فقد طلع علينا منذ يومين الرئيس الممدد له للمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ بفرمان سلطوي يتطاول فيه على الحرية وقدسيتها عبر إتهام موقعي “جنوبية” و”المدن” بأنهما “يدعوان لعودة الثورة إلى الشارع وأنهما يمارسان المعارضة للعهد والحكومة عبر نشر مقالات مبنية على تحليلات يتم تظهيرها للرأي العام على أنها حقائق مضيفا أنها تقوم بحملة ممنهجة على الحكومة وإتهامها بأنها تقاد من حزب الله والتيار الوطني الحر”.
اقرأ أيضاً: «جنوبية» يقارع السلطة.. «تهمة لا ينكرها وشرف لا يدعيه»!
ليست المرة الأولى التي يتولى فيها محفوظ حملة على موقع “جنوبية ” فقد سبق أن فعلها دفاعا عن مستشفى الرسول الأعظم
الهجمة الغبية
لن ندخل في الأسباب السياسية أو ربما الشخصية التي تقف وراء هذه الهجمة المشبوهة والغبية في آن أقله من حيث توقيتها فيما العالم يحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة، وفي مضمونها البعيد كل البعد عن الفهم الصحيح لهذه المهنة ودورها في تنمية المجتمعات وتنويرها، وهي ليست المرة الأولى على أية حال التي يتولى فيها محفوظ حملة على موقع “جنوبية ” فقد سبق أن فعلها دفاعا عن مستشفى الرسول الأعظم منذ فترة غير بعيدة تعليقا على تقرير نشره الموقع مع بداية أزمة كورونا، وهو ما قد يعطي فكرة واضحة عن الأهداف والجهات التي يريد محفوظ إرضاءها وتقديم أوراق إعتماده أمامها ما قد يفيده في قادم الأيام والتعيينات عبر هذه التصرفات التي تنم عن كيدية بعيدة كل البعد عن الموضوعية والمسؤولية التي من المفروض أن يتحلى بها من كان في مثل مركزه. لن نخوض أكثر في هذا الجدال وخلفياته مع شخص هو في النهاية ممثل لهذه السلطة التي هي أصلا لا تحظى بثقة الشارع ولا الثورة التي هي بنظره “تهمة” تلقى في وجه الآخرين، بينما الدعوة لها والدفاع عنها هو بالنسبة لنا وسام شرف على صدر كل من يكتب في هذا الموقع. لهذه السلطة وأبواقها نقول : لكم إعلامكم … ولنا إعلامنا…
اقرأ أيضاً: رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية «ينتفضون» بوجه تسلط محفوظ.. أين وزيرة الإعلام؟!
إعلامكم تطبيل وتزمير وتضليل، وإعلامنا رأي حر وقضية واضحة وتنوير. إعلامكم إعلام السلطة والزعيم والمصرف بكل فسادهم، وإعلامنا إعلام الثورة والمواطن والمودع بكل نقاوتهم .إعلامكم “يغطي” المشاكل وعورة السلطة ويسدل الستار عليها، وإعلامنا يكشف ويحقق ويتابع وينتقد من أجل الإصلاح. لكم إعلامكم المدجن وسلطتكم الفاجرة وزعيمكم الصنم، ولنا إعلامنا الحر وثورتنا الشريفة وشعبنا الحي. وسننتصر ولو بعد حين.