ماذا يحدث للخلية البشرية عند إصابتها بفيروس «كورونا»؟

كورونا
كورونا هو فيروس معقّد يهاجم الخلايا محاولاً تدمير أجهزة الجسم البشري الحيوية، وهذه تفاصيل دقيقة لما يحدث للخلية البشرية بعد إصابتها.

ينتشر فيروس كورونا المستجد حول العالم ويودي بحياة الآلاف، فالفيروس الجديد هو من عائلة فيروسات كورونا التي نشأت من 6 فيروسات، منها ما يسبب نزلات البرد العادية، ومنها ما يسبب أمراضاً أكثر حدّة كسارس وميرس.

كيف يهاجم كورونا المسّتجد الخلية؟ وما هي تركيبته الجينية التي تخترق الجسم البشري؟

يتكون كورونا المستجد كمعظم الفيروسات من مواد جينية في صورة حمض نووي ريبوزي “RNA” محاطة بغشاء من الدهون والبروتينات.

يدخل الفيروس الى الجسم عبر الأنف ويلتصق بخلايا الجهاز التنفسي التي تمتلك بروتيناً يسمى “ACE2″، هذا البروتين هو المفتاح الذي يُدخل الفيروس داخل الخلية، وعن طريق دمج غلافه الدهني بغلافها، وبعد دخوله يسيطر الفيروس على ماكينة صناعة البروتينات داخل الخلية أو ما يعرف بـ”الريبوزوم”.

تعتبر وظيفة “الريبوزوم” الأساسية في الخلية هي قراءة الكود الجيني الموجود في الحمض النووي للإنسان، وتصنيع البروتينات المختلفة اللازمة لعمل الخلية بناءً على هذا الكود الجيني.

عندما يدخل الفيروس الى الخلية يسيطر على “الريبوزوم” ويجعله يقرأ الكود الجيني الخاص به، ثم ينتج بروتينات فيروسية لازمة لعمليتي نسخ وإنتشار الفيروس، إضافة الى تعطيل الجهاز المناعي لإصابة المزيد من الخلايا.

الـ”RNA” الخاص بفيروس كورونا يحتوي على 30 ألف حرفٍ جينيّ تحمل معلومات تصنيع البروتينات الفيروسية داخل الخلية.

وبعدما نشر علماء صينيون الجينوم الخاص بفيروس كورونا المستجد، أصبح لدى الخبراء في الجامعات الأمريكية فكرة عن البروتينات التي يقوم الفيروس بتصنيعها داخل الخلية ودور كُلٍ منها.

اقرأ أيضاً: آخر الإبتكارات: قناع يخبرك إذا كنت مصاباً بـ«كورونا»!

أهم البروتينات التي يصنعها فيروس كورونا داخل الخلية البشرية

بروتين “ORF1AB” هو أول بروتين يتم إنتاجه داخل الخلية بعد الإصابة، ويتكون هذا البروتين من 16 بروتيناً آخر، أهمها:

  • “NSP1” أو مخرّب الخلية، إذ يوقف هذا البروتين إنتاج البروتينات البشرية داخل الخلية، وهذه العملية تجبر الخلية على تصنيع البروتينات الفيروسية، كما تمنع تصنيع برويتنات مضادة للفيروس.
  • “NSP3” لديه مهمتان رئيسيتان، الأولى يعمل كمقص يقطع البرويتنات الفيروسية ويحررها بعد تصنيعها لتتمكن من أداء وظيفتها، والثانية يمنع الخلية من التخلص من البرويتنات القديمة، وذلك يبطئ من قدرتها على مكافحة الفيروس.
  • “NSP4” يساعد في صناعة فقاعات داخل الخلية، وهي أجزاءٌ من نسخ الفيروسات الجديدة، يتم تصنيعها داخل هذه الفقاعات.
  • “NSP7” و “NSP8” و “NSP12″، تقوم هذه البروتينات بالمساعدة في بناء نسخ جديدة من الكود الجيني لوضعها داخل الفيروسات الجديدة التي يتم تصنيعها داخل الخلية، وبحسب الخبراء تبين أن عقار “ريمديسيفير” يوقف عمل بروتين “NSP12″، وبالتالي يمكن أن يكون علاجاً مضاداً للفيروس.
  • “NSP10″، الخلية البشرية تنتج بروتينات مضادة تتعرف على جينوم الفيروس وتدمره، لكن هذا البروتين يقوم بعملية تمويه لجينوم الفيروس ويمنع الخلية من التعرّف عليه.

بعد تصنيع البروتين الأول “ORF1AB” يقوم الكود الجيني للفيروس بتصنيع عددٍ من البروتينات الأخرى، وهي البروتين النتوئي “Spike Protein”، والذي يشكل النتوءات الموجودة على غلاف الفيروس.

  • بروتين “ORF3A” بعد تصنيع نسخ جديدة من الفيروس يقوم هذا البروتين بعمل ثغرة في غلاف الخلية للمساعدة على خروج الفيروسات وإصابة خلايا آخرى.
  • بروتين الغلاف الدهني، يقوم بتصنيع الغلاف الدهني للفيروسات الجديدة والتي تحيط بالمواد الجينية الخاصة به.
  • بروتين “ORF6A”، الخلية المصابة عادةّ ترسل إشارات للجهاز المناعي كي يساعد في مقاومة الفيروس، لكن هذا البروتين يُعطّل هذه الإشارة ولا يجعلها تصل الى جهاز المناعة.
  • بروتين “ORF7A”، يدّمر مخزون الخلية البشرية من بروتين التثرين الذي يساعدها على مقاومة الفيروس.

البروتينات التي يصنعها الجينوم الخاص بفيروس كورونا المسّتجد داخل الخلية تساعده على الإنتشار بين خلايا الجهاز التنفسي وإصابة البشر بمرض “كوفيد-19”.

لذا فهم دور كل من هذه البروتينات الفيروسية هو أمرٌ ضروري بالنسبة للخبراء، ما يساعدهم على إكتشاف دواء يعطّل عمل أي من هذه البروتينات، أو يوقف أي جزء من عملية نسخ الفيروس، يعني أننا نستطيع وقف إنتشار كورونا المستجد داخل الجسم، وبالتالي القضاء عليه.

السابق
الميناء تنتفض ضد الغلاء.. لمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة!
التالي
إردوغان يقسم اللبنانيين.. وهّاب أشعل نار «الطائفية» ونيشان «صبّ الزيت»!