فرنسا ترصد مسار التأليف لتذليل «العقبات الداخلية»!

فرنسا

يقول أحد الظرفاء أن من يريد تعطيل الانتخابات الاميركية لفترة ولايتين سياسيتين على الاقل عليه أن يوكل أمر هذه الانتخابات إلى السياسيين اللبنانيين فهم ماهرون في خلق العقد والعوائق أمام أي مسار سياسي أو إنتخابي. هذه الطرفة والتهكم حول أداء الطقم السياسي في لبنان على مدى ثلاثة عقود فيه كثير من الحقيقة وإن كانت موجعة، وآخر الامثلة على ذلك التفاؤل الذي ساد في الايام الاخيرة حول قرب ولادة حكومة الرئيس سعد الحريري قبل الانتخابات الاميركية يوم غد الثلاثاء، والتي سرعان ما تبخر بعدما وصلت المفاوضات إلى توزيع  الحقائب وعدد الوزراء التي سينالها كل فريق.

وبالرغم من ان كل ما يجري حكوميا يقع تحت مظلة المبادرة الفرنسية والقبول الاميركي- الايراني بتكليف الرئيس الحريري، إلا أن البعض يرجع سبب هذا التراجع في حظوظ الحكومة العتيدة في إبصارها النور إلى رغبة دولية بالتمهل إلى ما بعد الانتخابات الاميركية  ما دفع بالاطراف الداخلية الى رفع سقوف مطالبها، في حين أن آخرين أن أسباب العرقلة داخلية إلى نهم الطبقة السياسية لجبنة الوزارات الدسمة لا يتوقف ولو كان على حساب المواطنين وعيشهم.

العقد داخلية

يوافق مصدر دبلوماسي على أن “العقد داخلية” لتأخير ولادة الحكومة، ويقول ل “جنوبية” :”كل ما يحكى عن رغبة دولية بالتريث في ولادة الحكومة في لبنان إلى ما بعد الانتخابات النيابية هو من باب التحليل الذي لا يمكن ربطه بأي وقائع تدل على ذلك، صحيح أن الاميركيين دخلوا في معمعة الانتخابات وهم لن يخرجوا منها قبل بداية العام المقبل، وصحيح أن الفرنسيين مشغولون اليوم بالعمليات الارهابية التي تطال مواطنيهم، إلا أن أعينهم لم تغفل عن لبنان وهم يجرون إتصالاتهم في هذا الاطار ومن المرجح أن يكثفوها في الايام المقبلة بعد التباطؤ الذي أصاب عملية التأليف في الايام الماضية لتقديم المساعدة في تجاوز العقبات” .

يتوقف المصدر الدبلوماسي عند بيانين صدرا اليوم عن رئاسة الجمهورية ورئاسة التيار الوطني الحر واللذين ينفيان أي دور لرئيس التيار جبران باسيل في عرقلة عملية التأليف، فيقول:”بالرغم من أن بيان الرئاسة اكد على مشاركة الرئيس عون بتأليف الحكومة بما تقتضيه المصلحة الوطنية، إلا أنه أراد في الوقت ذاته نفي تهمة العرقلة عن التيار الوطني  وهذا الامر ينطبق على بيان التيار لأنهم يعلمون جيدا أن الاعين الدولية ترصدهم وهم لن يسمحوا بإنهيار لبنان (ولكل دولة سببها الخاص) ولذلك من المتوقع ان تشهد الايام المقبلة مزيدا من الضغوط على الاطراف المعنية بالتشكيل”.

الانتخابات الاميركية لن تغير الاجندة 

يوافق سفير لبنان السابق رياض طبارة على ان معظم العراقيل التي تعترض طريق الحكومة كي تبصر النور هي داخلية، مشددا لـ”جنوبية” على أن ” الانتخابات الاميركية  لن تغير كثيرا في الاجندة الاميركية تجاه المنطقة، ففوز المرشح جو بايدن سيغير الادوات الاميركية في المنطقة ولن يقلب هذه الاجندة رأسها على عقب، بل سيتغير التكتيك وطريقة التعامل فضلا ان الرئيس الجديد سيحتاج إلى شهر لتسلم مهامه و100 يوم حتى يعين مستشاريه وفريق عمله  وهذا يعني ان على المراهنين على تغير السياسة الاميركية عليهم أن ينتظروا نحو 4 أشهر وهذا أمر مستبعد جدا”.

طبارة لـ”جنوبية”: هناك صراع بين الخارج الحريص على عدم إنهيار لبنان والداخل غير المهتم

يضيف:”اللبنانيون يحبون دائما إنتظار شيئا من الخارج حتى لو كان نيزكا من السماء، أما الفرنسيون والاميركيون فلا يريدون إنهيار لبنان لأسبابهم الخاصة وحتى إيران لا تريد إنهيار لبنان لأسباب إيرانية إستراتيجية، لكن النظام السياسي السياسي يهتم بالحصص الوزارية”، مشددا على أن”هناك صراع بين الخارج المهتم بعدم إنهيار لبنان والداخل غير المهتم  ناهيك أن الاطراف تريد الابقاء على الوزرات التي كانت تتولاها لأنها لا تريد ان يظهر فشلها وفسادها في هذه الوزارات ولذلك يحاولون بشتى الطرق طمس الفضائح التي ستكشفها الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد وهذا أمر غير سهل، ناهيك عن حسابات إنتخابات رئاسة الجمهورية ولذلك فحين تراجع إهتمام الدول الخارجية بلبنان لأسبابهم الخاصة فستعمد هذه الاطراف إلى إستغلالها  لرفع سقوف مطالبهم بالتأكيد”. 

ويختم:”الحريري يملك ضمان دولي لمساندته في تأليف الحكومة سواء من الفرنسيين او الايرانيين والدليل هو التسهيلات التي يقدمها حزب الله، وهناك تفاهم إيراني غربي على تشكيل الحكومة، وما يحصل اليوم ليس جديدا وسيستمر مع إصلاحات صندوق النقد الدولي حيث نشهد الكثير من الازمات المماثلة في المرحلة المقبلة”. 

رياض طبارة
السابق
الإنفجارات تعود الى رأس العين السورية.. عبوّة ناسفة تهزّ سوقاً للخضار!
التالي
بالفيديو: لعنة الإنفجارات تصل روسيا.. وحريق كبير في مستودعات للغاز!