رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية «ينتفضون» بوجه تسلط محفوظ.. أين وزيرة الإعلام؟!

منال عبد الصمد عبدالهادي محفوظ

أسلوبٌ جديد من الترهيب والتهديد يواجهه الصحافيون عام 2020 لم تشهده الصحافة اللبنانية من قبل، من خلال محاولات عدّة لتطويعهم وجعلهم أبواقاً للسلطة، بشكلٍ علني وواضح وأمام عدسات الكاميرات وعلى مسمع وزيرة الإعلام في حكومة “الإختصاصيين”، منال عبدالصمد، حيث بات إنتقاد أداء الحكومة أو السلطة الحاكمة إثمناً، و”يتوجب” على “المجلس” المتسلّق على أكتاف الصحافة الإلكترونية، “مُحاسبته”!

هو دورٌ جديد يسعى اليه رئيس المجلس الوطني للإعلام عبدالهادي محفوظ، ليكون سيفاً مسلّطاً على رقاب الصحافيين، علّه يستطيع تقييد كلماتهم ونصوصهم التي باتت حرّة، شاء محفوظ أم أبى، بفعل الفضاء الإعلامي الحر الذي وهبته الشبكة العنكبوتية على خلاف محطات التلفزة أو الجرائد، الى أن باتت آمال محفوظ بوضع يده على هذا القطاع الحر والمتحرر متبخرة حتّى قبل التفكير بها!

إقرأ أيضاً: اعلاميون وصحافيون يتضامنون مع «جنوبية»: المجلس الوطني أداة للسلطة ويقمع الحريات!

ففي سابقة لم يجرؤ على القيام بها أي مسؤول مهما علا شانه في الدولة اللبنانية، شنّ محفوظ أمس الثلاثاء، حملة على موقعي “جنوبية” و”المدن”، والتهمة انتقادهما للحكومة والعهد وتغطيتهم تحركات الثوّار، بلغ حدّ تلويح محفوظ بتحويل الامر الى جرائم المعلوماتية، ليضرب بعرض الحائط مبدأ الحريات التي يفتخر بها لبنان عموماً، وحرية الإعلام خصوصاً المحمية في الدستور اللبناني.

صرخة رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية

بعد كلام محفوظ المُسيء للصحافة والصحافيين أطلق رؤساء تحرير المواقع الإلكترونية صرخة تضامنية مع موقع “جنوبية” و”المدن” تجلّت في بيانات تستنكر ما قيل، متسائلين عن دور وزير الإعلام منال عبدالصمد!

“الكلمة أونلاين”

من جهته لفت رئيس تحرير موقع “الكلمة أونلاين” سيمون أبو فاضل في حديث لموقع “جنوبية” الى أنه من “المستغرب مهاجمة مسؤول بموقع إعلامي، مواقع إعلامية لها مصداقيتها وتتابع الأخبار بموضوعية، وقد أخطأ عبد الهادي محفوظ بحق الإعلام وهاجمه كأنه خصم وهذه الحسابات الشخصية التي يدخلها عبد الهادي بهدف إرضاء السلطة اعتدنا عليها في زمن الوصاية في فلك هذه المجموعات التي تستجدي رضى الوصاية”.

سيمون أبوفاضل (موقع الكلمة أونلاين)

أضاف: “يسعى عبدالهادي محفوظ اليوم لدور شبيه لحسابات خاصة لعل ذلك يستطيع إبقاءه في موقعه”، لافتاً الى أننا “اليوم نحن في عام ٢٠٢٠ أي في مكان آخر، يعني عندما تولى عبد الهادي منصبه لم يكن العالم مثل ما هو اليوم فعليه أن يواكب ويجاري التطورات وعليه عدم التعرض للإعلام لحسابات خاصة لأنها نقطة سوداء سجلت في مساره”.

وختم أبوفاضل: “هو في الأصل ليس له دور في الإعلام فهو يدخل ذاته في هذا القطاع لتسويقها لحسابات سياسية مذهبية. وهو في المعنى المجازي قام بجرم عليه الإعتذار عنه”.

“ليبانون ديبايت”

من جهته، عبّر رئيس تحرير موقع “ليبانون ديبايت” ميشال قنبور عن رفضه لما جاء على لسان محفوظ، وقال قنبور في حديث لموقع “جنوبية”: “لا يحق لأي جهة “وزارة، نقابة الصحافة، نقابة المحررين” أن تعتبر نفسها وصي على هذا القطاع وتخلق أعراف وممارسات تكرس أمر واقع في خال إقرار أي قانون بمرحلة لاحقة. وهذا الشيء نحن نرفضه ونحن مطالبتنا الوحيدة والدائمة منذ عشر سنوات للجنة الإتصالات والإعلام النيابية بالتعاون مع وزارة الإعلام والمواقع الإلكترونية الغير الوهمية أن يصدروا قانون الإعلام الإلكتروني الذي هو ضمانتنا ، أنا ضمانتي ليست ممارسات خاطئة، ولا ممارسات إستنسابية ، ولا ممارسات خارج القانون، أنا ضمانتي هو قانون يضمن لي حقوقي وحقوق العاملين في الإعلام الإلكتروني. وهذه الدولة لا تزال مقصرة ونتيجة تقصيرها تنتج هذه المواضيع”.

