السيد الراحل هاني فحص عن بشارة مريم..نحن اطفال الميلاد الدائم الجديد المتجدد

السيد هاني فحص

لمناسبة عيد الميلاد المجيد عند الطوائف المسيحية، يعيد موقع “جنوبية” نشر مقال سابق للعلامة الراحل السيد هاني فحص عن ميلاد السيد المسيح وبشارة مريم.

وكتب فحص يقول :” هي مريم الورد والحزن الذي اعشب وبرعم وازهر فرحاً ابدياً… الممتلئة نعمةً وحباً وخصباً وصلاةً وعافيةً، لها وله ولنا بها وبه وبنا، نحن اطفاله الذين يجللهم الشيب والوقار البريء.

هي بيت لحم او الجلجلة؟ هي النخلة وأعذاقها وظلها وحنوها؟ او الدبابة ورشاشاتها والبيوت المتداعية على اهلها؟ هي رام الله الآن وأمس وغدا ودائما … “إلى الابد” هي جنين ورفح وقبية ودير ياسين وكفرقاسم …

إقرأ ايضاً: إسرائيل تَضرب «تحت الحزام» الجنوبي..و«التيار البرتقالي» يُغرق لبنان في العتمة!

وهي ما تبقى من مسيحية وافية غالبة ومنتشرة وراسخة وعميقة… كبيرة، وباقية مكونِا في هوية لفلسطين ازدانت بالإسراء والمعراج… ما تبقى من مسيحيين في فلسطين وفي بيت المقدس، وان قلوا “فإن الكرام قليل”… والماس اقل بكثير من التنك… والغثاء غثاء السيل، ليس نهرا، وان طغى على صفحة النهر في العواصف التي ريثما تمر ليذهب الزبد جفاء.

القدس هي ما تبقى من مسيحية وافية غالبة ومنتشرة وراسخة وعميقة… كبيرة، وباقية مكونِا في هوية لفلسطين ازدانت بالإسراء والمعراج

ونحن اطفال الميلاد، نجدد طفولتنا مع بزوغ كل شعرة بيضاء في افوادنا، نحن اطفال الميلاد الدائم الجديد المتجدد بنا ومن اجلنا، بأحزاننا وافراحنا واشواقنا، نريد حلاوة الميلاد.. قال: اذهبوا الى عمتكم النخلة، قلنا: الفصل شتاء وبيت لحم صقيع، قال: يقول كن فيكون، ولله عباد اذا ارادوا اراد، ولا تساقط النخلة، نتسلق جذعها الى الاعذاق والقطوف الدانية المذللة، اطفالاً يتذوقون ، نتذوق حلاوة الايمان والفطرة، ونقطف رطب البشارة جنياً وسلافه يتقطر ويتقاطر.. وغير جني، ولكنه يفيض حلاوة بوجوده..

السابق
سخونة جنوبية..قصف وغارات اسرائيلية و«حزب الله» يستهدف موقعاً!
التالي
«حبشة العيد» وكعكته ما دونها الدولار و«الأحزان»!