مسلسل درامي يخترق السجون اللبنانية ويثير الجدل حول فساد رجال شرطة!

ماغي ابوغصن

كثيراً ما يجد الكاتب الدرامي في قصص السجون ملعب متسع للأحداث والتشويق، هكذا قدّم مؤخراً فيلم “معجزة في الزنزانة رقم 7” في تركيا وحصد مشاهدة عالية في لبنان، لكن موسم دراما 2020 أنتج ضمن لبنان مسلسل مشتركاً جاءت حلقاته مثيرة للجدل منذ انطلاق العرض.

“أولاد آدم” أو أولاد الخطيئة كما ارتأى الكاتب السوري الشاب رامي كوسا رؤيتهم منطلقاً في تصوره للأحداث من أربعة شخصيات رئيسية تتقاطع فيما بينها بالفساد المستشري والذي ياخذ أشكالاً متعددة، هكذا نتعرف على “غسان- مكسيم خليل” الإعلامي التلفزيوني الذي يقدم برنامجاً للإصلاح الاجتماعي وحل المشاكل في حين يعيش حالة هوس جنسي تدفعه لاستغلال النساء بشكل جنوني واختراق هواتف زميلاته في العمل لابتزازهن بشكل جنسي.

أخرج المسلسل الدراما المشتركة من صورتها التقليدية لكنه تأرجح في نقل واقع متوازن

الجنس لا يغيب عن “سعد- قيس الشيخ نجيب” الشخصية الثانية والذي يظهر كشاب سوري يعيش بشكل مخالف في لبنان، يضع عصبة سوداء على عينه اليسرى ومع ذلك يتنقل بكل سهولة على الموتسيكل في أرجاء بيروت، في حين يمارس الجنس مقابل دفع المال للفتيات ومهنته في الحياة السرقة، حيث يسرق حقائب السيدات وفي ذات الوقت يحاول أن يظهر عنفواناً لا طائل له أظهر الشخصية بشكل مستفز.

الابتزاز أيضاً من سمات شخصية “مايا- دانييلا رحمة” والتي تعمل كراقصة في ملهى ليلي، وتبدو ضعيفة وقوية في آن واحد، ورغم بروز أداء دانييلا بشكل متقدم عن المواسم السابقة، لكن الشخصية لم تخرج من نطاق فساد الشخصيات غير المبرر له خاصة في علاقتها مع ضابط الشرطة “طلال الجردي” والذي يلعب دور رجل أمن عام فاسد يعمل بالرشوة ويدخل حبوب مخدرة إلى السجن.

إقرأ أيضاً: أخطاء الحلقات الأولى.. حين تخطت المبالغة واقعية الأداء!

القاضية “ديما-ماغي أبوغصن” رابع الأبطال والتي تلعب دور عصامية لكنها تخفي ماضي تشوبه أخطاء وتعيش صراع بين مهنتها التي تستوجب الالتزام وتاريخ العائلة المليء بالعيوب.

الحلقة الأولى التي بدأت سير الحكاية بعرض التواطئ بين سعد ورجل الأمن، توسعت لتظهر الرشوة لدى رجال الأمن المشرفين على السجن حيث تجري الأحداث، وعلاقة تربط بين امرأة سجينة تتزعم الزنزانة ورجل نافذ بالدولة يهابه جميع رجال الأمن العام في السجن.

هذا ما أثار غضب ناشطين على تويتر وجدوا في العمل مبالغة لا طائل منها وإساءة لصورة رجل الأمن العام، حيث لم تتوازن صورة الضباط بل ظهرت جميع شخصيات العمل مخطئة على خط واحد. وإذا جاء النقد ليس ليكذب صورة الأخطاء في مجتمع معقد التفاصيل والبنية كالمجتمع اللبناني لكن في تورط الدراما في انتقاء صور معينة من الواقع وإظهار الأخطاء على أنها فردية.

السابق
هجوم ناري من الحريري على باسيل: حزب الله يتحمل المسؤولية!
التالي
الحكومة تقر بالاجماع الخطة الاقتصادية المالية.. ودياب: اليوم نقطة تحول لبلدنا!