الجنوب يحترق و«الثنائي» يتفرج..وخمسة صهاريج للمهربين وواحد «رشوة» للدولة!

حرائق بالجملة في الجنوب
الحرائق الجنوبية المتزامنة والتي توحي بانها مقصودة على ابواب قطاف موسم الزيتون، ليست اقل سخونة من ملف التهريب على انواعه لا سيما المازوت والبنزين الى سوريا على مرأى ومسمع الدولة فيما الناس في حاجة اليها لتسيير حياتها اليومية. (بالتعاون بين "جنوبية" مناشير" "تيروس").

هي اصغر من جريمة كاملة وأكبر من فضيحة، الحرائق التي التهمت احراجاً بكاملها في قرى قضاء صور وبشكل متزامن وبضراوة لم يشهدها الجنوبيون من قبل.

وفي معلومات توفرت لـ”جنوبية”، لم تتمكن البلديات والمتطوعون من الاهالي من السيطرة على الحرائق ولا الفرق القليلة التي حضرت لإطفاء الحرائق، الا بعد تدخل طوافات لـ”اليونيفيل” والتي ساهمت بشكل كبير وبعد مناشدات الاهالي والبلديات والمخاتير في إطفاء الحرائق. كما اجرت بعض الفاعليات اتصالاتها بالقوى الامنية، في حين كان لافتاً غياب مسؤولي “حزب الله” و”حركة امل” عن السمع ولم يحرك اي من نواب “الثنائي” في المنطقة ساكناً ولم يتواجد اي من المسؤولين والنواب في مكان الحرائق، والتي يفترض انها بلداتهم وفيها اهلهم وناسهم.

وهذا الاستلشاء والاستخفاف فجّر غضب الجنوبيين واهالي البلدات المنكوبة، وكأن الحرائق اتت “هدية” من الله لتشغل الناس عن الثنائي في ظل ازمة محروقات وغاز وبنزين ومازوت خانقة.

وفي ظل انقطاع لمعظم الادوية والمواد الاساسية مع الحديث عن رفع مصرف لبنان الدعم عن المواد الاساسية من المحروقات الى القمح والادوية والمواد الغذائية.

مصادر بلدية لـ”جنوبية”: معظم الحرائق وقعت في احراج مثمرة للزيتون وقد اتت النار بشكل كامل عليها

في المقابل تؤكد مصادر بلدية لـ”جنوبية”، ان معظم الحرائق وقعت في احراج مثمرة للزيتون وقد اتت النار بشكل كامل على كل ما وصلت اليه من اشجار ومحاصيل. واللافت وفق المصادر ضراوة النيران التي اشتعلت في وقت واحد في جميع القرى الجنوبية من معركة وبرج رحال والعباسية وطورا وباريس ومعروب وصولاً الى النبطية.

وتكشف المصادر ان المتضررين في سياق تقديم شكاوى ضد مجهول ولتحريك النيابات العامة وخصوصاً ان هذه الحرائق باتت تتكرر وتسجل ضد مجهول ولا احد يتحرك للتحقيقات.

إقرأ أيضاً: «الحرس الثوري» يُغرق لبنان بدولاراته المزيفة..وحكومة دياب أمام إمتحان السلاح الفالت!

وتشير الى ان الخسائر بملايين الليرات ولا سيما ان موسم الزيتون وزيت الزيتون لم يبدأ بعد والموسم هذا العام شحيح واتى الحريق ليرفع سعر “تنكة الزيت” من 588 الف ليرة الى حوالي 750 الفاً بعد ان كانت العام الماضي 150 و175 الف ليرة كما يتردد بين الاهالي. كما سيرتفع كيلو الزيتون من 12 الفاً الى 16 على اقل تقدير بعد ان كان يباع بثلاثة واربعة الاف ليرة العام الماضي.     

النيران اشتعلت بضراوة وفي وقت واحد في جميع القرى الجنوبية من معركة وبرج رحال والعباسية وطورا وباريس ومعروب وصولاً الى النبطية

وتقول المصادر ان الاجهزة الامنية التي تحركت بعد شكاوى الاهالي تركز تحقيقاتها على الفعل المقصود للحرائق وهذا امر لم يكن معهوداً من قبل.

