«حزب الله» يُفسد المجلس الشيعي و«أمل» تفقد السيطرة!

المجلس الاسلامي الشيعي
"يعيّنهم نبيه بري ونأخذهم نحن"! هذا ما قاله ضاحكا احد المشايخ المنتسبين لحزب الله معني بأمر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بعد جنوح الشيخ علي الخطيب نحو حزب الله، وكذلك فعل المدير العام المتقاعد نزيه جمول وهو امين عام المجلس ايضا، الذي عاد الى منصبه بتعاقد 5 سنوات، بعد ان قفز الى حضن حزب الله.

انها الطائفة الشيعية المحرومة ابدا، ولكن هذه المرة من يحرمها هم ولاة أمرها الذين يعشقون الفساد ويعشقهم، وهم اصحاب موهبة فذة في حيازة حاشية تشبههم، من كبار موظفين ومدراء عامين يحترفون فن السرقة ونهب الاموال والتطاول على كل شريف في الطائفة للنيل منه وعزله.

اقرأ أيضاً: الخلل القانوني ينخر المحكمة الجعفرية(٢): عندما يصبح المعممون تحت رحمة الساسة!


وبالنسبة للمجلس الشيعي الاعلى، فانه يسجل لرئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل اعوام انه حاول بالتوافق مع رئيسه الشيخ عبد الامير قبلان اصلاح ادارته المهترئة، ولكن ومع دخول حزب الله على الخط فجأة، فان الفاسدين سرعان ما وجدوا في الحزب ملاذا لهم، في حين انه وجد فيهم أدوات طيعة لخدمته في ساحة نفوذ جديدة كانت مقفلة بوجهه لصالح حركة أمل وزعيمها الرئيس بري، وبعد ان استشعر غالبية اصحاب المناصب في المجلس من الانتهازيين قوة حزب الله المدعوم بالسلاح وبالدولار الايراني، متوقعين افول نجم حركة أمل وزعيمها، انقلب هؤلاء لصالح الحزب، فاصبح نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب ناطقا باسم حزب الله في المجلس وخارجه، حتى ان بياناته السياسية فيها مزاودة من ناحية التهجم على خصوم حزب الله المحليين والدوليين بشكل يدعو الى الشفقة، كمن يتوسل كل السبل من اجل مرضاة الاسياد.

جمول في حضن حزب الله

اما جامع المناصب، نزيه جمول، مدير عام المجلس الشيعي، وامين سره، ونائب رئيس مجلس الامناء في الجامعة الاسلامية، الذي يجمع بين وظيفته في الدولة وعدة وظائف في القطاع الخاص ما يوفر له راتب بعشرات الملايين من الليرات (25 مليون)، هذا المحامي الموهوب الذي لا يمكن ان تجود الطائفة بمثله، فانه لما شعر ان ارادة الرئيس نبيه بري تتجه نحو تعيين بديلا عنه اثر بلوغه سن التقاعد منتصف العام الحالي، فان موهبته سرعان ما تفتقت عن فكرة عبقرية اتبعها غيره فنجح في الاحتفاظ بمناصبه، وهي تغيير ولائه نحو الاقوى!..وهو ما كان، فاذا بالتمنيات اي (الاوامر) الحزبية السياسية والامنية تتوالى على رئاسة المجلس الشيعي كي يستمر المدير العام الفذ بمهامه، وهو ما حصل عن طريق بدعة “التعاقد”، فتم التمديد له بواسطتها مدة 5 سنوات مع ان التعاقد المستخدم في ادارات الدولة للتمديد لحاشية الزعماء والمحاسيب، جرى العرف ان يكون سنويا، وهو ما تم خرقه أيضا، لان الزمان قل ان يجود على الطائفة بمثل نزيه جمول!!

وللتاريخ، فان بعض أفراد الطائفة الشيعية من “العباقرة” لديهم من الحس الفطري المرهف ما يدفعهم لانتهاز الفرص وتغيير الولاءات بسرعة عندما تتغير مراكز القوى، وها هو الرئيس نبيه بري الوصي قانونا على المجلس الشيعي يفقد سيطرته عليه بعد ان تركه من اتى بهم وعينهم في المناصب، فانقلبوا لحفظ مصالحهم وذهبوا نحو الشريك الاقوى في الثنائية، حزب الله.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 18/11/2020
التالي
الغذاء الإيراني والدواء السوري ينتشران جنوباً..وإنتفاضة معيشية ضد الإقفال!