منذ ساعات النهار الاولى اليوم وبعد ساعات من التهديدات بالويل والثبور وعظائم الامور والدفاع عن السلاح ولو بالدم، نفذ “حزب الله” تهديداته عصر اليوم بعد إيفاد مجموعة من البلطجية للتخريب من منطقة زقاق البلاط والخندق الغميق، وحاولوا اختراق تعزيزات الجيش عند بشارة الخوري وجسر الرينغ لكن الجيش منعهم.
وبعد كر وفر مع الجيش ورشق المتظاهرين بالحجارة والعبوات البلاستيكية الفارغة واحداث ضجة وجلبة وفوضى وتكسير محال تجارية وواجهاتها، انسحب بلطجية “الثنائي الشيعي” ليكملوا جولة اخرى من التحريض والعنف واستدراج نزاع طائفي سني- شيعي عبر سب السيدة عائشة لاستفزاز الشارع السني المقابل، في حين تكفل مجموعات مسلحة من “حركة أمل” بإطلاق الرصاص الغزيز تجاه كورنيش المزرعة، ما ادى الى اشتباكات مسلحة طوال المساء.
نجاح التظاهرات والحراك في كل المناطق هال “الثنائي” وظهر جلياً حجم النقمة على سلاح “حزب الله” وتأثيره الكارثي على البلد
ورغم تدارك كل من دار الفتوى والرئيس سعد الحريري و”حزب الله” والمجلس السيعي الاعلى، لخطورة ما جرى من سبّ للسيدة عائشة ومن قطع طرق انفعالي في المناطق السنية، تؤكد مصادر متابعة ان نجاح التظاهرات والحراك في كل المناطق اللبنانية، هال “الثنائي”.
إقرأ أيضاً: «الثنائي» يُرهب الثوار عشية 6 حزيران..ويُتاجر بالإعاشات والسلاح!
وظهر جلياً حجم النقمة على سلاح “حزب الله” وتأثيره الكارثي على البلد والدولة والحكومة وممارساتها الشنيعة بحق اللبنانيين اقتصادياً ومالياً وسياسياً ومعيشياً، فكان ان سحب “حزب الله” الحراك والشعب الغاضب، تجاه اللغة التي يفهمها والاسلوب الذي يتقنه وهو استدراج البلد، وبعض الحراك الشمالي والبيروتي السني الى نزاع مسلح، سيكون له الغلبة فيه لحرف الانظار تجاه مكان آخر، ولعقد صفقة داخلية على غرار 7 ايار المشؤوم.
البقاع
وفي البقاع رغم الانقسام حول شعار الثورة للتظاهر اليوم نزع سلاح “حزب الله” في وسط بيروت، اجمع الثوار على اسقاط حكومة “حزب الله”، وأن السلاح كما انه نقطة خلاف في التوقيت اثبت انه ليس نقطة وفاق وطني لبناني.
فشهد البقاع مشاركة حاشدة من ثوار البقاع الشمالي والاوسط والغربي على اختلاف انتماءاتهم، منهم المؤيد لنزع السلاح ، ومنهم من يعتبر الاولوية للوضع المعيشي وإستمرار الثورة على الفساد والمفسدين من اجل بناء دولة مدنية عادلة.
ثوار بعلبك الهرمل لاسقاط الحكومة
وشارك ثوار بعلبك والهرمل على طريقتهم من غالبية القرى متسلحين بشعار الدعوة لاسقاط الحكومة، وأن الوضع المعيشي لا يحتمل البقاء “متفرجين”،
ولفت الناشط علي مطر أن”الثورة مستمرة، لم ييأسوا ولم يستطع اي فريق التأثير عليهم، وقال “ملتزمين شعارات 17 تشرين الاول، المطتلبة بتحسين الوضع المعيشي والاجتماعي، ويصرون على المطالب باسقاط الحكومة وتعيين حكومة انتقالية من المستقلين، تعمل على استعادة الاموال المنهوبة، وقانون انتخابي نسبي عادل.
اما عن موضوع سلاح “حزب الله”، قال مطر ان “هذا الطرح من الطبيعي انه يضر الثورة لانه طرح خلافي وليس وفاقياً، ولكن ديمقراطياً من حق اي احد المطالبة، لضبط الدولة على اراضيها وان لا يكون سلاح غير سلاح الدولة.”
وفي البقاع الغربي والاوسط كانت المشاركة بارزة، للثوار من مختلف الاطياف الثورية، فلم يقتصر الحضور على فئة من دون الاخرى، حيث وحد الجميع “ضرورة تغيير المنظومة القائمة على الطائفية والمحاصصة”.
الثورة لا تجزأ
وأكد عضو لقاء تشرين الناشط اليساري محمد الشياح، لـ “مناشير” ان الثورة لا تجزأ، وأن التغيير لا يمكن ان يكون فقط في تأمين رغيف الخبز، صحيح ان موضضوع سلاح حزب الله يعتبره البعض نقطة خلافية بين المجموعات الثورية، انما لا يعني انه نقطة وفاقية، وبالتالي هذا السلاح تم نزع الشرعية الشعبية عنه، واستعار الشياح كلمات للشهيد سمير قصير، “عودوا الى الشارع تعودوا إلى الوضوح”، ليقول “عودوا إلى الوضوح وارجعوا للشارع ، اتينا للشارع كي نفعل الحوار الوطني و نوحد الخطاب السياسي” ، ولفت ان كل الطروحات السياسية إن لم تجد جمهورا تبقى كلاما فارغا “مهمتنا الأولية إحياء الشارع والحوار بهدف جبهة معارضة مستقلة”.
وقفة فلكورية مع السلاح في صور
وفي مشهد مدبر، وقف سبعة شبَّان يتبعون للشباب القومي العربي على مفرق العباسية لمدة ربع ساعة طالبوا فيها بعدم تطبيق القرار 1559 و بأهمية المحافظة على سلاح حزب الله.
و عند سؤالنا لأحد الموجودين عن سبب الوقفة قال لموقع “تيروس”: ” انا صديق السيد ع. ف. وطلب مني مساعدته و لم اكن اعرف السبب و لكني مع سلاح المقاومة و ضد هيمنة إيران على لبنان”.
ساحة العلم والسلاح
ورفض كل من الحزب الشيوعي ومجموعة “لهون وبس”، وبعض المستقلين رفضوا المشاركة في تظاهرة بيروت اليوم بل وحاولوا إفشالها حيث دعوا الناشط المحامي واصف الحركة لعقد ندوة في ساحة العلم.
وفعلاً لبَّى الحركة الدعوة في صور و لم يشارك في تظاهرة بيروت.
وقال أحد ثوار ساحة العلم :”لا نستطيع مواجهة حزب الله وجهاً لوجه لذا نتلطَّى وراء شعار ” كلُّن” و لم نشارك اليوم و لن نشارك مستقبلاً ليس حباً بسلاح حزب الله بل خوفاً من ردَّة فعلهم”.