اما في البقاع وبعد ايام  على التوتر والاستنفار، تحرك الجيش بعد فضيحة الفلتان الامني، وبقيت نار الثأر مشتعلة بين العشائر على غرار “حماوة” التهريب. حيث كشفت معلومات لـ”جنوبية” ان الجهود الامنية لم تنجح رغم تكثيفها في كسر المعادلة البقاعية المرسومة 5 صهاريج للمهربين وصهريج “رشوة” للدولة، اي ان القبض على صهريج “يتيم” عبارة عن “طُعم” يرمى للقوى الامنية لتلتهي به عن باقي الكميات الدسمة التي تدخل سوريا من دون حسيب او رقيب.

البقاع

ولم تصل حالة استنفار القوى الامنية والعسكرية في البقاع الشمالي بعلبك الهرمل الى المستوى المطلوب لموازاة مشكلتي السلاح المتفلت والتهريب المكشوف عبر طرقات واسعة غير شرعية.

فالسلاح المتفلت مرة يكون عشائري تاريخي، ومرات يكون اليد اليمنى والضاربة للثنائي، وفي كلتا الحالتين يشكل هذا السلاح قلقاً وذعرا بين الأهالي، لتقف القوى الأمنية متفرجة تحصي الأعداد، لذا لم تصل عمليات المداهمة ومصادرة الاسلحة على ضوء الاشكال الآخير على قدر الحدث، بل فتحت في الوسط البقاعي حديثاً عن مكيالين للقوى الامنية والعسكرية في التعامل مع الاحداث الامنية بين منطقة ومنطقة.

التهريب على عين الدولة

وعلى وقع السلاح المتفلت تجري عمليات تهريب على أنواعها وبكميات كبيرة، وارتال من الشاحنات والصهاريج، ايضاً لم تصل عمليات ضبط التهريب ومصادرة الصهاريج على قدر حجم التهريب وكمياته التي تتجاوز اضعاف مضاعفة عن عمليات الضبط والمصادرة التي تقوم بها الاجهزة.

وتؤكد مصادر أن صهاريج المحروقات البنزين والمازوت يبلغ عددها يومياِ نحو 60 صهريجاً ونحو 80 شاحنة متوسطة وبيك آب جميعهم ينقلون محروقات ومواد غذائية واعلاف مدعومة. وفي السيارق ذاته

ضبطت وحدة من الجيش صهريجاً محمّلاً بحوالى 15.000 ليتر من مادة البنزين أثناء محاولة تهريبه في منطقة برقا – البقاع، كما أوقفت المواطنين (ف.ج) و (ع.ج) لإقدامهما على تصوير دوريات الجيش وبعض الحواجز الظرفية لتسهيل عمليات التهريب في المنطقة المذكورة، كما ضبطت جيب نوع شيروكي أثناء مواكبته للصهريج المذكور.

كما وقامت دورية للجيش بمداهمات في بلدتي مقنة ويونين في البقاع، اليوم، بحثاً عن متورطين في إشكال وقع في وقت سابق بين عائلتين، تعرضت إحدى الدوريات لإطلاق نار ما اضطر العناصر إلى الرد بالمثل فأصيب أحد المطلوبين وتم توقيفه، كما تمت مصادرة كمية من الأسلحة والذخائر.”

النار تلتهم الجنوب

اندلعت حرائق متنقلة في قرى و بلدات الزهراني ومنها الخرايب والزرارية والصرفند والبيسارية وعدلون وصلت إلى قضاء النبطية في المصيلح والبابلية وكوثرية السياد، و لم تسلم أقضية مرجعيون و بنت جبيل و صور فطالت السنة النار أحراج بلدات تولين ، الرمادية، راس العين، وادي جيلو، شمع، البياضة، القليلة، أرزون، شحور، دردغيا، معروب، بافليه، الحميري، التامرية، قبريخا مجدل سلم ،مركبا، صديقين، قانا، عين بعال، معركة، طيردبا، برج رحال.

و شاركت في عمليات الإطفاء آليات للجيش وأخرى لليونيفيل حيث وصلت النار إلى البيوت كما طالت بعض السيارات المركونة بالقرب من الأحراج وأثناء المشاركة بالإطفاء احترقت آلية تابعة للدفاع المدني في بلدة برج رحال.

و نتيجة سرعة الرياح تعرّضت الخيم البحرية على شاطىء مدينة صور لأضرار فادحة.

السابق
كابوس «التلحيم» يعصف بطريق الجديدة.. هذا ما قاله شاهد من أمام مستشفى المقاصد!
التالي
الحريري يعيد تحريك الملف الحكومي..وترقب لحصيلة اتصالاته مع القوى السياسية!