معرض صور يوثق «الوجع واندفاعة الحرية»:.. مروان طحطح لـ«جنوبية»: «بين تشرين وتشرين» يؤسس لبناء الذاكرة الوطنية للثورة

مروان طحطح

المصور الفوتوغرافي الشاب،  مروان طحطح،  لقب بمصور ثورة 17تشرين الأول 2019 ، وهو لقب أستحقه عن جدارة ، لأنه وضع (وعن قصد تصميمي) عدسة كاميراه،  في خدمة توثيق هذا الحدث التاريخي في حياة الشعب اللبناني،  الذي قام بهذه الثورة،  من أجل التخلص من سلطات حكمه الفاسدة برمتها.  فلقد قام طحطح،  بتخليد ما ارتأى تخليده من صور مؤثرة،  لمشاهد بالغة الدلالة،  على ما حفلت به وقائع هذه الثورة،  وذلك أثناء مواكبته الحثيثة والدؤوبة  _ وعلى مدى عام كامل (ما بين تشرينين: تشريين 2019 وتشرين 2020 لمجريات أحداثها وهي في عز غليان احتدامها وفي فترات “برودتها” أيضا  (فقد  ضمت صوره هذه لقطات مشهدية الحدث؛ في بعضها،  ولقطات مشهدية ما يتلو هدوء الحدث مباشرة أو ما بعد المباشرة ). ومن هنا اكتسب المعرض الفوتوغرافي الذي يقيمه طحطح،  حاليا،  في (هنغار مركز “أمم للتوثيق والأبحاث ” في حارة حريك) عنوان: “بين تشرين وتشرين…”.

اقرأ أيضاً: وجيه قانصو يكتب لـ«جنويية»: مشهدية السيّد والعبد في لبنان

 وهذا المعرض الذي يضم بعضا مما صوره من مشاهد الثورة وما يتعلق بها، قد أقامه طحطح لمناسبة مرور عام على قيام هذه الثورة، والذي تدور حوله المقابلة الآتية التي أجراها موقع  “جنوبية ” مع مروان طحطح ، الذي قال فيها: إن صاحب مركز ” أمم ” الأستاذ لقمان سليم هو من أعطى هذا المعرض عنوانه هذا،  والذي كان صاحب فكرة إقامته،  وحث طحطح على تنفيذها . ومعرض ” بين تشرين وتشرين… ” المقام برعاية  مؤسسة “دار الجديد”  ومركز “أمم  للتوثيق والأبحاث”، أفتتح يوم الجمعة 13 تشرين الثاني 2020 ،ويستمر، يوميا، من الأربعاء إلى السبت،  بين الرابعة عصرا، والثامنة مساء إلى آخر يوم من شباط 2020. وسينوغرافيا هذا المعرض هي بتوقيع مونيكا بورغمان سليم وأيمن نحلة .وتجدر الإشارة إلى أن الهنغار، يراعي، خلال استقباله زوار المعرض،  الضوابط التي يفرض كوفيد 19 الإلتزام بها.  

ضم هذا المعرض 99 صورة بأحجام مختلفة منها ملون ومنها بالأسود والأبيض

معرض 17 تشرين
معرض 17 تشرين

وكما سيتضح لقارىء هذه المقابلة، فإن طحطح كان فيها مقلا جدا في كلامه عن التغطية التي قام بها لأنه ليس من طبيعته التباهي بإنجازاته الفوتوغرافية فضلا عن أنه يعتبر أن ما قام به من تغطية للثورة هو واجبه تجاه شعبه، ليس إلا.  فمثلا كان جوابه على سؤالنا التالي: ما الذي أردت قوله من خلال إقامتك لهذا المعرض؟ أنه قال:  إني أترك لمحتويات هذا المعرض أن تجيب عن هذا السؤال، أي أنني أترك لها أمر ما يمكن أن تثيره في وجدان كل زائر لهذا المعرض من تفاعلات،  وما يمكن لهذه التفاعلات، أن تشيع في حنايا ذاكرته من أصداء. 

