كنيس أبو جميل يعود إلى الحياة..تطبع ديني أم تطبيع سياسي؟!

كنيس وادي ابو جميل المرمم
تتجه عدة دول في المنطقة العربية لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية ما خلا من يؤمن بالممانعة والمقاومة من الشعوب العربية والإسلامية والدول التي تُنسق أنشطتها على أساس بلورة ما يُسمى بـ"محور المقاومة".

بالنسبة للبنان، فانه لا بد من التفريق بين لبنان الرسمي ولبنان الشعب، فرئيس الجمهورية اللبنانية الحالي العماد ميشال عون وقبل انتخابه رئيساً للبلاد ويوم كان رئيساً للتيار الوطني الحر ولكتلة نيابية في البرلمان اللبناني يومها بعث بإشارات لتصوره عن الحل بحسب رؤيته فقال : ” إن لبنان سيكون آخر دولة عربية تعقد صلحاً مع إسرائيل “. 

فالنتيجة والمحصلة هي قبول رئيس الجمهورية بفكرة التطبيع بطريق غير مباشر، ولكنه يترك ذلك للظروف الإقليمية والدولية، ولعله كان يرى إمكانية ذلك في إطار حلّ الأرض مقابل السلام الذي طُرح في قمة بيروت العربية التي عقدتها جامعة الدول العربية وحضرتها المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي كان صاحب فكرة الأرض مقابل السلام في تلك القمة العربية التي عُرفت يقمة بيروت العربية ، وفكرة : ” الأرض مقابل السلام ” تلتقي مع فكرة : ” الحل العادل والشامل ” التي طرحها الرئيس الراحل حافظ الأسد .. 

باسيل: لا مشكلة مع اسرائيل! 

وقبل ثلاث سنين صَّرح وزير خارجية لبنان السابق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أثناء جولاته وصولاته الانتخابية البرلمانية صرَّح بالقول : ” ليس لدينا مشكلة أيديولوجية مع إسرائيل “. 

 وهذا الكلام على إطلاقه أثار بلبلة لدى حلفاء باسيل وامتعاض لدى بعض أعدائه، وثارت غُبرة الأخذ والرد والتفسير لهذا الكلام على إطلاقه. 

 فالبعض من المُبرِّرين لباسيل قال يومها : ليس المراد مطلق العقيدة بل المراد العقيدة الدينية اليهودية، فليس المراد العقيدة السياسية الصهيونية القائمة على أساس أن جغرافية دولة إسرائيل المزعومة حدودها من الفرات إلى النيل كما هو مكتوب على جدار عتبة  الكنيست الإسرائيلي إلى الآن. 

إقرأ أيضاً: القاذفة B 52 «المرعبة» تتحرك..هل «يُذيِّل» ترامب رئاسته بالحرب!

وهذا التمدد الجغرافي يطال جنوب لبنان إلى حدود صيدا ومجرى نهر الليطاني. والبعض الآخر من معارضي ومناوئي باسيل اعتبر الكلام على إطلاقه إشارات من باسيل لمستقبل علاقات تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي. وفريق ثالث اعتبر هذا الكلام انتخابياً حتى يستفيد باسيل من الأصوات الرافضة لتحالفه وتفاهمه مع حزب الله …  

وكيفما كان هناك أصوات قديمة في لبنان كانت وما تزال تنادي بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل، خصوصاً بعد تحرير سنة 2000 .. وهناك أصوات جديدة في لبنان تدعو للسير في ركب الدول المُطَبِّعة ..  

افتتاح الكنيس اليهودي 

وأول من أمس تم افتتاح الكنيس اليهودي في منطقة وادي أبو جميل في وسط بيروت، هذا الكنيس الذي كان موجوداً قبل سنة 1948 وبقي مفتوحاً رغم هجرة السواد الأعظم من يهود لبنان من لبنان، حين هاجر بعضهم إلى بلاد الغرب والبعض الآخر هاجر إلى فلسطين بعد قيام الدولة اليهودية على تراب فلسطين المحتلة. 

 ولكن هذا الكنيس أقفل وتعرض للخراب بسبب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 لِيُعاد ترميمه وتجهيزه بعد انتهاء الحرب الأهلية في ضمن مشروع شركة سوليدير، وأعيد افتتاحه وتجهيزه لأداء العبادات والشعائر الدينية اليهودية.

السابق
القاذفة B 52 «المرعبة» تتحرك..هل «يُذيِّل» ترامب رئاسته بالحرب!
التالي
بالفيديو: الثورة تنعى المؤسسات العامة بالريحان..لا إستقلال الا بإستعادتها للشعب!