«الجمعة الأسود» يُحرق الجنوب..والبقاع رهينة العصابات المنظمة!

الحرائق فجرت الغاماً جنوباً
حرائق "الجمعة الاسود" التي التهمت الجنوب ستبقى تداعياتها مستمرة لفترة طويلة بفعل الاضرار الهائلة التي خلفتها، في حين يئن البقاع تحت مزيد من الازمات وليس آخرها العصابات المنظمة التي تمتهن الاذى بكل انواعه. (بالتعاون بين "جنوبية" "مناشير" تيروس").

لم يكن الجنوبيون ينتظرون حرائق “الجمعة الاسود” ليكتشفوا  حجم الاهمال والاستهتار من قبل “الثنائي الشيعي” ومسؤوليه الحزبيين ونوابه ووزرائه.

وما جرى امس يؤكد ان كل الجنوب يقبع على “قنبلة موقوتة” من الازمات الحياتية والمعيشية الى الجوع والعوز وفقدان كل مقومات الحياة الكريمة، وصولاً الى البطالة وانعدام القدرة الشرائية، وليس انتهاء بارتفاع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وهي ليست محصورة في الجنوب فقط لكنها باتت فاقعة واكبر من ادعاءات “الثنائي” المضللة.

وكما غلى الجنوب واحراجه من لهيب الحريق، يغلي المتضررون بالعشرات مما جرى، وقد ارتفعت اصوات الغضب من الاهالي والمخاتير ورؤساء البلديات ضد “حزب الله” و”حركة امل”، بعد غياب كل نواب ووزراء الطرفين عن السمع امس، واكتشاف ان لا مقومات بتاتاً لمواجهة اي كارثة على غرار الحريق الذي شبّ. وخصوصاً ان كل سيارات الدفاع المدني التابعة للدولة معطلة بالاضافة الى ان كل البروباغندا والدعاية المزيفة بجهوزية الدفاع المدني التابعة للهيئة الصحية الاسلامية وللدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الاسلامية تبين انها متواضعة ولا يمكنها مواجهة كارثة من هذا النوع.

معلومات لـ”جنوبية”: “حزب الله” و”حركة امل” يتحركان تجاه “المشروع الاخضر” و”جهاد البناء” لتأمين شتول بديلة وتعويضات مالية لاحتواء غضب الاهالي!

ووفق معلومات لـ”جنوبية” وفي محاولة لاحتواء الغضب الجنوبي،  فإن مسؤولين في “حركة امل” نصحوا بالتحرك في اتجاه “المشروع الاخضر” ومنهم من دعا الى تعويضات سريعة على خسائر مواسم الزيتون واشجار الزيتون. في حين يسعى  “حزب الله” عبر روابط القرى الى احصاء الخسائر وتأمين اشجار بديلة وزراعات بديلة للتعويض عن موسم الزيتون من مؤسسة “جهاد للبناء”.

اما حال البقاع فليس افضل من مأساة الجنوب ومناطق كثيرة في لبنان، فناهيك عن الحرائق، وازمة المحروقات وفلتان سلاح الفوضى والثأر، يئن البقاعيون تحت وطأة عصابات منظمة ضخمة و”متعددة المواهب والاذى”: من التهريب على انواعه، الى القتل والخطف، وصولاً سرقة السيارات والتشليح وتجارة العملات المزورة والممنوعات. وهذا ما يؤكد ان استمرار هذا الوضع في البقاع ينذر بالانفجار الكبير.   

حرائق البقاع

بقاعاً، تكشفت أضرار الحريق الهائل الذي شب عند المدخل الشمالي لبلدة عيتنيت، قرب عين الدب في البقاع الغربي فجر اليوم، إذ أتت ألسنة النيران على قرابة 30 دونما من الأشجار الحرجية المثمرة والزيتون والحور. وكانت سيارات الدفاع المدني و”الهيئة الصحية الإسلامية” وشباب من بلديات مشغرة وصغبين وعيتنيت وباب مارع، هرعوا الى المكان وساهموا في تطويق الحريق ومنع امتداده الى أحراج البلدة.

وعند السلسلة الشرقية اشتعلت النيران في جبل كفرزبد المعروف بجبل الشيخ، ولم تكن الاضرار جسيمة باعتباره ليس جبلا محرجا.

سرقة السيارات

ونشطت في الاونة الاخيرة سرقة السيارات بشكل يومي، مما اوقع العشرات من المواطنين ضحية هذه الظاهرة، والتي تشعبت اساليبها وطرقها بشكل ملفت.

إقرأ أيضاً: الجنوب يحترق و«الثنائي» يتفرج..وخمسة صهاريج للمهربين وواحد «رشوة» للدولة!

فبعد معاينة السيارة من قبل العصابة وبحال كانت السيارة حديثة ودارة الدوران فيها الكترونية يعمد اللصوص على عملية السلب بقوة السلاح، فيتم نصب كمين ليلا او نهاراً ليتم الانقضاض على السيارة وانزال من في داخلها بعد ابقاء محركها مشغلاً، ويتم نقلها الى البقاع الشمالي، لتهرب الى الداخل السوري عبر طرقات استحدثتها احزاب هذه السلطة.

وتقول مصادر أمنية لـ”مناشير” ان السيارات التي يتم سلبها للمواطنين، تهرب الى سوريا عبر حمص والريف الدمشقي فيتم عرضها وبيعها في سوريا لاعضاء في اللجان الشعبية، ولنافذين امنيين، ومنها ما يباع كخردة.

“الثنائي” ومزايدة مكشوفة

جنوباً، وفي محاولة لاحتواء ردة فعل الغاضبة على اهمال “الثنائي” ونوابه لحريق الجنوب الكارثي، اعلن “حزب الله” ان نائبه في صور حسين الجشي أجرى اتصالا برئيس الهيئة العليا للاغاثة، اللواء محمد خير للبحث في سبل التعويض على الأهالي.

كما اتصلت  نائب “حركة امل” في صور عناية عزالدين بوزير الداخلية أشرف فهمي لمساعدة المتضررين بعد ان كانت “اسهبت” في تعداد الاضرار عبر “تويتر”!

فضيحة في “الدفاع المدني”

وأسِف رئيس مركز صور في الدفاع المدني علي صفي الدين لعدم تمكن الفرق بعد الآن من تلبية نداء المواطنين في كافة المناطق خصوصاً في قضاء صور من أجل إخماد الحرائق، بعد تعطل أكثر من خمس سيارات إطفاء دون أن يحرّك أحد ساكناً، ففي الوقت الذي كان الجنوب بل وكل لبنان بالأمس يحترق وسط امتداد النيران على مساحات واسعة ووصلت الى بعض المنازل وقضت على المزروعات بمساعدة سرعة الرياح القوية كان هناك تجاهل واضح بل وإهمال بحق جهود العناصر التي تخاطر بحياتها من أجل الآخرين ولا تلقى وقت الحاجة أي دعم أو حتى تشجيع من أجل الإستمرار.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم في 10/10/2020
التالي
لبنان على محكّ أسبوعٍ من المفاوضات الصعبة