ديكتاتوريات الطوائف تُطير الانتخابات الفرعية.. والحرة!

الانتخابات النيابية اللبنانية

في ظل إدارة هذه الطبقة السياسية، لا يمكن إجراء أي انتخابات حرة. فالادارة من جهة ما تزال على حالها من دون أي إصلاح، والقانون الانتخابي ما يزال على أساس طائفي. 
وتختلف الآراء في الثورة حول خوض الانتخابات الفرعية، بين من يؤيد خوض كل المعارك في وجه السلطة، وبين من يريد الانتظار للانتخابات الكاملة، مبكرة أو في موعدها في ظل أي قانون كان، وبين من يريد المشاركة على أساس قانون غير طائفي، أو بعد إجراء إصلاحات انتخابية تشمل على الأقل إدارة انتخابية مستقلة مع إمكانية الاستعانة بهيئات دولية.

مقاطعة 87% من اللبنانيين، لم تغير اي شيء في واقع الحال اللبناني المبني على ديكتاتوريات الطوائف وفيدراليتها

إلا أن الواقع الانتخابي قد لا يكون مؤاتياً للثوار لجهة التغييرات المنشودة. فالقانون الممكن خارج القيد الطائفي والمنصوص عنه في المواد 22 و95 في الدستور اللبناني، ما يزال خارج البحث في المجلس النيابي، والاتجاه هو حصول الانتخابات النيابية على أساس القانون الحالي الساري المفعول، النسبي – الطائفي وبصوت تفضيلي واحد. وإذا كان البعض في المجلس النيابي، ككتلة الرئيس نبيه بري، يسعى لإجراء الانتخابات على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، خارج القيد الطائفي مع النسبية أو على أساس القانون الأرثوذوكسي كالتيار الوطني الحر، إلا أن توازن القوى النيابية لا يسمح بأي منها. 

إقرأ أيضاً: الحريري في بعبدا خلال 48 ساعة..والسعودية تبارك «طبخة الحكومة» الإصلاحية!


وفي ظل المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، يبدو إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بعد 14 شهراً هو الأكثر واقعية. خاصة في ظل استحالة وجود حكومة حيادية، بعدما فشلت المبادرة الفرنسية بتحقيق ذلك، وفي ظل العودة الى البحث بحكومة مبنية على محاصصة أوسع في تشكيلة من 24 وزيراً أو على الأقل في ظل بقاء حكومة تصريف الأعمال، المبنية في غالبيتها الساحقة على مستشارين تابعين لقوى الثامن من آذار.
ويبقى أن الثورة وكافة المواطنين سيكون عليهم قبول المواجهات أياً تكن، مع التذكير أن مقاطعة 87% من اللبنانيين، لم تغير اي شيء في واقع الحال اللبناني المبني على ديكتاتوريات الطوائف وفيدراليتها، والمواجهات مع السلطة انتخابياً هي فرصة للثورة لكسب الرأي العام!

السابق
عندما «يمحو نهر الأردن آثار القدم الهمجية»!
التالي
مخاطر تناول المسكنات بعد تلقي لقاح كورونا!