نصرالله.. «انا الوالي بالوكالة»!

السيد حسن نصرالله

يعود الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله الى عادته القديمة الجديدة، في تنصيب نفسه “واليا و ولياً” بالوكالة على اللبنانيين ب”رفع الإصبع” على قاعدة “الأمر، يرسم خطوطهم العريضة السياسية والاقتصادية والمالية . و لم يخف نظرته التشكيكية بل العدائية، لكل دعوات التغيير لمنظومة السلطة التي يديرها واوصلت لبنان الى الكارثة، لم يبخل في التعبير عن موقفه هذا في كل مناسبة اظهر فيها عموم الشعب اللبناني توقهم الى حكومة مستقلة من خارج منظومة المحاصصة والفساد، في سبيل اعادة ترسيخ قواعد الدولة من الدستور الى تطبيق القانون، ولعل اتهاماته لانتفاضة اللبنانيين منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ يجمعها خيط واحد امتد الى خطابه الأخير امس ١٨ اذار ٢٠٢١، هو احالة منظمي التحركات الى السفارة الأميركية، في محاولة لتقزيم الانتفاضة الاولى في لبنان وشيطنتها، هي التي رسخت في وعي اللبنانيين نهاية الحرب الأهلية واطلقت بداية وعي وطني ولغة جديدة في مقاربة الأزمة الكارثية بأوجهها المتعددة.

وفي خطابه امس اعاد الكرّة مجددا في شيطنة الانتفاضة والاحتجاجات الشعبية،  وفي اعقاب ما قاله قبل يومين وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي “ان احتجاجات لبنان… الحالية خطوات معادية لإيران”. لذا فان نصرالله بعد ان صنف الاحتجاجات وقطع الطرقات في سياق موجه وخطير، وجه رسالة تحذير الى  الجيش بشأن طريقة تعامله مع الاحتجاجات واغلاق الطرقات ملمحا الى خطوات سيقوم بها حزب الله في حال لم يقم الجيش والقوى الامنية بما يطلبه واردف في سياق تحذيري بعبارة “للبحث صلة”.

ليس خافيا على اللبنانيين ان نصرالله كان يتحدث بلغة الآمر الناهي

ليس خافيا على اللبنانيين ان نصرالله كان يتحدث بلغة الآمر الناهي، باتجاه سعد الحريري في شأن الحكومة المزمعة، لقيادة الجيش في قضية الاحتجاجات وقطع الطرقات، لحاكم مصرف لبنان في وجوب ان يوقف انخفاض سعر العملة، للموجوعين من اللبنانيين بأن تحركاتكم مشبوهة فاكتموا اوجاعكم ولا تنزلوا الى الشوارع محتجين.

إقرأ أيضاً: نصرالله «يُسقط الهيكل».. اللبناني!

استعراض القوة لم يسلم منه احد من اللبنانيين امس، اللهم الا العدو الاسرائيلي كان بمنأى عن التهديدات، وكذلك الاميركيين، التهديد هو للبنانيين ممن يستشعر “حزب الله” فيهم الرفض والاحتجاج على المنظومة الحاكمة.

ببساطة يريد نصرالله اعادة عقارب الساعة الى الوراء، هو يريد حكومة على مثال ما رفضته الانتفاضة واسقطته اي حكومة المحاصصة والزبائنية، وهذا خيار لا يقنع اكثر اللبنانيين سذاجة بامكانية ان يوقف الانهيار، وفي المقابل يكشف عن عجز “حزب الله” عن مواجهة الأزمة الكارثية الا بسياسة الفرض والترهيب وبالذهنية الامنية والعسكرية.

الاكثر تعبيرا عن العجز هو دعوة نصرالله محازبيه الذين يتلقون رواتبهم بالدولار لمساعدة جيرانهم

لكن الاكثر تعبيرا عن العجز هو دعوة نصرالله محازبيه الذين يتلقون رواتبهم بالدولار لمساعدة جيرانهم، فيما لا يزال ينتظر موافقة الدولة اللبنانية على قبول المساعدات الايرانية لكي ترسلها ايران. المفارقة ان قوافل الاسلحة التي تصل الى سوريا ولبنان والتي تشكل ترسانة من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة بمئات الالاف، هذه لا تحتاج الى موافقة الدولة، اما النفط والغذاء والمال فهو يتطلب موافقة الدولة التي يتحكم بها حزب الله حين يشاء.

ما يمكن الخلوص اليه ان “حزب الله” لا يملك حيال اللبنانيين ازاء ما يعانون منه الا التهديد، وهو مؤشر على ان لبنان نحو مزيد من التدهور والانهيار، وما سيضر بالحزب  في هذا الواقع، سيرد عليه بما يتقنه “حزب الله” اكثر من سواه، اي القوة الامنية والعسكرية وهي الوسيلة المثلى لتعزيز الفوضى وقوانينها.

السابق
على غرار الاقتصاد اللبناني.. توقف في حركة الأسواق السورية
التالي
خفض سعر الصرف.. الصرّفون يُرحّبون بقرار عون