نفق رأس البياضة: ينعق فيه الغراب جنوباً.. ومعلم سياحي في إسرائيل!

نفق رأس البياضة من الداخل المحتل

فيما أهمل لبنان معلماً سياحياً بارزاً جنوباً، إستغل العدو الإسرائيلي نفق رأس البياضة في الداخل المحتل ليجعل منه معلماً بارزاً ومقصداً للزوّار. فما هو نفق رأس البياضة؟ كيف تم تأسيسه وكيف استفاد منه لبنان في السابق؟

للإجابة على هذه الأسئلة، لخّص تقرير مصوّر للصحافي أحمد عيسى الإجابات على ان “النفق يقع على الحدود مع الأراضي المحتلة، وموجود منذ أكثر من 40 عاماً، وكان يمر عبره قطار عكا-بيروت الذي أنشأه الجيش الإنغليزي بين العامين 1942و 1944 في ذروة الحرب العالمية الثانية لأغراض عسكرية،وكان القطار في جزءه اللبناني مخصصاً لنقل الجنود وامداداتهم”.

إقرأ أيضاً: ترسيم الحدود.. جولة المفاوضات اليوم «حاسمة»: «أبيض أو أسود»!

يضيف: “وقد قام البريطانيون بمساعدة آلاف العمال من استراليا ونيوزلندا وجنوب أفريقيا فضلاً عن عمال آخرين من لبنان وفلسطين لمد هذا الخط من بيروت ومن ثم الى طرابلس، ومن خلال الجهد استطاع العمال من حفر الأنفاق في صخور رأس الناقورة حيث اقاموا 15 جسراً على طول طريق سكة الحديد لصدر الأمواج البحرية وقاموا جدراناً مساندة، وتمتد السكة بين البياضة والناقورة حيث يخترق النفق الجبل الصخري الابيض وهو من أكبر الأنفاق في لبنان واجملها”.

ويتابع: “القطار الذي حمل رمز “ن.ب.ط” اي “الناقورة، بيروت، طرابلس”، أنشأ بموجب القرارين 159 و 160 الصادرين عن المفوض السامي الفرنسي، من دون حفظ حقوق أصحاب الأملاك والعقارات التي مرّت السكة في أراضيهم الّا ان احتلا فلسطين بعد سنوات قليلة من تدشينه واقفال الحدود عطّل حركة القطار، بين البلدين”.

وعن الواقع الحالي، يقول عيسى: “الواح الحديد سُرقت فيما بقيت الواح الخشب، اضافةً لحوائط الدعم . وبينما تغيب السياحة عن الجزء اللبناني، تُشرق للأسف في الجزء الشمالي من فلسطين المحتلة حيث أنشأ جيش الإحتلال معلماً سياحياً في منطقة رأس الناقورة، وبعبارة “سحقنا الصخور ولوّنا البحر بلون فيروزي رائع”، مروجاً لزيارة المكان”.

يضيف: “الموقع السياحي في الجزء المحتل يتضمن الوصول اليه بالتلفريك، بمسار يُعتبر الأكثر حدّة في العالم بحسب النشرات الترويجية، حيث يتولى إنزال الزوار للكهوف والمغاور البحرية، إضافة الى عروض ضوئية وصوتية، وأقامت سلطات الإحتلال قطاراً هوائياً لمشاهدة روعة المنطقة فيما تتميز منطقة البحر هناك بتواجد حيوانات بحرية مختلفة ونادرة”.

ويختم: “في لبنان يبدو النفق مظلم ومليء بالغبار، حتى الغراب لا ينعق فيها.فلا ترويج لهذا المعلم ولا سياحة تمد يدها لتنتشله من هذا الظلام”.

السابق
الجولة الرابعة من «الترسيم».. تكتم يتكسر على صخرة «تخليت»!
التالي
نصرالله حول العقوبات على باسيل: الردّ يكون بتطوير العلاقة مع«التيار».. ماذا عن مفاوضات الترسيم؟