ميشال قنبور (رئيس تحرير موقع ليبانون ديبايت)

أضاف قنبور: “محفوظ يتخطى القوانين و”يستلشق” بإصدار تراخيص لمواقع حسب المحسوبيات، وبطبيعة الحال هناك سبب لما يقوم به ولكن لا أريد أن أحكم على النوايا بل أريد أن أحكم على الوقائع التي يوجد فيها شيء غير قانوني شيء شاذ”.

وتسائل: “منذ متى تقف الدولة أو المجلس الوطني للإعلام لإدانة وسائل إعلامية؟ في الوقت الذي يجب أن يكونوا فيها سنداً لهذه المواقع، إذ كان على محفوظ أن يكون سنداً للإعلام ولحرية الإعلام وهذا الإعلام الإلكتروني عليه ان يبقى فضاءاً حراً، إذ نتفاجئ بالتصاريح التي يأخذها التي لا تشبهنا ولا تشبه لبنان لأننا لم نرَ يوماً سلطة قمعية تملي على الإعلام ما يجب أن يقوله ويفعله”.

وختم: “منذ تأسيس لبنان إلى اليوم لم يتجرّأ مسؤول رسمي أن يفعل ما فعله عبد الهادي فهو يذكرنا بنظام الرجل الواحد والحزب الواحد والإعلام الرسمي الواحد”.

موقع الـMTV

كما وتسائل رئيس تحرير موقع الـ”MTV” داني حدّاد عن دور وزيرة الإعلام منال عبدالصمد، في حال وُجد أن محفوظ تخطى دوره كرئيس المجلس الوطني للإعلام الى تبنّيه دوراً رقابياً، قائلاً في حديث لـ”جنوبية”: “لماذا لا تضع وزيرة الإعلام حدّاً لمحفوظ”.

أضاف: “في صلب النظام الداخلي للمجلس، لا يوجد ذكر للمواقع الإلكترونية، هذا الدور الذي يمارسه محفوظ أُعطي له من قبل وزارة الإعلام، وفي حال يجب أن يُسحب منه هذا الدور، فيجب أن يتم من خلال وزيرة الإعلام”.

داني حداد ( رئيس تحرير موقع الـmtv)

وختم حداد: “يجب تنظيم عمل المواقع الإلكترونية بطبيعة الحال، والمخوّل الوحيد بتنظيمها هي وزارة الإعلام فقط لا غير حسب القوانين المرعية الإجراء، لأن عدد المواقع كبير جداً بالنسبة لعدد الجمهور في لبنان”.

حنا صالح

من جهته علّق الصحافي حنا صالح على كلام محفوظ ودوره المكلف به، قائلاً: “الدور الذي بدأ المجلس الوطني للاعلام الترويج له تجاوز كل الخطوط الحمر، من خلال توجه واضح يستهدف فرض طوقٍ على ثورة تشرين، ظناً أن ذلك يغيب صوتها والصورة والتأثير! فإلى السعي لإحداث تركيبة طائفية ( شيعية) للاعلام اللالكتروني،( الصحافة المكتوبة للسنة، ونقابة المحررين وهي وهمية للمسيحيين)، برز تكيف المجلس المذكور بدور قمعي يستهدف كسر الأقلام وتكميم الأفواه يعتبر أن توجيه النقد للرئاسة والحكومة تهمة وجريمة مدانة. كل ذلك يقع خارج الصلاحيات والدور المحدد قانوناً لعمل المجلس”!

حنّا صالح (صحافي لبناني)

أضاف صالح “كان لافتاً أن يشن المجلس المذكور حملة استهدفت بالاسم “المدن” و”جنوبية” وآخرين يعتمدون النشر الالكتروني، فاستفظع الانتماء للشعب والانحياز إلى صوت الناس وإبراز مطالب الموجوعين، ويظهر بيان المجلس اتجاهاً لملاحقة كل صوتٍ معارض للقصر والحكومة، ولفت البيان التنديد بنشر مقالات تدعو إلى العودة إلى الشارع وإلى عودة ثورة تشرين، كاشفاً عن دور بوليسي جرى تكليفه به لأنه من غير الجائز القول أن حكومة الدمى تحركها من الخلف الحكومة الحقيقية ممثلة بـ”الثنائي القائد””!

وختم: “يتنطح هذا المجلس لدور أكبر بكثير من حجمه وفاته أنه حتى الاحتلال السوري لم يتمكن في كل وقت من ممارسة قمع منفلت للاعلام وحرية الرأي! وكي تكتمل الصورة وغياب أي جديد بشأن الممارسات القمعية ضد المتظاهرين، جرت ليلاً مداهمات واعتقالات في عين الرمانة والشفرولية وتردد أنه تم توقيف شبانٍ على خلفية التظاهر والأمر يثير القلق الكبير”.

السابق
جعجع يشرح سبب مشاركته بلقاء بعبدا: ضد سياسات العهد.. ولكن!
التالي
نتفلكس تطرح فيلم وثائقي عن حياة ميشيل أوباما!