«المنكوبين» أرض النسيان والعنف الأسري والأمن المهترئ.. نماذج صارخة!

منطقة المنكوبين

“المنكوبين” هي الأرض المنسية في شمال لبنان تقع على تقاطع بلديات طرابلس البداوي وهي مسكن لمئات العائلات الفقيرة التي تعيش في ظروف إنسانية معقدة…هي المنطقة التي لا يتذكرها السياسيون الا عند الاستحقاقات الانتخابية، ولا تتذكرها الدولة انها موجودة في اراضيها وعليها واجبات تجاه أهلها الا عند تنفيذ إعتقالات عشوائية معظمها ظالم لترهيب شبابها وتدمير مستقبلهم وتضييع حياتهم عن قصد او عن غير قصد (نماذج سنعرضها لكم تباعا)…”المنكوبين” هي منطقة اوقعها البعض في مستنقع أحداث تبانة جبل محسن بعد استغلال فقر شبابها المتحمس المخلص لبلده والرافض للظلم… ومناصرا للمظلوم …بسبب الخلافات السياسية التي عصفت بالبلاد بعد العام ٢٠١١ واندلاع الثورة السورية وقيام حزب لبناني بالمشاركة في مناصرة النظام السوري والمشاركة في قتل الشعب السوري ودعوة أمينه العام اللبنانيين: لمن يريد تجنب لبنان الفتن فلنتقاتل في سوريا…هذا الأمر الذي ألهب حماس وحمية بعض شبابها فمنهم من حاول الذهاب إلى سوريا واعتقل في المرفأ أو في المطار وتم توقيفه و محاكمته بتهم التطرف وتعرض لابشع انواع الضرب والتعذيب… وخرج بعد تنفيذ عقوبته مدمرا معنويا لا يستطيع العمل أو التوظيف أو… بسبب وجود نقطة سوداء على سجله تحتاج سنوات لالغائها…

اقرأ أيضاً: الحركة لـ«جنوبية»: لا ثقة في أي طرح «حكومي» ومستمرون في معركتنا!

ومنهم من دخل سوريا نتيجة إغراءات مالية (مستغلين الفقر ومآسي أبناء المنطقة) ووقع في المستنقع وعرف الحقيقة المرة وعاد إلى لبنان وسلم نفسه للقضاء… عسى يحصل على محاكمة عادلة تنصفه…ومنهم من تعرض لفبركة ملفاته واستدراجه بطريقة غير قانونية لايقاعه في قبضة القضاء من جديد (نماذج سنعرضها لاحقا)… تنفيذا لأجندات داخلية وخارجيةلكن كيف تعاملت الدولة بأجهزتها وقضائها معهم؟ وهل انتبهت الدولة ومؤسساتها لهذه المنطقة واعتبرتها ضمن لبنان الكبير؟وهل راجعت أخطاءها تجاه أبناء المنطقة.

منطقة المنكوبين
منطقة المنكوبين

“المنكوبين” هي الأرض المنسية في شمال لبنان تقع على تقاطع بلديات طرابلس البداوي وهي مسكن لمئات العائلات الفقيرة التي تعيش في ظروف إنسانية معقدة

“المنكوبين” والعنف الأسرى

من يقرأ العنوان يتفاجأ به…فالمقصود بالعنف الأسرى هنا أننا إذ وجدنا والدا لاطفال يعاملهم بالضرب والقسوة وقد تم تسريب فيديو او صور للإعلام لهذه المعاملة القاسية تقوم الدنيا ولا تقعد ويتهاتف الإعلام لمهاجمة الاب الشرس ويتحرك القضاء لاعتقاله ويتحرك قضاء الأحداث لأخذ الاولاد منه وإلغاء حضانته لهم ورعايتهم في مكان يليق بهم…هذا هو حال منطقة المنكوبين والمناطق الفقيرة في لبنان التي لا تسأل عنها مرجعياتها الدينية ولا السياسية… وتركت ليتلاعب بها أصحاب الخطط الخبيثة والايادي الشريرة…فالأجهزة الأمنية عليها ان تلعب دور الاب الصالح الذي يحسن تربية أبنائه وإن أخطأ بحقهم فمن الواجب على القضاء حرمانه من حضانتهم لانه لا يستأهل ان يكون أبا…وسنبدأ بتجربتنا في منطقة المنكوبين ومحيطها لنسرد لكم بعضا من المآسي والمعاناة على سبيل المثال لا الحصر:أولا: موقوف قاصر تم استغلال حماسه وقرر الذهاب لمناصرة الثورة السورية تم إلقاء القبض عليه وهو في نيته ان يذهب… وتعرض للضرب والتعذيب والمعاملة القاسية من قبل الاب الصالح(جهاز أمني) لانتزاع الاعترافات منه بالقوة وأحيل للمحكمة التي حكمت عليه بالعقوبة وغرمته ان يدفع ثمن بندقية حربية وبذلك حرم من الوظائف ووضع على سجله العدلي نقطة سوداء تمنع اي مؤسسة عامة أو حتى خاصة على توظيفه…

