«كورونا» لبنان 2020 بين طائرتي قم ولندن.. فوضى عارمة تُخلّف آلاف الإصابات ومئات الوفيات!

كورونا ايران
مع بداية عام 2021.. جولة على الأزمة الأكثر فتكاً بلبنان بعد الفساد السياسي!

لا يكاد أحدٌ ينسى شهر شباط من عام 2020، حيث سجّل لبنان أول إصابة بفايروس “كورونا” لسيّدة قادمة من مدينة قمّ الإيرانية، والتي سرعان ما اصبحت حينها حديث الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي لما شكّلته من هلع ورعب بين اللبنانيين الذين كانوا بطبيعة الحال ينتظرون وصول الفايروس الى البلد المنهار مالياً واقتصادياً ولكنهم عوّلوا على وعود حكومة الإنقاذ بضبط حركة الدخول الى مطار بيروت ورفع منسوب الحيطة والحذر.

ولكن بالطبع لم يحصل ذلك ولم تتوقف حركة القادمين الى البلد إلّا بعد اسابيع حيث ارتفعت حينها اعداد الإصابات الى 99 حالة وتم تسجيل اول حالة وفاة بالفايروس في العاشر من آذار ، ليتم إقفال المطار وإقفال المدارس والجامعات كافة وإعلان حالة التعبئة العامة بتاريخ 18 آذار 2020 حتى 29 نيسان، ليتم لاحقاً تمديد القرار الى تاريخ 12 نيسان من العام نفسه.

إقرأ أيضاً: 2020 تفك عقدة «إسرائيل شر مطلق».. حلو لـ« جنوبية»: تعليق المفاوضات هدية إيرانية لبايدن!

الحالة الأولى التي سجّلها لبنان في الواحد والعشرين من شهر شباط راكمت عدد الإصابات الى ان بات المجموع 172820 اصابة و1409 وفيات وذلك حسب التقرير الصادر عن وزارة الصحة يوم أمس الإثنين، ليكتمل السيناريو المرعب مع تسجيل لبنان أيضاً وعبر طائرة قادمة هذه المرّة من لندن أول إصابة في العالم العربي بالسلالة الجديدة لـ covid19 لمواطن من مدينة طرابلس ويقطن في صيدا، وأيضاً بسبب رفض الحكومة في لبنان إيقاف الرحلات مع لندن التي تفشّت فيها السلالة الجديدة للفايروس على عكس كافة الدول التي اتخذت قرار وقف الرحلات.

قرارات الإقفال المثيرة للجدل

وما بين الكارثتين، شهد لبنان عدداً من القرارات المثيرة للجدل بدأت أولاً من إعلان التعبئة العامة في آذار وإقفال المطار، القرار الذي أغضب عدد كبير من اللبنانيين الذين فضّلوا مواجهة الفايروس بصدور عارية عوضاً عن إقفال أبواب رزقهم والإستسلام لجائحة الفقر التي تجتاح البلاد، فيما اعتبر آخرون ان على الدولة إجلاء كافة مواطنيها من دول الإغتراب (من أراد العودة طبعاً) وبالتالي لا يجب إقفال المطار بوجه اللبنانيين، مما رفع نسبة الإصابات بالفايروس بطبيعة الحال.

كورونا الاغتراب فجر الوضع لبنانياً
كورونا الاغتراب فجر الوضع لبنانياً

ليتم بعدها فتح البلد والمطار في 12 نيسان من العام الحالي، إلّا ان قرار الإقفال الكامل باستثناء المطار عاد ليدخل حيّز التنفيذ مساء الأربعاء في الثالث عشر من أيار مع بدء الموجة الثانية من الفايروس ، وذلك حتى صباح الإثنين 18 ايار من العام نفسه وذلك بسبب التفشّي السريع للفايروس، من بعدها توجهت الحكومة الى قرار الإقفال الجزئي، اي اقفال بعض القطاعات التي تشهد اكتظاظاً فقامت بإقفال بعض القطاعات بتاريخ 28 تموز 2020 ولغاية 10 آب 2020 ضمنا، يتخللها اقفال البلاد بشكل كامل من 30 تموز 2020 لغاية 3 آب 2020 ضمنا، كما من 6 آب 2020 لغاية 10 آب 2020 ضمنا، بالإصافة الى قرار المفرد والمجوز لطريقة سير السيارات.

