«الهيئة الوطنية لإعادة إعمار بيروت».. نقباء شرفاء ينقذون المساعدات من براثن السلطة!

إنفجار المرفأ
على الرغم من الكارثة التي حلت على رؤوس اللبنانيين، الا ان فاجعة انفجار مرفأ بيروت لم تفك عقدة الدعم الدولي للبنان مع غياب الثقة بالسلطات السياسية في البلاد بشكل كامل، فيما برز دورا هاما للمجتمع المدني والنقابات الذي يعوض غياب واهمال الدولة اللبنانية لإعادة اعمار بيروت واغاثة المنكوبين.

صحيح ان دول العالم أجمع هبت لنجدة بيروت المنكوبة، بعد كارثة انفجار المرفأ، وحصل لبنان في وقت وجيز على مساعدات مالية ولوجستية هامة لم يستطع جلبها سابقا لإنقاذ البلد من أزمته الاقتصادية، اذ حظي لبنان بجسر جوي من المساعدات الإنسانية في مواجهة آثار انفجار مرفأ بيروت، الا ان كيفية تفاعل المجتمع الدولي مع كارثة بيروت، اثبت انه لا تراجع عن قراره باشتراط تقديم المساعدات المالية بسلة من الإصلاحات الحقيقية لإخراج لبنان من الازمة الاقتصادية الخانقة.

ومع غياب الثقة بالسلطات السياسية، برز في المقلب الآخر دور بارز للمجتمع المدني في لبنان الذي عوّض عمليا غياب وتقصير الدولة اللبنانية من حيث اعمال الإغاثة وتقديم المساعدات للمنكوبين من جراء كارثة المرفأ، وكان لافتا الثقة التي حظي به المجتمع المدني في لبنان من قبل الدول الغربية والعربية التي فضلت معظمها تقديم المساعدات عبرها لضمان وصولها الى المتضررين.

اقرأ أيضاً: النقيب خلف يُعلن عن خطة شاملة للنهوض ببيروت.. حجراً وبشراً!

ولعل أهم ما في هذه المبادرات الفردية أو الجماعية، المبادرة التي أعلن عنها نقيب المحامين ملحم خلف، اذ أطلق الهيئة الوطنية لإعادة إعمار بيروت، التي تأسست بالتنسيق مع نقيب المهندسين جاد تابت، ونقيب المقاولين مارون الحلو، ونقيب خبراء المحاسبة شكري صقر، ورئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، الذين تداعوا لاجتماع في النقابة للتنسيق ما بين الجهات المدنية والرسمية والجهات المانحة، كي يكون العمل متكاملاً متناسقا وفاعلاً، لإعادة إعمار بيروت.
وفيما لوحظ الغياب الكامل للدولة اللبنانية، أوضح خلف أن هدف الهيئة وضع خطة لإعادة النهوض ببيروت. وستعمل على تأطير كل الطاقات التي تعمل على الأرض بتضامن وتناغم وفعالية متكاملة، لاستقبال المساعدات وتوزيعها بشكل شفاف وفعال، أكانت عينية أو مالية، أياً كان مصدرها.
ولفت إلى أن الهيئة بطاقاتها هي طاقة تطوعية. فكل النقابات جهزت نفسها. وهذا ما يمكن أن يكون باب خلاص للناس الذين ينتظرون فعالية في العمل، قائلاً: “لبنان لا يبنى الا بالتكاتف والوحدة. ونحن نريد اعادة بيروت”.
وأوضح خلف أن “هذه الهيئة بكل طاقاتها هي طاقة تطوعية، وكل النقابات جهزت نفسها بناء لاتفاق بدأ مع نقابات المهن الحرة التي طلبت اقامة خلايا أزمة لمواكبة هذا الحدث”، مشددا على أن “هذه المبادرة ستكون بكل ما أوتي لها من طاقة تطوعية لتكون باب خلاص للناس الذين ينتظرون فعالية في العمل. لبنان لا يبنى إلا بالتكاتف والوحدة”.

وبالنهاية اكد نقيب المحامين ملحم خلف ان تأسيس الهيئة تطلب عقد اجتماعات مكثفة، وكان لنا الموقف الموحد حول الوقوف بجانب الضحايا، وضرورة بلورة التنسيق بين جهات المجتمع المدني والجهات المعنية. وقررنا ان نتوحّد بهيئة باسم هيئة التنسيق الوطنية، من مهامها تنفيذ خطة شاملة للنهوض ببيروت حجراً وبشراً.

جسر جوي لمساعدة لبنان المنكوب

أعلنت بلدان عربية وأجنبية عن مساعدات مالية وعينية طارئة، إلى لبنان بأكثر من 295 مليون دولار، لتخفيف الأضرار الإنسانية الطارئة التي تواجهها البلاد، عقب تعرض أكبر مرافئها إلى انفجار أتى على مناطق واسعة من العاصمة بيروت.

الرئاسة الفرنسية قالت في بيان، مساء الأحد 9 أغسطس/آب 2020، إن القيمة الإجمالية “للمساعدة العاجلة” المقدمة إلى لبنان، تبلغ 252.7 مليون يورو (295 مليون دولار).

كذلك اطلقت فرنسا، مؤتمراً عاجلاً للمانحين، بمشاركة الولايات المتحدة ودول عربية والاتحاد الأوروبي، لحشد دعم مالي وعيني للبنان. وقالت الأمم المتحدة، في بيان ان إن لبنان بحاجة إلى مساعدات طارئة بقيمة 117 مليون دولار، لمواجهة التبعات الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت.

وغداة احتشد عدد من جمعيات أهلية ومن المجتمع المدني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا البلد الذي يعاني أصلا من أزمة اقتصادية مستعصية تعتبر الأسوأ في تاريخه. وعمدت بعض الجمعيات إلى جمع الأموال نقدا لإصلاح واجهات وزجاج المنازل والمباني المتضررة تجاوز عددها الثمانية آلاف قبيل حلول فصل الشتاء، كما لجأ البعض الآخر إلى تنظيم حفلات موسيقية من أجل تقديم ريعها إلى المنكوبين جراء الانفجار.

السابق
استهداف مراكز تابعة لجمعية أخضر بلا حدود.. الجيش يكشف حصيلة العدوان الاسرائيلي!
التالي
عبد القادر لـ«جنوبية»: نعيش في لا دولة والأجهزة غائبة وعاجزة