«كتاب الانقلاب».. ترامب الأكثر خطراً على الولايات المتحدة ومصالحها في العالم!

دونالد ترامب

ربّما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، أكثر رؤساء أميركا اثارة للجدل ( حول شخصه وشخصيته معا ، في أميركا وخارجها ) ولا زال ، حتى بعد سقوطه في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 . ومناسبة هذا الكلام ، ليست متمثلة برفض ترامب المباشر لنتائج هذه الانتخابات ، هذا الرفض الذي بدأ اثر اعلان هذه النتائج ، والذي لا يزال يتوالى فصولا حتى الآن ؛بل ان مناسبة هذا الكلام ، كمنت بظهور الكتاب الذي يُحذّر فيه ، كاتبه الأميركي المسؤول الرفيع المستوى في ادارة ترامب ، مواطنيه الأميركيين من اعادة انتخاب ترامب رئيسا للجمهورية .

إقرأ أيضاً: آخر أيام ترامب تفضح علاقة ايران بالقاعدة.. هل يسمع بايدن؟!

والكتاب المقصود هو الكتاب الذي نحن بصدده هنا ، وهو الكتاب الذي قامت بترجمته الى العربية ” شركة المطبوعات ” في بيروت ، وأصدرته في طبعته العربية الأولى 2020 ، التي أطلقتها ( قبيل موعد حصول الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة بوقت قصير ) ، تحت العنوان الآتي : ” تحذير بقلم ؟ : مجهول ( مسؤول رفيع المستوى في ادارة ترامب ) “.

تحذير من شخصية مَرَضية

نحن اذا ، أمام كتاب تحذيريّ يصف مؤلفه بالتفصيل شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال معايشته اليومية له وللمحيطين به . ويرى فيه خطرا كبيرا على الولايات المتحدة ومصالحها في العالم .

أخفى المؤلف اسمه مخافة العواقب المترتبة على فضحه فداحة الخلل في شخصية ترامب . فهو مطّلع باسهاب على قيادة ترامب للبلاد من خلال موقعه في البيت الأبيض ، كما توحي التفاصيل الدقيقة التي يتضمنها .

وُسمت ادارة ترامب الأكثر اضطرابا في تاريخ اميركا

يقول ان الرئيس يجهل الكثير من الأمور الضرورية لمن في الحكم ، ويرفض الاستماع الى النصائح ، متخذا قرارات مبنية فقط على حدسه واندفاعه ، وتكون لها نتائج خطيرة على البلاد .

تنطوي شخصية ترامب في الكتاب على جوانب مَرَضية ، لشخص مستعدّ للذهاب بعيدا في التحايل على القانون لتحقيق مآربه الشخصية ، ولو كانت على حساب مصالح بلاده ، ويورد أمثلة كثيرة على ذلك في السياستين الداخلية والخارجية ، ولا سيما تعامل ترامب مع قضايا تتعلق بالسعودية وسورية وايران .

أثار ذهول كبار مساعديه بتصرفاته الغريبة التي أدّت الى صدامات معهم وانتهت بطردهم أو باستقالاتهم . وكان تعامله مع النساء هو أكثر ما يتضمّن أمثلة صارخة على سلوكه غير السوي ، فهو سليط اللسان في التهكم عليهنّ .

هدفُ المؤلِّف اقناع الأميركيين بِاخراج ترامب من البيت الأبيض ، عبر التصويت ضده في الانتخابات التي ستجري (وقد جرت ) في تشرين الثاني

/ نوفمبر 2020 ، وليس عبر اجراءات عزل تستند الى مُخالفات جسيمة للقانون ارتكبها عن سابق تصوّر. ومن مفارقات القدر أنه صودف أن جاءت نتائج تلك الانتخابات ،متطابقة ، تماما ، لهدف المؤلِّف ؟!

ومحتويات الكتاب مؤلفة من : مقدمة وثمانية فصول وخاتمة .و يتمحور الفصل الأول حول : ” انهيار الدولة المستقرة ” .والثاني حول : ” شخصية رجل ” .

اضطراب اداريّ تاريخيّ

ومما جاء في مقدمة الكتاب :

لا يمكن لأحد أن ينكر بأن ادارة دونالد ج . ترامب قد وُسمت بأنها من الادارات الأكثر اضطرابا في تاريخ أميركا . وسيسجل مؤرخو المستقبل تقلُب الرئيس في عملية صنع القرار ، هذا فضلا عمّا تثيره قراراته من صراعات داخلية في حكومة تقع على عاتقها مسؤولية التصدي لتنفيذها . سيكتب المؤرخون أيضا أن مستشاريه اكتشفوا أنه غير ملائم للقيام بهذا العمل .