منطقة المنكوبين

لنسرد لكم بعضا من المآسي والمعاناة على سبيل المثال لا الحصر: أولا: موقوف قاصر تم استغلال حماسه وقرر الذهاب لمناصرة الثورة السورية تم إلقاء القبض عليه وهو في نيته ان يذهب

خرج من السجن وعاد وانخرط في المجتمع من جديد عسى أن يعوض مافاته من قطار الحياة لكنه تفاجأ بوالده المعنوي(جهاز أمني) يلقى عليه القبض في مكان عمله ويعيده إلى التحقيق في الغرف السوداء وتعرض للضرب والتعذيب من جديد وبعد خمسة أيام تركوه يعود للمنزل عندها وبعد تعرضه للمذلة والإهانة قرر ترك العمل وبقي في المنزل وبعد اسابيع قليلة أعاد هذا الاب (جهاز أمني) اعتقاله من جديد وأعاد الكرة معه خمسة أيام وتركه بعد ذلك فماذا نتوقع من هذا الشاب الذي وجد نفسه منبوذا في عمله في منزله في منطقته في مجتمعه؟؟؟…سيتحول بفضل هذا الاب القاسي من إنسان صالح في المجتمع إلى مجرم يتم استغلاله من قبل أي مخرب للقيام بأعمال تخريبية…وفي حالتنا الراهنة قرر الشاب ترك البلاد والذهاب إلى سوريا حيث اعتقل من جديد وصدر بحقه حكما بالسجن خمس سنوات…فهل يكون الاب المعنوي قد احسن التربية؟أم يتوجب على القضاء سحب الحضانة منه؟

منطقة المنكوبين

المنكوبين والأب المفتري

ثقافة خاطئة اعتمدها الاب (الجهاز الأمني) بحجة الأمن الاستباقي فكانت السبب الأساسي في تدمير مستقبل خيرة شبابنا سواء عن قصد (تنفيذا لأجندة معينة) او بسبب فهم خاطئ للأمور…تصرف خاطئ لم يأخذ في حسبانه عواقب هذه التصرفات وانه يؤذي ويدمر حياة مجتمع كامل بدون دراية…فهل يصدق العقل ان الاب يطلب من ابنه هاتفيا ارتكاب جريمة قتل ويقنعه بها بشتى وسائل الإقناع وبعدها يضربه ويعذبه… نعم ان هذا قد حصل في مناطق مختلفة من لبنان… بحجة قاعدة الاستدارج…وهل يصدق العقل قيام الوالد باستلام هاتف صديق ابنه ويتحدث معه عبر الواتساب موسوسا عقله ومحاولا اقناعه الذهاب إلى سوريا فإن وافق يعتقل الاب (الجهاز الأمني) ابنه ويعرضه لابشع انواع الضرب والتعذيب ويحيله إلى المحكمة ليعاقب…وهل يصدق العقل ان تلميذاً جامعياً على أبواب التخرج يعتقله والده المعنوي (جهاز أمني) ويعرضه لابشع انواع الضرب والتعذيب لانتزاع اعترافات خطيرة منه بالقوة ووقع التلميذ الجامعي على اعترافات تؤدي به إلى حبل المشنقة وتحدثت عن جريمته الشنعاء وسائل الإعلام وبعد جدال ونقاش وتحليل مع رئيس المحكمة استمر ثلاث سنوات وبعد أن اقتنع ببراءته من التهم الخطيرة لكنه في نفس الوقت أكد انه لا يستطيع فضح الوالد والمس بهيبة الوالد (جهاز أمني) ووقاره فاكتفى بمدة توقيفه وعاد التلميذ إلى جامعته وحياته ومجتمعه…وغيرها الكثير من الحالات المأساوية فهل نستطيع اعتبار تصرفات الاب مبررا لحماية ابنه؟أم يجب على القضاء التحرك لسحب الحضانة من يده؟ أترك لكم الإجابة….

