7 ألغاز حيرّت العلماء حول فيروس كورونا!

رجل في المصعد يلتزم باجراءات التباعد التي فرضها كورونا (AFP)
ما زال فيروس كورونا مصدر قلق للعالم اجمع، وذلك بعد ان اصاب ملايين البشر وتوفي من جرائه اكثر من ٤٠٠ الف.

على الرغم من حشد أغلب دول العالم لجهودها لمواجهة فيروس كورونا، إلا ان هناك مسائل غامضة حول الفيروس مازال العلماء لا يجدون لها إجابات أو حلولاً قاطعة.  

مضت 6 أشهر منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في الصين، وانطلق العلماء برحلة لفكّ ألغاز الفيروس، ونجحوا في ذلك جزئياً، لكن ما زالت هناك أمور غامضة تعرقل جهود مكافحة هذا الفيروس.   

وإليكم 7 ألغاز غامضة ما زالت تحيّر العلماء حتى الأن

1- من ينشر العدوى؟

في بادئ الأمر، كان الإعتقاد بأن كل شخص مصاب بالفيروس يمكنه نقل العدوى من 1-3 أشخاص، لكن نتائج انتشار العدوى في المناطق الموبوءة في العديد من البلدان فاجأت الأطباء، وكشفت أن ليس كل شخصٍ هو مصدر عدوى، وإنما هذا الإعتقاد أطلقه الإعلام “الناشرون الفائقون” أو “Superspreader”.  

والسؤال الذي حيرّ العلماء هو: لماذا هؤلاء ينشرون العدوى أكثر من غيرهم؟ لكن الجواب عن هذا السؤال لم يتوصل إليه الأطباء بعد، وإلى أن يكشف الغطاء عن هذا اللغز العلمي يشدد الخبراء على ضرورة تجميد جميع الأنشطة ذات الحضور البشري الكثيف، كمباريات كرة القدم، والحفلات الموسيقية، وغيرها…

2- لماذا إحتمالية إصابة الأطفال بفيروس كورونا نادرة.. وهل ينقلون العدوى؟  

أول ما لاحظه الأطباء عند ظهور جائحة كورونا أن إصابة الأطفال به نادرة مقارنة بالبالغين، وكانت هناك مخاوف من أن يكون الأطفال هم ناقلي العدوى، خاصةً إلى المسنين.

واليوم لا يبدو أن الأطباء توصلوا إلى معارف قطعية فيما يخص الأطفال، لأن كمية الفيروسات التي تم رصدها لديهم تساوي تلك المسجلة لدى البالغين، ولم يُعرف بعد هل يطور الأطفال مناعةً ضدَّ الفيروس إذا ما أصيبوا به، وما مدى هذا التطوير؟

فالدراسات التي أُجريت مؤخراً تحت رعاية قسم الأوبئة بمستشفى “شاريتيه” في برلين بألمانيا، أظهرت أن الأطفال دون الـ12 عاماً أقل عرضةً للإصابة بالفيروس، ونادراً جداً ما ينقلون العدوى إلى البالغين، وفي ظل هذه النتائج قررت العديد من الولايات الألمانية الى فتح أبواب المدارس الإبتدائية لإستقبال التلاميذ في الأسابيع الأخيرة، قُبيل بدء العطلة الصيفية.

3- هل تختلف أعراض كورونا من دولة الى أخرى؟

حوالي 80% من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد تمر بسلام وبأعراض طفيفة إلى متوسطة، وهناك حالات إصابة لم يشعر أصحابها بأي شيء على الإطلاق، لكن النسبة المتبقية من الحالات تعاني من أعراض خطيرة يمكنها أن تنتهي بفشل الأعضاء كالقلب أو الرئتين أو الكليتين، ثم الى الوفاة، والفيروس قد يهاجم أيضاً الأطراف والدماغ والأنف والحلق والأمعاء.  

أما الحالات الأكثر شيوعاً هي الالتهاب الرئوي الحاد، بينما في إسبانيا سجلت نسبة كبيرة من أعراض تلف في الجهاز العصبي، ويحتاج المرضى عادة إلى 4 أسابيع على الأقل للتعافي، أما الأمراض والأعراض الطويلة المدى أو المستديمة الناجمة عن المرض فلا يزال الأطباء متحفظين عن ذكر تفاصيله، لأن الدراسات السريرية حول ذلك لا يمكن الانتهاء منها بعد بسبب المدة القصيرة نسبياً من تاريخ نشأة الفيروس.

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث للخلية البشرية عند إصابتها بفيروس «كورونا»؟

4- التحوُّر الجيني للفيروس.. بسبب إيطاليا؟

إن التحوّر الجيني لفيروس كورونا، يزيد بدرجة كبيرة قدرته على إصابة الخلايا بالعدوى،ما سببَ في انتشار المرض بشمال إيطاليا ونيويورك على نطاق واسع.

ويقول علماء في مركز أبحاث “سكريبس” بفلوريدا إن الفيروس المتحور قلّما كان ملحوظاً خلال مارس/آذار الماضي، إلا أنه كان ملحوظاً في حوالي 65% من الحالات التي تم إخطار قاعدة بيانات بنك الجينات بالمعاهد الوطنية للصحة في أمريكا وبها من مختلف أنحاء العالم.  

وتوصل الباحثون المشاركون في الدراسة إلى أن هذا التحوّر الذي أُطلق عليه اسم “دي614 جي”، أدَّى إلى زيادة عدد النتوءات الشوكية التي يستخدمها الفيروس في الالتصاق بالخلايا واختراقها، وجعل هذه النتوءات أكثر استقراراً، وفي التجارب المعملية كان الفيروس المتحوّر أكثر كفاءة نحو 9 مرات في اختراق الخلايا وإصابتها بالعدوى.

