط، والمناكفات السياسية والمناطقية، وحتى الحزبية في البيئة الواحدة، ويدفع ضريبتها شريحة كبيرة من الاهالي، الذين ما زالوا مشدودين على طوائفهم وعصبياتهم المذهبية، التي تتحرك عند كل حادثة، ولا ينفكون عن تدبيج رسائل الشكر الى احزابهم وحركاتهم، على تأمين مازوت بالسعر الرسمي ، والمفروض ان يكون من حقهم ودون منة من احد.

دفعت “الحشرة” السياسية والشعبية لبعض القوى  السياسية، “الذود” عن ابناء منطقتها، بارتكاب اعمال احتكار للطاقة الكهربائية، مقصودة او غير مقصودة، وذلك من خلال الاقدام على تزويد هذه المناطق في الجنوب والبقاع وبيروت وغيرها، بساعات تغذية وصلت الى 12 ساعة في الايام الثلاثة المنصرمة، لكن ما حصل كان على حساب مناطق لبنانية اخرى من جهة، وتهديد “توازن” الشبكة الكهربائية من جهة ثانية، الامر الذي دفع بمؤسسة كهرباء لبنان، الى اصدار بيانيين شديدي اللهجة الاول عن “ازدياد عدد المحطات الخارجة عن سيطرتها، إلى 8 محطات ليشمل الحرج البسطا، صور، بعلبك، المصيلح الزهراني وادي جيلو، النبطية، نتيجة ازدياد وتيرترة الاعتداءات الحاصلة عليها من قبل بعض المواطنين.

وقد عمل المعتدون في 5 محطات تحويل، وهي صور المصيلح الزهراني وادي جيلو والنبطية، على إفادة  المناطق التي تتغذى من هذه المحطات، تحديداً من ساعات تغذية إضافية، تصل لمعدّل أكثر من 12 ساعة في اليوم”، في حين تحرم المناطق اللبنانية الأخرى من ساعات التغذية الكهربائية المحددة لها، بسبب هذه التجاوزات المستمرة في تلك المحطات، في ظلّ النقص الحادّ في القدرات الانتاجية المتوافرة على الشبكة الكهربائية، بسبب الأزمة النقدية التي يمرّ بها البلد.

وتبعت هذا البيان ببيان آخر امس، اعلنت فيه انقطاع التيار الكهربائي عن عموم لبنان، عازية ذلك الى انخفاض “الذبذبة”

لكن المؤسسة، تحاشت اي صدام ووصفت في بيانيها “المعتدين”  بالمواطنين على الرغم من معرفتها، بأن الذين دخلوا الى هذه المحطات الثمانية وخصوصا في الجنوب، هم رؤساء بلديات وينتمون في غالبيتهم، الى تيارات معروفة ومنها حركة امل.

و تقول مصادر مقربة من شركة الكهرباء ل “جنوبية”،التي بدأت العمل على اعادة التيار الكهربائي تدريجيا، من معامل الانتاج لاعادة الذبذبة “التوازن”،   الى ما كانت عليه، انها “أجرت اتصالات مع العديد من القوى السياسية والحزبية المعنية، التي اقدمت على خطوة تزويد مناطقها بساعات اضافية”، منبهة الى خطورة مثل هذه الاعمال”.

و أوضحت ان “ما حصل قبل ثلاثة ايام تقريبا، كان ارغام المسؤولين عن المحطات، على رفع ساعات التغذية في المناطق التي ذكرتها المؤسسة في بياناتها، وهذا ما تسبب بحرمان مناطق لبنانية من شبه صفر ساعات تغذية”.

إقرأ أيضاً: «فصول» البنزين.. بين المكشوف والمستور!

ويبرر احد رؤساء البلديات، الذي شارك في الدخول الى احدى المحطات في الجنوب، ل “جنوبية” ان “هدفنا كان السعي الى تحسين التغذية في ظل التقنين الحاد في المولدات الكهربائية، واختفاء المازوت بالسعر الرسمي، وليس حرمان مناطق اخرى لبنانية من الكهرباء على الاطلاق”.

وكان القطع  الشامل للتيار الكهربائي منذ مساء امس، تسبب بتوقف ضخ المياه من المحطات الرئيسية ،التي تتغذى عادة بخط خدمات من مؤسسة كهرباء لبنان، وفق ما اعلنت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي في بيان لها.

السابق
«شواء» الدجاج تحت نار.. الشمس!
التالي
بالفيديو: «القلة تولد النقار».. في المطار!