«دعم» الدولار بالقطارة ونقيب الصرافين يتنصل.. مراد لـ«جنوبية»: مسؤولية مصرف لبنان!

محمود مراد

يوما بعد يوم تتكشف هشاشة آلية مصرف لبنان وحكومة حسان دياب لضبط تحليق الدولار في السوق السوداء، اذ لم تنجح المنصة الالكترونية وتدخل المركزي في السوق عبر تزويد الصرافين الرسميين بالعملة الصعبة للجم انهيار الليرة اللبنانية، فيما ترك المواطنين يواجهون مصيرهم تحت رحمة الصرافين الذين يبيعون الدولار المدعوم بالقطارة وسط تقاذف المسؤوليات. اذ يتهم نقيب الصرافين محمود مراد، مصرف لبنان بعدم الالتزام باتفاقية الدولار، بعدما خفّض الأخير كمية ضخ العملة الخضراء من 7 ملايين دولار يوميا الى 25 ألف فقط، بحسب ما أكد مراد لـ “جنوبية”.

اقرأ أيضاً: «حيتان» الصيارفة يبتلعون «دولار الفقراء».. تسديد نصف راتب العاملات الاجنبيات!

وهو الأمر الذي لمسه المواطنون، الذين يقفون بالطوابير أمام محال الصرافين لشراء حاجاتهم الملحة من الدولار بحسب السعر اليومي للمنصة الالكترونية، لكن المفاجأة انهم لا يحصلون على كامل المبلغ من العملة الصعبة المحدد بحسب تعميم مصرف لبنان، فعلى سبيل المثال يحصل المواطن على 100 دولار فقط في الشهر الواحد من أصل 300 دولار المبلغ المحدد لتسديد راتب عاملة المنزل، والمفارقة ان الصرافون عمدوا الى حصر بيع الدولارات بين يومي الاثنين والأربعاء من الساعة التاسعة وحتى الساعة 12 ظهرا امعانا في اذلال الناس الذين يتجمعون على قارعة الطريق تحت اشعة الشمس الحارقة مقابل مركز الصيرفة ليأخذوا دورهم أولا، ثم يأتون في يوم آخر لتحويل هذا المبلغ الزهيد بعد طول انتظار. وهو ما يستدعي تساؤلا أين تذهب دولارات مصرف لبنان؟ ولماذا لا يلتزم الصرافون بقيمة المبلغ المحدد في تعميم “المركزي”؟

دولارات المركزي لا تكفي

ومع كثرة شكاوى المواطنين، أوضح نقيب الصرافين محمود مراد لـ “جنوبية”، انه لم يتم الالتزام من قبل المركزي بالاتفاق الذي ابرم بينهما إضافة الى حكومة دياب، اذ يقضي الاتفاق بالحصول على 5 الى 7 مليون دولار يوميا، الا ان هذا المبلغ تقلص رويدا رويدا حتى وصل الى 25 ألف دولار يوميا”.

ولفت مراد أن ثمة 21 شركة صيرفة من فئة (أ) تستحصل على دولارات من مصرف لبنان، وفي البداية كان المركزي يزودهم بما يقارب 700 ألف دولار يوميا، ولكن اليوم انخفض هذا المبلغ الى 25 ألف دولار فقط وهو رقم متدن لا يكفي حاجات المواطنين”.

اتفاقية “الدولار” تترنّح.. بانتظار لقاء مع سلامة ودياب

رأى مراد ان عدم التزام مصرف لبنان بالاتفاقية سببه شح الدولارات لا سيما بعد فتح المطار وانخفاض حجم الحوالات الدولارية، وكذلك إعادة دفع الحوالات الالكترونية بالدولار بدلا من الليرة، والتي كان يشتريها المركزي لتمويل عمل المنصة الالكترونية وتزويدها للصرافين الرسميين”.

وحول قدرة الصرافين الاستمرار بهذا التعميم، قال مراد انه “حتى الساعة لم يجتمع مع حاكم مصرف لبنان لوضع النقاط على الحروف حول هذه الاتفاقية، مشيرا انه “تم تأجيل اللقاء الذي كان مقررا قبل يومين مع سلامة الى يوم آخر لم يحدد بعد”.

مراد: رواتب عاملات المنازل تستحوذ على 90% من دولارات المركزي

كذلك أشار مراد ان “عدد المواطنين الذين يأتون يوميا لشراء الدولار من شركته فقط يتراوح بين 200 الى 250 شخص، ناهيك الأشخاص الآخرين الذين يقصدون شركات الصيرفة الأخرى، وبالتالي المبلغ الذي يزودنا فيه المركزي لا يكفي لسد حاجات جميع طلبات شراء الدولار بحسب التعميم رقم (6) ان كان من حيث الطلاب في الخارج او تذاكر السفر وتسديد رواتب العمال الأجانب، إضافة الى شركات مواد غذائية”، لافتا ان “طلبات تسديد رواتب عاملات المنازل تستحوذ على 90% من دولارات المركزي”.

الى ذلك أوضح مراد انه “لتلبية حاجات الناس كان يجري بيع 300 دولار وفقا لما هو محدد في التعميم عندما كانت المصارف تستحصل على مبالغ عالية من العملة الصعبة، الا انه اليوم مع الاستحصال فقط على 25 ألف دولار من مصرف لبنان، لم يعد ثمة قدرة لدى الصرافين على بيع المبلغ كامل للمواطنين لذا تم تخفيض المبلغ ما بين – 150 100 دولار لتلبية مطالب جميع الزبائن بالحد الأدنى، والا سيضطر الصرافون على استخدام دولاراتهم”.

هذا ورفض مراد اتهام الصرافين بإذلال المواطنين، مؤكدا انه نظرا لعدد الزبائن الكبير وخوفا من فيروس “كورونا” تعمل شركات الصيرفة بالتعاون مع شرطة البلدية والقوى الأمنية احينا على إيقاف المواطنين بالنظام وتنظيم السير.

السابق
ما صحة تخزين الحاج حسن نترات الامونيوم لصالح «حزب الله»؟
التالي
اجراءات استثنائية لاعادة تفعيل عمل المصارف.. اليكم تعميم مصرف لبنان