لم نتساءل يوما لماذا حلت بنا المصائب؟ المصيبة تلو الأخرى؟ من ضائقة اقتصادية إلى انفجارات كيميائية إلى كورونا عالمية…لأننا غضينا النظر عن سرقة الفاسدين وصفقنا لهم مشجعين

المنكوبين والأمن المهترئ 

لم نتساءل يوما لماذا حلت بنا المصائب؟ المصيبة تلو الأخرى؟ من ضائقة اقتصادية إلى انفجارات كيميائية إلى كورونا عالمية…لأننا سكتنا عن ظلم المستضعفين وغضينا النظر عن سرقة الفاسدين وصفقنا لهم مشجعين…في الوقت الذي حصلت فيه الكارثة الكبرى (انفجار المرفأ في بيروت) كان الوالد المعنوي (الجهاز الأمني) منشغل بالتواصل مع كل شخص كان موقوفا سابقا وعاد إلى عمله وحياته ليجعل حياته تعاسة وشؤما… تارة يطلب منه هاتفه (لأسباب تثير القلق ذكرناها في حلقاتنا السابقة) وان رفض أو سأل لماذا… يرد عليه الوالد عبارة: اعطيناك الوجه الأبيض لاتجعلنا نعاملك بالوجه الاسود ونركب لك ولأشقائك ملفات …وتارة أخرى يفاجئ أهالي المنطقة باقتحامها بعدد كبير من العناصر والآليات العسكرية وإثارة الخوف بين الناس في مهمة يفتكر الناس أن حربا ستحصل فيفاجؤون بأن هدفها إلقاء القبض على شخص(تمت محاكمته سابقا) ويحيله للتحقيق ٥ايام ثم يتركه بعد إهانة وذل و…هذه التصرفات تجعل الشباب الفقير الضعيف في خوف دائم ويشعر نفسه منبوذا في المجتمع يصل به إلى اليأس من الحياة وهنا يستطيع استغلاله اي خبيث أو شرير لتحريضه لارتكاب الخطأ لا سمح الله…انشغل “الوالد” بإثارة الرعب لدى الشباب وغفل في نفس الوقت بل غض النظر عن جريمة حقيقية اودت بحياة المئات بين شهيد وجريح ومفقود ومتضرر…

منطقة المنكوبين

اقرأ أيضاً: «كورونا» يكشف «العورات» الطبية.. وطرابلس بعد بيروت إلى الطوارىء الصحية!

جريمة لن ينساها اللبنانيون ولن ينساها التاريخ ولن تنسى مآسيها… على الرغم من ان الوالد المعنوي يعلم وجودها وخطورتها لكن انشغالاته كانت بملاحقة الضعفاء…و الخلاصة ان الخطة التي يعدها الوالد المعنوي (الجهاز الأمني) بحجة الأمن الاستباقي أثبتت فشلها ودول المجتمع الدولي لم تعتمدها لان آثارها سيئة جدا في المستقبل… بل يجب علينا التفتيش عن طرق وبدائل أخرى مدروسة لحماية البلد تكون عنوانها ان الشباب الضعيف الذين نستقوى عليهم هم بشر ومهمة الدولة احترامهم ومساعدتهم على بناء مناطقهم وتأمين كافة حقوقهم وهذا هو الأمن الاستباقي الحقيقي…

السابق
توتر في الخليج.. إيران تستولي على سفينة إماراتية!
التالي
واشنطن تُلمح بقبولها مشاركة حزب الله بالحكومة الجديدة.. ماذا عن الإصلاحات؟