نصرالله حول العقوبات على باسيل: الردّ يكون بتطوير العلاقة مع«التيار».. ماذا عن مفاوضات الترسيم؟

السيد حسن نصرالله

في زمن المفاوضات الأولى من نوعها بين لبنان واسرائيل لترسيم الحدود البحرية، بغطاء من الثنائي الشيعي وموافقة العهد وحلفاءه، علّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على موضوع الترسيم بعد مرور حوالي الشهر على إنطلاق الجولة الأولى، متطرقاً الى عدد من الملفات، ومنها ترسيم الحدود، والمناورة الاسرائيلية، والانتخابات الاميركية، ومسار السياسة الاميركية ومسار العقوبات.

وتعليقاً على العقوبات الأميركية التي فرضت على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، قال نصرالله في اطلالة تلفزيونية عبر شاشة قناة “المنار”، مساء اليوم الأربعاء، متحدثا في “ذكرى يوم الشهيد”، “وضع باسيل على لائحة العقوبات هو ضمن مسار أميركي بدأ بالوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، والبعض في الداخل اللبناني حرّض الاميركيين على فرض عقوبات على باسيل لحسابات شخصية وسياسية”.

وقال: “مسار العقوبات لن يصل الى نتيجة”، ولفت الى ان “العقوبات على (الوزير) جبران باسيل بحسب الاميركيين، قد تهز التيار الوطني الحر وتحالفاته”، واصفا هذه العقوبات بأنها “كانت مشكلة كبيرة بلا شك، ولكن باسيل وقد حكي معي في شأن طلب الاميركيين منه فسخ العلاقة معنا، رفض هذا الأمر، وقال لي: لن أقبل حتى لو وضعوني على لائحة العقوبات”.

وأوضح ما قاله لباسيل: “علاقتنا معكم فيها صداقة ومودة، ونحن نتفهم أي موقف ستتخذونه، وإذا كنا قدارين على المساعدة فلن نتأخر، ولكن باسيل قال لي لا نريد شيئا”.

وعلق على الموقف الاميركي قائلا “بأي حق قانوني للولايات المتحدة الاميركية وبأي حق خلقي تصنف العالم بخاصة وأنها (الولايات المتحدة) هي الارهابية”.

وأعلن: “لا يحق لاميركا أن تصنف أي لبناني بأنه فاسد لأن هذا من واجب الدولة اللبنانية”. وعن العقوبات على الوزير باسيل فقد وصف نصر اللع موقف باسيل بأنه “شجاع، ونحن نعبر عن التزامنا بهذه العلاقة، وقد ثبت الوزير باسيل صدقيته وقد قلت له ذلك في الاتصال بيننا”.

وتابع: “من يريد أن يكون حرا ومستقلا عليه أن يفعل ما فعله الوزير باسيل برفضه الخضوع للشروط”.

وشرح معنى التفاهم مع “التيار الوطني الحر”قائلاً: “انه يحتاج الى مناقشات جديدة ومعالجات، ومن الأكيد أننا سنقوم بهذه المراجعات، والرد على العقوبات الاميركية ستكون بتطوير هذه العلاقة من دون أن يعني ذلك انها جبهة ضد أحد”.

المفاوضات مع اسرائيل

وعن ملف الترسيم قال نصرالله: “لا تدخل في ترسيم حدود برية أو بحرية، لأن هذا الأمر من صلاحيات الدولة، بمؤسساتها الدستورية، والمقاومة تلتزم بما تحدده الدولة وهو ما زال موقفنا”.

أضاف: “بعد العام 2000 ذهبت الدولة إلى مفاوضات في شأن نقاط خلافية في الحدود البرية في عهد الرئيس (إميل) لحود، وقد تم استعادة مساحات واسعة من الاراضي من الاحتلال، ويومها لم تتدخل المقاومة في إبداء أي رأي، ولكن بعد اكتشاف النفط والغاز بدأت الدولة الاهتمام بترسيم الحدود”، مؤكدا أن “هذا الملف موجود لدى الرئيس نبيه بري قبل انتقاله الى رئيس الجمهورية”.