•ما هو الهدف من إقامة هذا المعرض؟ 

الهدف من إقامة هذا المعرض هو أنني أردت أن أبرز  أهمية ثورة 17تشرين الأول 2019 عبر الصورة الفوتوغرافية. وإني من هذا المنطلق أعتبر أنني قمت بتوثيق هذا الحدث التاريخي في حياة اللبنانيين عموما،  من أجل أن يكون لنا ذاكرة وطنية جامعة. ليست للحاضر فقط، بل أيضا للمستقبلين القريب والبعيد. وأقول: إن ما دفعني إلى أن أقوم بتصوير وقائع الثورة ، هو وجع الناس،  وأنا بالطبع واحد منهم ، واندفاعهم المستميت من أجل حريتهم الإنسانية.

خلال عام كامل

عنوان هذا المعرض: ” بين تشرين وتشرين…” أي ما بين تشرينين ، فما المقصود منه ؟ _ إن المعرض اكتسب هذا العنوان بالنظر إلى جملة الأحداث التي حصلت خلال عام كامل، من بداية قيام الثورة حتى اليوم.  

99 صورة 

كم صورة يضم المعرض؟ وماذا عن محتويات هذه الصور؟ _ المعرض يحتوي على 74 صورة ملونة بأحجام مختلفة،  كما يضم إلى ذلك 25 صورة بالأسود والأبيض،  تعرض على الشاشة.  وكلها صور تحتوي على مشاهد من الثورة،  حصلت هذا العام ما بين التشرينين ، في أوقات متفرقة فى العاصمة بيروت،  وهي جزء فقط من عدد صور كثيرة إلتقطتها من خلال مواكبتي،  كمصورفوتوغرافي لأحداث الثورة،  لحظة بلحظة،  وخصوصا في الثلاثة أشهر الأولى لبدايتها . 

قمع الأجهزة الأمنية للصحافيين 

• كما هو معلوم ، فلقد تعرض كثير من مصوري مجريات أحداث الثورة( سواء أكانوا صحافيين أم غير صحافيين ) ، للإعتداء من قبل مناوئيها ، بهدف منعهم من تصويرها،  فهل تعرضت شخصيا، لشيء من هذا القبيل؟ 
• لا ، لم أتعرض مطلقا أثناء تصويري للثورة، بل لقد تعرضت لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية،  أثناء بعض محاولاتي للقيام بالتصوير، في بعض الأماكن وفي بعض المرات.  والذي كان بارزا،  في هذا المجال، هو القمع الذي مارسته الدولة وأحزابها ، بحق الكثير من الصحافيين والصحافيات.  

تعرضت لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية أثناء بعض محاولاتي تصوير الثورة 

لست المصور الوحيد للثورة 

اقرأ أيضاً: المُستقلون قيد الترهيب والتخريب جنوباً.. وتضييق سوري على التصدير اللبناني!

• أية صورة من التي يضمها هذا المعرض تعني لك أكثر من غيرها؟ 

_ إن الصور التي يضمها هذا المعرض،  هي،  جميعها  ، تعني لي الكثير،  من حيث تعبيرها مجتمعة،  عن جوانب جوهرية لهذه الثورة وتداعياتها كحدث تاريخي . 

• لقبت بـ”مصور ثورة 17تشرين الأول2019 ”  فماذا كان شعورك لدى سماعك هذا الوصف لأول مرة؟ 
_ لقد أفرحني هذا الوصف ؛  لكنني لست ألمصور الوحيد لوقائع الثورة.  

السابق
الأزمة تستفحل.. لبنان يتجاوز زيمبابوي ويصبح الثاني عالمياً بحجم التضخم!
التالي
انخفاض نسبي بإصابات «كورونا» اليوم.. ماذا عن الوفيات؟!