بين لقمان والمرفأ والناس.. اتهامات وتساؤلات برسم «سماحة الأمين العام»!

السيد حسن نصرالله

خطاب سماحة الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله البارحة يتضمن الكثير من المسلمات. فتضحيات القادة الشهداء، ومخاطر التدويل، ودلالة السباب والشتائم على العجز والاحباط، وكذلك احتمال تواطؤ القضاء مع شركات التأمين على حساب المتضررين من انفجار المرفأ، إضافة الى اتهام الحزب بإغتيال المغدور لقمان سليم بلا اثباتات جرمية، جميع هذه النقاط برأيي صحيحة.

اقرأ أيضاً: نصرالله «يُنكر» لقمان سليم..و«يقفز» فوق القاتل!

ولكن هذه الصحة لا تلغي عددا من الأسئلة والإشارات التي يثيرها الخطاب.

التدويل أمر واقع


اولا: التدويل غير مضمون النتائج وقد يرتد سلبا على لبنان لأنه وكما قال سماحته، ستأتي الدول المعنية حاملة معها سياساتها ومصالحها، والتي ستتناقض في بعض منها مع مصالحنا سواءا حول التوطين أو صفقة القرن أو حتى في عدد من الملفات الاقتصادية.
هذا صحيح، ولكن لا يد من الالتفات إلى أن نصف التدويل المناسب لمحور الممانعة، هو أمر واقع حاليا، وأن المرفوض من سماحته هو النصف الآخر والذي يحد، أو ينافس، أو يشارك حلفاء سماحته النفوذ والمكاسب. وما لم ينتبه له سماحته ربما هو أن قسما هاما من الشعب اللبناني بات يسبح في بحر العوز والجوع وكرامته مهانة ويشعر، كما قال سماحته بالإحباط والعجز، وبالتالي لم يعد يخيفه مصالح ومشاريع القوى الاجنبية، وإنما بات يحبذ تدخلا آخر على آمل أن يوازن هذا التدخل المرتجى، التدخل القائم حاليا.

اغتيال لقمان سليم


ثانيا: حول اغتيال المغدور لقمان سليم. لا يوجد أي اثبات جنائي يدين حزب الله، ولكن بحر الكلام الذي قيل على وسائل التواصل الاجتماعي من مناصري الحزب، تخوينا للمغدور ، ومسبوقا بإقتحام منزله قبل الاغتيال وعبارات التهديد على حيطان منزله، ثم مقال جريدة الاخبار والتي أشارت إلى استعداد المغدور للتنسيق مع الاسرائيليين، جميعها تدفع بالاتهام السياسي في وجهة واحدة. وخطاب سماحته البارحة لم يبدد أيا من هذه الاتهامات.فلم اسمع كلمة شجب واستنكار واحدة لهذه الجريمة،أو وعد بالسعي لكشف المجرمين ولا حتى كلمة ترحم واحدة على المغدور!.

كيف استطاع الجناة من خطف ونقل المغدور بسيارته حوالي ٣٠ كلم في الليل بوجود كاميرات مراقبة رسمية وحزبية وخاصة


مكان الاختطاف يخضع لهيمنة ومراقبة الحزب، ولو توقفت أي سيارة بعد مغيب الشمس في نقطة ما على ذلك الطريق، فلن يمر إلا دقائق حتى يصل عناصر من الحزب للتحقق من هوية ركابها والتحقيق معهم عند الضرورة، وهذا ما حصل سابقا مع اناس عاديين، وهذه شهادة لصالح إجراءات الحزب الامنية. لذلك من حق الناس التساؤل عما جرى في تلك الليلة، وكيف استطاع الجناة من خطف و نقل المغدور بسيارته حوالي ٣٠ كلم في الليل ومروا على قرى وطرقات وبوجود كاميرات مراقبة رسمية وحزبية وخاصة، وخلال فترة منع التجول بسبب جائحة الكورونا؟ هذه العملية بحاجة إلى قدر كبير من الاطمئنان والكفاءة والتغطية التي لا يمكن أن يوفرها إلا جهاز امني يحظى بسلطة نافذه. وكل الاعيب الصبية والاشاعات من نوع ( زوج العشيقة) وخلافه لا تقنع أي عاقل. هذا الكلام ليس سباب أو شتائم، وإنما كلام منطق وعقل قد يصيب الحزب أو أي جهاز امني محلي أو رسمي،أو أجنبي ذو نفوذ.