وبالرغم من تلك القرارات، كان منسوب الإلتزام منخفض، وبرزت المحسوبيات بين المناطق، حيث علت أصوات التجار الذي التزم بعضهم والبعض الآخر لم يلتزم واستمر بعمله بشكلٍ طبيعي، لتعود المؤسسات التجارية والخاصة لتُقفل في المحافظات كافة من صباح يوم الجمعة 21 آب إلى صباح يوم الاثنين 7 أيلول، على أن يمنع التجول من السادسة مساء حتى السادسة صباحا من كل يوم،وذلك مع اعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب خروج الفايروس عن السيطرة وذلك عقب إنفجار الرابع من آب الذي تسبب أيضاً بارتفاع كبير بعداد الإصابات.

كما وتجدد قرار إقفال المؤسسات التجارية والخاصة في المحافظات كافة من 14 إلى 30 تشرين الثاني، ويمنع التجول من الخامسة مساء حتى الخامسة صباحا من كل يوم، مع العودة الى قرار المفرد والمجوز. 

هذا القرار كان من المفترض تمديده إلّا ان قرار الحكومة كان تأجيل الإقفال بسبب دخول لبنان في شهر كانون الأول رسمياً موسم الأعياد وبالتالي مراعاةً للتجار والمؤسسات السياحسة والتجارية والمطاعم ولكن هذه المرّة بشرط جديد وهو منع الرقص في المطاعم والحانات والذي بطبيعة الحال أثار موجة من السخرية بين اللبنانيين الذين اعتبروه غير مُجدٍ ولا يحدّ من انتشار الفايروس.

لقاح كورونا

اليوم، وبالرغم من الإنقسامات حول فعالية لقاح الكورونا، ينتظر عدد من اللبنانيين وصول اللقاح حيث حجزت وزارة الصحة نحو مليوني جرعة من لقاح “فايزر-بيونتك” بما يكفي لتطعيم 20 في المئة من اللبنانيين المقيمين في البلد، والذي من المفترض ان يصل الى لبنان في منتصف شهر شباط من عام 2021.

إقرأ أيضاً: سنة التراجع والتضخم والإفقار..سروع لـ«جنوبية»: لبنان نحو الإنهيار الشامل!

هذا ويتعرّض القطاع الطبي في لبنان من أزمة إقتصادية خانقة تمثّلت بهجرة عدد كبير من الأطباء بالإضافة الى نقص بالمعدّات الطبية، بالإضافة الى إنفجار الرابع من آب الذي رفع من مستوى التحدّي لدى الطواقم الطبية خاصةً مع تضرر عدد من المستشفيات الكبرى نتيجة الإنفجار، يُضاف الى ذلك أعداد الإصابات العالية بفايروس “كورونا” حيث يحذر الأطباء من أن وحدات العناية الفائقة تمتلئ بسرعة.

بانتظار ان يحصد عام 2021 كل الكوارث التي حلّت على العالم عموماً ولبنان خصوصاً، وتنتهي معه جائحة “كورونا” القاتلة بالإضافة الى الجائحة المالية الإقتصادية الخانقة التي تلتف حول رقاب اللبنانيين.

السابق
2020 تفك عقدة «إسرائيل شر مطلق».. حلو لـ« جنوبية»: تعليق المفاوضات هدية إيرانية لبايدن!
التالي
هل تعود إيران إلى رشدها بعد إغتيال سليماني؟!