موسكو تخلط أوراق اللعبة في سوريا.. بقاء مشروط للأسد وتحجيم دور إيران

سوريا روسيا

تشكّل الأشهر الستة القادمة فصلاً حاسماً من المشهد السياسي في سوريا، حيث تنتظر الولايات المتحدة عقد الجولة الرابعة من محادثات اللجنة الدستورية في شهر كانون الثاني القادم، كما ستستمر في تنفيذ قانون “قيصر” على نظام الأسد حتى خضوعه للعملية الدبلوماسية وتوقف الآلة العسكرية لديه.

في المقابل يبدو أن موسكو تحاول القفز للأمام عبر محادثات أجراها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رشحت عنها بعض التسريبات بحسب صحيفة “النهار” اللبنانية.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة ترفض عودة العلاقات مع الأسد وروسيا تعاود التصعيد في إدلب!

إذا قالت الصحيفة أن روسيا، عرضت، على نظام الأسد صفقة تؤدي الى إزالة المشاكل القائمة بين سوريا وإسرائيل ترعاها موسكو وتقوم على تنازلات من الطرفين من أجل تفاهمات متبادلة تشمل إقناع إيران بتخفيض حجم تواجدها العسكري، بالذات حول دمشق، وبذلك تكون طرفاً رابعاً في صفقة التفاهم الروسي- الإيراني- السوري- الإسرائيلي.

وهذا ما سيخرج تركيا من المعادلة بعدما كانت طرفاً رئيسياً في اجتماعات “أستانة” ولكن مع تدهور العلاقات الروسية- التركية والذي يظهر واضحاً في التحضير لمعركة “عين عيسى” بريف الرقة، قد تشهد الأشهر القادمة معركة عسكرية طاحنة في إدلب تقودها قوات الأسد بإشراف روسي.

وبذلك تلعب روسيا لعبةً جديدة في الشرق الأوسط عبر البوابة السورية أساسها عزل تركيا وتخفيض النفوذ الإيراني في سوريا بترتيبات أمنية تُرضي إسرائيل.

ماذا في جعبة المقداد؟

في ظهوره الدبلوماسي الأول كوزير للخارجية، نقل المقداد رسالة إلى موسكو مفادها بحسب “النهار” أن الأسد متمسك بالسلطة حتى النهاية، ولن يقبل بمساومة تنتهي بخروجه من الرئاسة، وأنه بذات الوقت مستعد للتفاوض مع المعارضة في جنيف ولكن لهيكلة الانتخابات أو البرلمان طالما النتيجة المضمونة بقاؤه في السلطة.

وعن نفوذ إيران في سوريا، نقل المقداد موقف الأسد في استمرار التعاون بين نظامه وإيران بل سيزداد “لأن إيران باتت شريكاً حقيقياً وشريكاً ثابتاً”، إنما ليس بعيداً عن التنسيق مع موسكو.

أي أن سوريا ستعمد على استشارة روسيا بالتحركات والنفوذ الإيراني داخل البلاد دون خضوع للأوامر الإيرانية مئة بالمئة.

ماذا عن رد روسيا؟

وهنا بدأ لعب روسيا على صفقة الأسد من خلال حديث سيرغي لافروف عن أن موسكو مستمِرّة في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لسوريا وهي مُتمسِكة بالأسد، وهي بذات الوقت مستعدّة لإبرام صفقة تزيل المشاكل ما بين سوريا وإسرائيل وهي جاهزة لخطوات في هذا الاتجاه قريباً.

إقرأ ايضاً: الخلاف يتزايد بين الأسد وروسيا.. شتاء ساخن يسبق انتخابات الرئاسة!

وتابع، لأن موسكو تفهم تماماً مدى النفوذ الإيراني في سوريا والعلاقة العضوية بين النظامين في دمشق وطهران، ترى ان من الضروري ان تكون إيران جزءاً من الصفقة بصورة أو بأخرى.

فما هي أوراق روسيا التي من خلالها ستعمد على الضغط على إيران، لعل أبرزها صفقات الأسلحة ودورها المهم في مصير الاتفاقية النووية، وبالتالي قد تسعى روسيا للطلب من إيران بتخفيض حجم وجودها العسكري بالذات حول دمشق كي يكون في إمكان روسيا رعاية التفاهمات السورية- الإسرائيلية- الإيرانية.

السابق
اللبنانيون رهائن التعطيل وجنون «الصهر» حتى ينهار الهيكل
التالي
مَن يُحَرِّض على شركات نزع الألغام جنوباً؟