انفجار مرفأ بيروت


ثالثا: حول انفجار المرفأ، ان اتهام الحزب بالتفجير بعيد عن أي منطق.فلا مصلحة للحزب بهذا العمل، بل هو أحد أبرز المتضررين منه. ولكن أحدا لن يقنعني بأن كميات النترات الهائلة في العنبر والكميات الهائلة التي خرجت من المرفأ، لم تكن تحت اعين الحزب ومختلف أجهزة الدولة وبتواطؤ كافة المسؤولين، وأن هناك أموالا دفعت وتهديدات حصلت لمنع ظهور الحقيقة للجمهور.


ادعاء الجهل لأي طرف أو جهاز هو اهانة أكبر بكثير من اهانة التغطية على عملية التخزين


ادعاء الجهل لأي طرف أو جهاز هو اهانة أكبر بكثير من اهانة التغطية على عملية التخزين.. وعلى الحزب كما على كافة اجهزه الدولة، الكف عن التجهيل ودفن الرؤوس بالرمال، بهدف الاستفادة المادية والتغطية على الحلفاء، تواطأ الجميع على ستر الحقائق، وما عدا ذلك هو تلاعب على الكلام ورمي المسؤولية عن الذات.


تواطؤ القضاء مع شركات التأمين

رابعا: كلام سماحته حول احتمال تواطؤ القضاء مع شركات التأمين يصح أن يصدر عن أي مواطن عادي، ولكن أن يصدر عن المتصدر الاول والراعي الأساسي للحكومة المستقيلة فأنه يدعو إلى الاستهجان. فإذا كان حزب سماحته وحلفاؤه، التيار الوطني الحر وحركة آمل، هم الحكومة، فلمن وممن الشكوى؟ وهل المطلوب منا أن نصدق أن القضاء مستقل ولا يماشي ارادة الحلفاء الثلاثة؟

هل المطلوب منا أن نصدق أن القضاء مستقل ولا يماشي ارادة الحلفاء الثلاثة؟

اتفاق مار ماخايل

خامسا : حول اتفاق مار مخايل، بين الحزب والتيار، فإذا كان هذا الاتفاق يدور حول مصلحة البلد فلماذا لا يكون النقاش حول عناوين الفشل والنجاح بين يدي الجمهور؟ موقف التيار من الرئيس نبيه بري هو معلوم وكذلك موقف الرئيس بري من التيار، فلماذا لا يكون النقاش علنا وامام الجمهور؟ لقد حقق الاتفاق وصول كل منكما إلى هدفه ونجحتم بمساعدة الرئيس سعد الحريري في تهميش السنة، وحان موعد النقاش الأعمق بما يتخطى تلك الاهداف،على ضوء التطورات الإقليمية.

التأليف الحكومي


سادسا: حول تشكيل الحكومة، اكتفى سماحته بالتوقف عند الخلافات الشكلية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ولم يتطرق إلى أي ملف يطال الناس، من التحقيق الجنائي إلى أموال الناس المنهوبة من المصارف، إلى الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية، إلى اقتراحات الحزب حول القضاء، والصحة والتعليم الخ.. ولم يأت اقتراحه الاوحد لفض الخلاف إلا بتوسيع الحكومة ليدخلها حليفه وحليف التيار من الطائفة الدرزية.

السابق
أهم فوائد التفاح للحامل والجنين
التالي
شمس الكويتية تغني للحب وتصف الحياة في بغداد بـ«الطبيعية»