5- هل يفقد الفيروس قوته في بعض الفصول؟  

في ظل تواصل فيروس كورونا تفشّيه، يبدو أن قوة انتشار هذا الوباء تراجعت نوعاً ما بالمقارنة مع ظهوره لأول مرة في الصين، فهل يختفي مع حلول فصل الصيف تماماً كإنفلونزا موسمية عادية؟  

وبعد 3 أشهر، يعيد التراجع العام للإصابات المسجلة في أوروبا، نهاية فصل الربيع، إلى الواجهة فرضية كون فيروس كورونا المستجد موسمياً.  

ويصعب التحقق من هذه الفرضية بحسب تصريح أخصائي الأمراض المعدية “بيار تاتفان”، يقول فيه: “كان العزل تاماً عندما كانت ترتفع درجات الحرارة وأشعة الشمس في فرنسا وأوروبا، ويصعب التمييز بين تأثير المواسم وآثار العزل على التباطؤ الحالي للوباء”.  

وأضاف “تاتفان” أن، “هناك معايير عديدة يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وبالتالي لا نعرف ما له صلة بالمناخ أو الموسم أو تيقظ الناس”.  

وتلخصت الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة “برينستون” الأمريكية، في مايو/أيار الماضي إلى أن للمناخ تأثير ثانوي على تفشي الفيروس في بداية ظهوره، وتقول “رايتشل بايكر” المشرفة على الدراسة، “إن الفيروس يتفشَّى بسرعة مهما كانت أحوال الطقس”.

6- هل فيروس بكين من سلالة جديدة؟

فاجأت العاصمة الصينية بكين العالم، عند إعلانها عن موجة جديدة من الفيروس.

والأخطر من ذلك هو ما أعلنه البروفيسور “يان تشانزو” في كلية الطب بجامعة ووهان، من أن سلالة الفيروس المستجد التي تم اكتشافها حديثاً بسوق سينفادي في بكين هي أكثر عدوى من تلك التي انتشرت سابقاً من مدينة ووهان.

وقال تشانزو: “خلال عملية التطور، يمكن أن تزيد قدرة عدوى الفيروس أو تنخفض، لكنني أعتقد أن فيروس كورونا الذي عثر عليه في سوق سينفادي أكثر عدوى من الفيروس الذي كان في سوق هوانان في ووهان”. 

7- ماذا لو لم نجد لقاحاً أو علاجاً لكورونا؟

هناك إحتمال كبير لعدم ظهور لقاح فعّال لفيروس كورونا، وقال الكاتبتان هيذر كات وأربانا فيرما في تقرير نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج فعال لفيروس “كوفيد-19″، وأن النتائج الأولية للتجارب السريرية للأدوية المعاد استخدامها كانت مخيبة للآمال.

وعلى الرغم من أن تصريح بعض البلدان باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات في حالات الطوارئ كانت فاعليتها محدودة، حيث أنها قللت من امتداد فترة المرض بنحو 30%، ولكن لم يكن لها تأثير مؤكد على منع الوفاة.

ووجدت تجربة سريرية أُجريت مؤخراً حول بلازما الدم المستخدمة في علاج المرضى المصابين بكورونا، المهددين بالموت بسبب حالاتهم الخطيرة، بأنها لم تساعد المرضى على التحسن بشكل أسرع مقارنة بالعلاج الأساسي.

ولا يزال هناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها قبل أن يكتشف لقاح فعال يوفر مناعة دائمة، ولذلك ينبغي علينا أن نتجهّز لإحتمال عدم ظهور لقاح أو علاج آمن وفعال، وقد يتعيَّن علينا أن نتعلم كيفية التأقلم مع فيروس كورونا.

ومن المرّجح أن يمر العالم بفترات ذروة وانخفاض في مرحلة ما من العدوى، إلى جانب نمط موسمي وتفشٍّ موضعي يتطلب استجابة أكثر دقة من الاستجابة الحالية لعمليات الإغلاق على مستوى الدولة.  

وحتى الآن، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا عالمياً 8 ملايين، وهذا يدل على أن الغالبية العظمى من الناس لم يصابوا به، أي أننا أبعد ما يكون عن تحقيق ما تسمى مناعة القطيع.  

لأن مناعة القطيع تمنع حوالي 60% من سكان العالم البالغ عددهم 7.58 مليار بالمناعة، أي حوالي 4.55 مليار شخص، لكن في الوقت الحالي لا يزال العلماء غير متأكدين من مدى استمرارية هذه المناعة.  

وقد يؤدي عدم اكتشاف لقاح أو علاج إلى عواقب، الى تعطيل التدخلات الأخرى للصحة العامة، على غرار تلقيح الأطفال، والتي قد تتسبب في تفشي الأمراض المعدية الأخرى، وقد أثيرت بالفعل مخاوف بشأن ارتفاع أعداد حالات الاختناق والكوليرا والحصبة وشلل الأطفال.

وتجدر الإشارة، أن الناجين من تفشي فايروس السارس عانوا من إرتفاع مستويات الأمراض العقلية واضطراب ما بعد الصدمة، وذلك بسبب العديد من العوامل، بما فيها الفترات الطويلة التي قضوها في عزلة عن العائلة والأصدقاء، والشعور بالتهديد على حياتهم أثناء مرضهم.

السابق
طهران وواشنطن من يغرق أولاً؟
التالي
اللبناني يحترق.. والحكومة تلتقي ورئيس جمعية المصارف على «كأس ويسكي»!