حركة دياب.. أقل من مبادرة و أكثر من شكلية!

الحريري دياب

أعادت حركة رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب تجاه بيت الوسط وعين التينة ثم بعبدا، الاضواء إلى ملف تشكيل الحكومة بعد فترة من المراوحة والجمود وضعت الملف في زوايا مظلمة وباردة. وبالرغم من أن “الحركة بركة” مهما كانت الاسباب والدوافع، إلا أن العارفين يضعون زيارات الرئيس دياب في إطار “شكلي” لأنه لا يملك إمكانيات الحل والربط الحكومي بل أنه بات خارج السياق السياسي الداخلي.

اقرأ أيضا: دياب يتحرك حكومياً في إتجاه عون وبري والحريري..هل يذوب الجليد بين بعبدا وبيت الوسط؟

لكن يمكن القول أن زيارته تزامنت مع عدة معطيات تسعى لكسر الطوق الذي يخنق عملية التأليف الحكومي أبرزها، كما تقول مصادر متابعة ل”جنوبية” “حركة مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي البعيدة عن الإعلام ، محاولات حزب الله لإعادة خط التواصل بين بعبدا وبيت الوسط والتي لا تزال في بداياتها، وتغريدة لممثل الامين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش اليوم سأل فيها “هل ستحرك الادارة الاميركية الجديدة  الاطراف أخيرا لتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري؟”

أضاف:” إن الحكومة الجديدة لا تعني تلقائيا نهاية الازمة، لكن حين لا توجد حكومة فهذا يساهم في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب”.

محاولات في بداياتها

كل ما سبق يعني أن هناك محاولات لا تزال في بداياتها لإخراج الحكومة من كومة التعقيدات التي تحول دون إبصارها النور وبمباركة من المجتمع الدولي، وهذا ما توافق عليه نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش الذي يقول ل”جنوبية”: “زيارة الرئيس دياب إلى بيت الوسط  هي بيت القصيد في كل جولته التي قام بها اليوم على المقرات الثلاثة، وهذه الزيارة لها سببان الاول “رد زيارة التضامن” التي قام بها الرئيس الحريري عقب إستدعاء الرئيس دياب في ملف المرفأ، والثاني هو لتبرير الكلام الذي حصل عقب تسريب الفيديو الذي إتهم فيه رئيس الجمهورية الرئيس عون بالكذب”.

علوش لـ”جنوبية”: عون والتيار الوطني يريدون  تطمينات حول دورهم الداخلي 

يضيف :”صحيح أن لدى الرئيس دياب مسعى لتشكيل الحكومة،  على ألا ننسى أن من يوقف  عملية التشكيل ، هي الجهة التي تعتبر ان المبادرة الفرنسية وضعتها خارج اللعبة الداخلية، ولا سيما رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، وهم بحاجة إلى تطمينات بأن لهم دور داخلي في المستقبل لكن أي جهة خارجية لم تقم بهذه الخطوة بعد”.

يشير علوش إلى أن “الاميركيين لا يعتبرون لبنان ملفا أساسيا في المرحلة الحالية، فهم مشغولون بملفات داخلية منها موضوع تسلم بايدن وملف كورونا، لكن الفرنسيين وأوروبا يعتبرون لبنان جارا لهم وأي أذى قد يصيبه ينعكس عليهم موجات هجرة بالاضافة إلى مشاريعهم المتوسطية المرتبطة بالغاز”، لافتا إلى أن “فرنسا وأوروبا تعتبران لبنان أحد أولوياتهما، أما الاميركيين سيمضي وقت قبل إعادة إهتمامهم للبنان ولكن لا يجب أن ننسى دور السفارة الاميركية في متابعة الملفات الداخلية “.

رياض طبارة

المبادرة الفرنسية لا تزال على قيد الحياة

يوافق سفير لبنان في واشنطن رياض طبارة على أن لبنان لا يزال في صلب الاهتمام الفرنسي والاوروبي، بالرغم من إنشغال الفرنسيين حاليا بملفهم الاقتصادي الداخلي وملف كورونا، ويشرح ل”جنوبية”أن “الفرنسيين والاميركيين يستمرون بالإهتمام بعدم إنهيار لبنان لكنهم في هذه المرحلة لديهم إهتمامات داخلية  أكثر إلحاحا، وبقاء المبادرة الفرنسية على قيد الحياة هو لأنها تلبي المصالح الاوروبية بعدم نزوح مليون ونصف لاجئ سوري إليها في حال إنهيار لبنان كليا، ومصلحة الولايات المتحدة  وإسرائيل هو إنهاء ملف الحدود البحرية وهذا لا يمكن أن يتم من دون وجود حكومة لبنانية” .

طبارة لـ”جنوبية”: المهم هو إعادة الاهتمام الفرنسي والاميركي للجم الانهيار

ويلفت إلى أن هناك”جمودا في الاهتمام الفرنسي والاميركي بالملف اللبناني حاليا، وهناك فساد سياسي داخلي لم يستطع المجتمع الدولي على خرقه إلى الان، والحل في لبنان ليس داخليا بل خارجي وبشكل مباشر من خلال المجتمع الدولي والمبادرة الفرنسية ومن الولايات المتحدة التي تضغط عبر فرض عقوبات على شخصيات لبنانية،  وبطريقة غير مباشرة من خلال حصول تفاهم بين إيران والولايات المتحدة والمجتمع الدولي لأن ذلك يزيد من إراحة الوضع  في لبنان لكن هذا الامر يستلزم وقتا و لا يمكن الرهان عليه “.

 ويختم:”ما يحصل خلط بين هذين الخطين، وما يهمنا هو إعادة الاهتمام الفرنسي والاميركي بعدم إنهيار لبنان بشكل أقوى  وان يحصل تجاوب من الداخل، و للأسف لا يبدي أي طرف داخلي  جدية وطنية للتصدي للمشاكل  الحاصلة”.

السابق
بالفيديو.. لبنان في قلب العاصفة: السيول اجتاحت مطاعم ومقاه وتسببت بانهيار منزل في عكار!
التالي
بالصورة: محاولة قتل مواطن في ابي سمراء بهدف سرقته.. وهذا ما جرى!