إيران إسرائيل من دمشق هناك مفاتيح للأبواب

هاني فحص

لأن للسلطة الإيرانية حياتها الخاصة بها ، وللشعب الإيراني حياته ومصاعبها وعقدها وحلاواتها ومراراتها ، لم تعد إيران الشعب أولاً وأساساً، والسلطة ثانياً وبالضرورة وتبعاً رغماً ، لم تعد ايران تقوى على تحمل القطيعة مع العالم والمقاطعة المترتبة عليها، والمكابرون سوف يضاعفون خسائر القطيعة واثمان العودة عنها، وهي اذ تتمسك بحقها في المشروع النووي السلمي، فانها، اي ايران الشعب وعقلاء الساسة، تخاف ان يكون المشروع النووي عبئا ثقيلا عليها، تضطر مستقبلا وبعدما دفعت ثمن انجازه، أن تضطر الى دفع اثمان حمايته وطمأنة الجيران والخصوم من خطره، حيث لا يطمئن احد الى ذلك، وهذا يعني تقويض كل احلام وانتظارات الشعب الايراني من دولته في التقدم والعمران والاستقرار والامان والرفاهية الممكنة بدل الجوع الذي لا مبرر له.

اقرأ أيضاً: «إيران… روحاني» لن تستمر داعمة ومغذية لحزب الله في حربه في سورية

الى ذلك فان الشعب الايراني الحيوي والراغب في الحياة والذي ينجذب بعمق الى اسلوب الحياة في الغرب من دون تخل سهل عن خصوصياته الاسلامية والوطنية ، وذا الاصول الهندوروبية الكامنة في الموروثات والسلوك اليومي، لا يرغب في معاداة جيرانه واصدقائه واعماقه ولا في معاداة العالم..

إرادة الشعب

ويعرف علماء الاجتماع والتاريخ ان الشعوب التي لديها حساسياتها وثقافتها ومطالبها ورغباتها في الحياة والرفاه والحرية والاستقرار والسياحة والتعارف كالشعب الايراني المميز في ذلك، تكره ما تحبه سلطاتها اذا كانت هذه السلطات لا تراعي حساسيتها، وتقطع مع الاخرين، ومبكرا اخذ الشعب الايراني يظهر حنقه على اعتبار قضية فلسطين قضية ايران الاولى او الحصرية، من دون عداء للقضية والشعب بل ومع حب وتأييد لنهج حركة فتح وعرفات الاعتدالي رغم تعقيداتها، من هنا جاء ايام حركة الاعتراض (الخضراء) الهتاف ضد حزب الله وحركة حماس.. تقديري ان السلطة الايرانية اذعنت اخيرا لارادة شعبها في المصالحة مع العالم، ونحن نعلم ان هناك كبارا في الطبقة السياسية في ايران في المعارضة وبعض الموالاة، يصغون لنبض الشعب الايراني الذي لا يكن عداء للعرب..

ليس بالضروري ان يكون الذي دعم المقاومة ضد اسرائيل واستثمرها لصالحه لفترة قد تعقبها فترة تفاهم مع اسرائيل كانت بدايتها سحب السلاح الكيمياوي السوري برضا ودعم من إيران معطوفاً على التفاهم حول المشروع النووي، أي أمن اسرائيل في المحصلة، قد اخذ الذي دعم المقاومة يرى، بمقتضى تغير في انظمة مصالحه، ان المعادلة تحتاج الى تغيير عميق

خاصة المملكة العربية السعودية، ونعرف ان كباراً في الطبقة السياسية يريدون الانفتاح والتواصل، ولكن الصراعات الداخلية كانت مانعاً – وقرأنا للشيخ رفسنجاني اواخر الثمانينات تصريحه للتلفزيون النمساوي من دون اعتراض في ايران- من ان الدولة الايرانية والشعب الايراني لا يريدون حل المأساة الفلسطينية بمأساة يهودية اخرى (عكس خطابات احمدي نجاد) وان المطلوب دولة ديمقراطية يتشارك فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون وقال الاصلاحيون: نرضى بما يرضى به الفلسطينيون لأنفسهم.

وليس بالضروري ان يكون الذي دعم المقاومة ضد اسرائيل واستثمرها لصالحه لفترة قد تعقبها فترة تفاهم مع اسرائيل كانت بدايتها سحب السلاح الكيمياوي السوري برضا ودعم من إيران معطوفاً على التفاهم حول المشروع النووي، أي أمن اسرائيل في المحصلة، قد اخذ الذي دعم المقاومة يرى، بمقتضى تغير في انظمة مصالحه، ان المعادلة تحتاج الى تغيير عميق.

إيران ليست عدوّة

هذا ما يشير اليه موقف بيريز (ايران ليست عدوة) مع موقف نتنياهو المعادي فالمسألة مركبة وليست بسيطة لا في العداء ولا في عدمه. الى ذلك فإن نتنياهو خائف على مصيره الانتخابي ومضطر ان يخوف الاسرائيليين ويستقطبهم بالحديث عن الخطر الايراني. ولكنه مكشوف بعد ان كانت اسرائيل هي الرابح الاول مما جرى في سوريا وما أعقبه من تدمير الكيماوي بعد استعماله المشبوه، والاتفاق مع واشنطن والغرب على النووي الايراني بعد تدمير سورية، وكلها امور تصب في امان اسرائيل واستقرارها..

اقرأ أيضاً: المشروع الوطني ورافعته المدنية وحيوية الشباب

لا بد من الانتباه الى المعنى الحقيقي لردّ الرئيس حسن روحاني على ما حاول أحمدي نجاد في رئاسته أن يوحي بأنه موقف إيراني نهائي وإجماعي من المحرقة النازية ضد اليهود ، حيث أعاد روحاني الاعتبار الى الموقف الإيراني من المحرقة مع ما يلزم من كلام لطيف عن اليهود حذراً من إضافة تهمة اللاسامية الى إيران ، في سياق حوارها مع الغرب وواشنطن خصوصاً وقد كان كثيرون ممن يتابعون روحاني بأمل وخوف عليه وعلى إيران، يأملون أن يتطرق في كلامه ، ولو بشكل غير مباشر، الى المحرقة الهائلة التي يتعرض لها الشعب السوري وكل تراثه وممتلكاته ، بواسطة البراميل المتفجرة، حتى تكتمل الصورة المفترضة لإيران المستقبل على يد روحاني وفريق عمله.

(30/3/2014)

السابق
بعد تأجيل بسبب كورونا.. «عروس بيروت» يطلق صافرة النهاية!
التالي
إصابات الكورونا الى إرتفاع.. ورقم قياسي جديد للوفيات!