مستشارو ترامب اكتشفوا انه يميل الى استغلال السلطة

فهو غير قادر على أن يركّز على الحكم بل انه يميل الى استغلال السلطة : من المخططات غير المدروسة لمعاقبة منافسيه السياسيين الى النزعة الى تقويض المؤسسات الأميريكية الحيوية . سيوثّقون كيف فكّر المسؤولون في الاقدام على تدابير جذرية ، لا بل يائسة ، على حدّ تعبير البعض ، لتحذير الشعب الاميركي . أثناء فضيحة ووترغيت ، استقال قادة بارزون في الحكومة اعتراضا على قرارات الرئيس ريتشارد نيكسون غير السليمة . وقد أطلقت الصحافة على تلك الاستقالات الجماعية تسمية ” مجزرة ليلة السبت ” .

أما الذي لم يكشف عنه فهو أنه كان قد جرى التفكير في اعتماد سيناريو مشابه قبل حلول منتصف ولاية ترامب . فقد فكّر كبار المستشارين والمسؤولين في الحكومة في ما قد يُسمى بمجزرة ذاتية عند انتصاف الليل، عبر تقديم استقالات جماعية بغية لفت الانتباه الى سوء تصرف ترامب وقيادته الخاطئة . لكنهم تخلوا في آخر الأمر عن هذه الفكرة خوفا من أن يزيدوا الطين بلّة . الاّ أن الأمور ساءت على أيّ حال .

وفي وقت متأخر من احدى الأمسيات ، اتضح لي تماما مدى تدهور الأوضاع والأحوال ، عندما كشفت خسارة رجل جيد الطبيعة الحقيقية لرجل آخر مضطرب . وتلك كانت الليلة التي دفعتني للعمل على هذا الكتاب . . . لعلها فرصتنا الاخيرة كي نحاسب هذا الرجل . لكن ، وقبل ذلك ، علينا أن نلقي نظرة أعمق على جذور هذا الخلل ، وهذا ما دفعني الى وضع هذا الكتاب .

ما هو هذا الكتاب

وافقتُ على ان أعمل في الإدارة على أمل ان يحقق الرئيس ترامب النجاح …وفشل الرئيس في ان يرقى الى المستوى المطلوب في القيام بواجباته ، عبر توليفة سامة من انعدام الأخلاقيات واللامبالاة . في هذه الصفحات ، سأُبرِز ما ينبغي ان يقلق الاميريكيون بشأنه في ما يتعلق بترامب وبادارته ، وسأشخص المشكلة وأقترح سبيلا للمضي قدما . ان الآراء الواردة هنا هي آرائي الشخصية …

تسلط فصول الكتاب على اوجه رئاسة ترامب بناء على تجارب الكاتب وملاحظاته

نشأت فكرة هذا الكتاب وتحددت بسرعة ، كما انه كُتب بسرعة خلال فورة احداث سريعة واضطراب يعكس النهج المتبع في واشنطن ترامب . بيد أنه يركّزعلى بعض أوجه الرئاسة وعلى هذه اللحظة من حياتنا السياسية التي يبدو انها لن تتغير في المدى المنظور . يسلط كل فصل من فصوله الضوء على وجه من أوجه رئاسة ترامب رأيت من الضروري ان يطّلع عليها الجمهور ليقرروا بعد ذلك ما اذا كان ترامب سيبقى في سدّة الرئاسة الى ما بعد العام 2020 .

في هذه الصفحات ، بذلت قصارى جهدي كي أقدّم تقييما صريحا لدونالد ترامب ورئاسته بناء على تجاربي وملاحظاتي وليس بناء على شائعات لا أساس لها .

حول اخفاء اسم الكاتب

اتخذت القرار بنشر هذا الكتاب من دون الكشف عن اسمي لأن النقاش لا يتعلق بشخصي ، بل بنا جميعا ، وبالوسائل اللازمة لجعل الكرسي الرئاسي يعكس صورة بلدنا الحقيقية ؛ سيلقي هذا الكتاب الضوء على حقيقة ادارة ترامب ويبيّن ما اذا كان الرئيس الحالي جديرا بأن يستمر في تولي دفة القيادة في الولايات المتحدة الاميريكية .

قبل منتصف ولاية ترامب فكّر كبار المستشارين والمسؤولين في الحكومة تقديم استقالات جماعية

لن تقتصر الأمور التي سأتطرق اليها في صفحات هذا الكتاب على ما أريد اخباره شخصيا ، ولكنها ستشمل ايضا تعليقات كثيرة من دونالد ترامب مباشرة ، لا سيما وان كلماته هي خير شاهد على شخصيته ، وسلوكه هو خير دليل على الخطر الذي يشكله .

الكتاب عن ترامب
السابق
حالات الإختناق في المسشتفيات ترتفع: نزعنا جهاز تنفس عن مريض ووضعناه على آخر صغير بالسنّ!
التالي
إيران والمهل التفاوضية