وتابع نصرالله: “زيارات الوفود الاميركية المتكررة، ويجب التوقف عن ما أثاره إعلان الرئيس بري عن بدء الاعلان عن إطار ترسيم الحدود، وما أدى عند الطرف الآخر على ربط هذا الاعلان بأجواء مفاوضات التطبيع في المنطقة”، ولكن نصرالله نفى “أي ربط في هذا الملف”، قائلاً: “مفاوضات الترسيم تقنية فقط”.

كما نفى وجود “مفاوضات تحت الطاولة لا بين ايران واسرائيل في هذا الملف، ولا بين حماس والاسرائيليين، ولا معنا، وإنما هذه اتهامات ناجمة عن غرفة عمليات سوداء، وإنها مجرد خيالات وأكاذيب ولا تستحق من حزب الله إصدار بيان ردا على هذه الأكاذيب”، مكرراً موقفه من “العدو الاسرائيلي الواضح” ومن أنه وجودها غير شرعي وهم مجموعة من العصابات المغتصبة، رافضا مفاوضات السلام مع هذا العدو”.

الخلاف مع عون

وعن الخلاف مع الرئيس عون حول شكل الوفد المفاوض، أشار السيد نصرالله الى “حصول خلاف مع الرئيس ميشال عون على تركيبة الوفد، وذلك من حرصنا الشديد على عدم إثارة أي سؤال، وقد تجاوب فخامته بعدم ضم الوفد شخصيات سياسية”، ملمحا إلى أن بيان “حزب الله ضد أن يضم الوفد شخصيات مدنية وسياسية كان لتسجيل موقف”، مجددا “الثقة بإدارة الرئيس عون لهذا الملف، وبانضباط الوفد المفاوض، لأن المهم بالنسبة إلينا هو أن يحصل لبنان على كامل حقوقه”.

اضاف: “من يريد أن يمنعنا من الاستفادة من ثروتنا الوطنية في النفط والغاز سنمنعه أن يستفيد وهذا بسبب قوتنا ويجب أن نحصل على حقوقنا من موقع قوتنا”.

المناورة الإسرائيلية

وعن المناورة الإسرائيلية التي حصلت أمس مع “حزب الله”، قال نصرالله: “لقد كانت مناورة ضخمة وكبيرة، وكان هدفها الرئيسي وجود قوات للمقاومة الاسلامية في لبنان، وقد دخلت الى مواقع في الجليل”، مبديا “ملاحظة تتعلق بأهم إنجازات الشهداء، وهي مخاوف هذا العدو وتبدل نظرته وتوجسه من احتمال عدوان من لبنان، وانتقاله الى الدفاع عن مستوطناته ومواقعه، وهذا أكبر دليل على قوة المقاومة في عين العدو”.

وأشار إلى “إصرار العدو على إجراء هذه المناورة في زمن كورونا إنما هو دليل على أزمة جهوزية ونفسية في صفوف العدو وبخاصة في صفوف القوة البرية الاسرائيلية”، كاشفا عن أن “المقاومة كانت في حالة استنفار أثناء قيام العدو يجري مناورته، وقد عرف به الاسرائيلي، وكان هذا الموضوع يهمنا أن يعرفه العدو، وأن ردنا سيكون جاهزا إذا ارتكب العدو أي حماقة”، مشيرا إلى أن “أحدا من الناس لم يشعر بالاستنفار الذي قمنا به”، لافتا أيضا إلى أن “في سوريا حصل استنفار وفي ذات السياق”.

السابق
نفق رأس البياضة: ينعق فيه الغراب جنوباً.. ومعلم سياحي في إسرائيل!
التالي
إطلاق نار في طرابلس.. وانتشار لقوّة من الجيش!