البزات المدنية الى جانب «المرقطة» للمرة الاولى في الناقورة الأربعاء.. والجنوبيون حائرون!

من الارشيف المعبر الحدودي في راس الناقورة بين لبنان وفلسطين عام ١٩٣٠

على بعد مئات الامتار من القاعة الواقعة ضمن مركز للقوة الايطالية العاملة في اطار اليونيفيل المعززة في رأس الناقورة ،والتي سيجتمع في داخلها وفدا لبنان واسرائيل للبحث في ترسيم الحدود البحرية بحضور مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شنكر وقائد اليونيفيل الجنرال الايطالي ستيفان ديلكول،كانت “اليوم” اصوات المدفعية الثقيلة التابعة للجيش اللبناني تسمع على جانبي الحدود وترتطم قذائفها في المياه على يمين المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل المعروفة بالبلوك النفطي رقم 9 على وجه الخصوص.

هذا التمرين المشترك الذي يجري دوريا بين الجيش واليونيفيل لتعزيز جاهزية الجيش قد صودف قبل اقل من يومين على انطلاق مفاوضات الاطار بين لبنان والكيان الاسرائيلي لكنه دليل على مزيد من تثبيت آليات تفعيل دور الجيش الذي يقود مفاوضات الاطار وسبق ان قام بمفاوضات غير مباشرة اثناء اجتماعات تفاهم نيسان ولجنة المراقبة “الاجتماع الثلاثي”وصحيح ان القاعة التي سيجتمع تحت سقفها الوفدان اللبناني والاسرائيلي برعاية اميركية ودولية هي ذاتها وستبقى تحمل نفس الشكل “الديكور” لناحية توزيع الطاولات واماكن الجلوس وتثبيت شاشات LCD  واعلام المشاركين ،لكن شيئا ما سيختلف في الاجتماع من ناحية الشكل والمضمون وسيكون الى جانب اعضاء الوفد اللبناني برئاسة الجيش اللبناني أشخاص لا يرتدون البزات المرقطة وعلى الارجح بدلات مدنية وربطات عنق لم تألفها تلك القاعة في مسيرة الاجتماعات اللبنانية الاسرائيلية  حديثا والتي بدأت بعد عدوان 2006 وانبثاق لجنة تفاهم نيسان.

على عكس المنتقدين للتفاوض مع العدو الاسرائيلي واعتباره نوعا من انواع التطبيع ولصق تهمة التطبيع والتنازل بالثنائي الشيعي حركة امل وحزب الله ومن بين هؤلاء المنتقدين شخصيات كانت في صلب وحضن الثنائي وآخرين على خلاف سياسي مع الثنائي ،يفند جمهور الثنائي “يدافع” بقوة عن اطلاق التفاوض بين لبنان واسرائيل خصوصا وانه تفاوض غير مباشر وقد حصل مثيل له في السابق وكان دائما هدفه انتزاع الحق اللبناني الذي لم ينتزع بقوة السلاح ،وبالتالي برايهم فأن التفاوض غير المباشر لا يعني التنازل عن “قطرة” نفط هي حق شرعي للبنان “وكفى هؤلاء مزايدة على الذين ضحوا بالدم . 

وبين هذين الرأيين تبرز آراء اخرى ترى المشهد بعين مختلفة حيث تؤكد أن الثنائي الشيعي كان يفضل عدم اشراك اي مدني في التفاوض واقتصار الوفد على عسكريين ،لكنه “بلع” هذه المشاركة للمدنيين عبر الخبير التقني نجيب مسيحي ورئيس هيئة قطاع البترول وسام شباط اللذين سيكونان في عداد الوفد الى جانب رئيس الوفد العميد الطيار بسام ياسين والعقيد الركن مازن بصبوص بتكليف من رئيس الجهورية ،وبرأيهم فأن التمثيل التقني المدني في التفاوض هو أهون الشرين ،بعدما كان تلويح الثنائي واضحا لناحية عدم اشراك اي شخصية سياسية لما يرتب على ذلك من اعباء سياسية ومعنوية وداخلية.

من الارشيف المعبر الحدودي في راس الناقورة بين لبنان وفلسطين عام ١٩٣٠
من الارشيف المعبر الحدودي في راس الناقورة بين لبنان وفلسطين عام ١٩٣٠
السابق
أحلام.. ربع قرن في الغناء وسيل من المشاكسات!
التالي
«بَرَكَتان» تُحرّكان الحريري..هل يكتمل مشوار التكليف و التأليف؟