تعمل الحكومة اللبنانية كسائر حكومات دول العالم على خفض الإجراءات الوقائية والتخفيف من حدّة التعبئة العامة التي فرضت على خلفية تفشي فيروس “كورونا”، لإعادة فتح البلاد تدريجيا، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية وعدم القدرة على تحمّل تبعات الاقفال. وفيما يسير لبنان وفقا لسياسة “مناعة القطيع” منذ عدّة أسابيع مع تخفيف الإجراءات وفتح معظم القطاعات منها المطاعم والحضانات والمسابح باستثناءات محدودة تخص المطار والملاهي الليلية الشواطئ العامة والحدائق، إضافة الى منع التجوّل بعد منتصف الليل. يتساءل المواطن اللبناني عن جدوى اعلان التعبئة العامة وتمديدها أصلا، لا سيما وانه يمكن القول ان البلد أعيد فتحه بالكامل تقريبا.
اقرأ أيضاً: مارديني لـ «جنوببة»: آلية لجم الدولار «خديعة رسمية»!
قرار سياسي لتمديد التعبئة العامة
وترى مصادر متابعة لـ “جنوبية”، انه صحيح أن فيروس “كورونا” لم ينحسر بشكل كامل، الا انه مختلف الدول رفعت القيود والإجراءات المتخذة نظرا لمدى الضغوطات الاقتصادية وثبوت ان ازمة فيروس “كورونا” طويلة وبالتالي لا يمكن الاستمرار بالإقفال. واستغربت المصادر نفسها، إصرار الحكومة على تمديد التعبئة العامة لا سيما مع تراجع الإجراءات بشكل شبه كامل، مشيرا ان “ثمة قرارا سياسيا يدعو الحكومة نحو تمديد التعبئة، في محاولة لتأخير الانفجار الشعبي”، لافتا الى كلام رئيس الحكومة حسان دياب يوم أمس الذي أشار فيه عن استغلال بعض خصوم الحكومة الأوضاع الاجتماعية والمعيشية الصعبة، لاستهداف الحكومة والتحريض على النزول إلى الشارع من خلال دفع أنصارهم للعودة إلى قطع الطرق وتنظيم تحركات هدفها استفزاز القوى الأمنية للصدام مع الناس واستثمار كل نقطة دم لزيادة الشحن والتحريض على الحكومة”.
قاطيشا: “فيروس كورونا غطى 3 أشهر على فشل الحكومة وجميع الوزراء
استغلال “كورونا” لتأخير انفجار الشارع
وفي هذا السياق، رأى عضو “الجمهورية القوية”، النائب وهبي قاطيشا في حديث لـ “جنوبية” أن “فيروس كورونا غطى 3 اشهر على فشل الحكومة وجميع الوزراء، مشيرا انه في الوقت الحالي تعمل الحكومة على استغلال الفرصة نظرا لأن خطر “كورونا” لم ينته عالميا، فتعمد الحكومة على تحذير المواطنين من الكورونا وزرع الفوضى”، مشددا انه “يوما ما سينفجر الشعب اللبناني على كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة والإصلاحات التي لم تقم بها”.
اقرأ أيضاً: تفلت من قبضة «التعبئة» لا الكورونا.. والثوار لا يهدأون و«الثنائي» يبيع الأوهام!
وشدد قاطيشا ان “يوم السبت هو يوم الفاصل، فالناس مدعوة للنزول الى ساحة الشهداء، وبالتالي حفلة الكباش ستكون بين المواطنين يوم السبت علما ان ثمة مواطنين سوف يترددوا بسبب كورونا والإجراءات الوقائية، هذا عدا عن نشر السلطات قوى أمنية للتضييق على المتظاهرين والتدقيق على قرار المفرد والمزدوج للسيارات. ولكن هذا لا يمنع ان ثمة إرادة لدى المواطنين للنزول الى الشارع لان الثورات لا تبدأ بصناديق الذخيرة انما تبدأ بإجراءات القمع والبطون الفارغة “.
