هل تساعد بلازما الدم في مكافحة فيروس كورونا المستجد؟

بلازما الدم
انتشرت في الأونة الأخيرة أخبار حول إمكانية استخدام صفائح بلازما الدم البشرية لمحاربة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إليكم التفاصيل.

يمكن تعريف بلازما الدم بأنها أحد مكونات الدم وهي مادة سائلة شفافة تميل الى اللون الأصفر، وتمثل جزءاً من داخل الأوعية للسائل البراني.

تشكل بلازما الدم حوالي 55% من إجمالي حجم الدم في جسم الإنسان. وللبلازما الدم دور مهم في انتقال الماء والأملاح والمواد الغذائية، كالسكريات والفيتامينات والهرومونات، كذلك تعمل على نقل نواتج عملية الأيض.

وتحتوي البلازما على مواد ذات أوزان جزيئية عالية أو منخفضة والتي تكون حوالي 10% من حجمه، حيث أنها تتكون من:

  • صوديوم بمعدل 135-145
  • بوتاسيوم بمعدل 3.6-5.1
  • كلوريد بمعدل 95-105
  • كالسيوم بمعدل 2.0

وأعلن الأطباء في نيويورك عن البدء بإستخدام بلازما الدم وتجربته على أشخاص كانوا قد أصيبوا بالفيروس وتمت معالجتهم.

وأوضح الأطباء أن بلازما الدم غنية بالبروتينات والأجسام المضادة التي قام الجهاز المناعي بإنتاجها من أجل محاربة الفيروس لدى المرضى، وبالتالي فإن البلازما قد يساعد عبر التخفيف من أعراضها وعلاج المصابين الذين يعانون من أعراض شديدة.

وأفاد الأطباء أيضاً أن استخدام تقنية بلازما الدم ليست جديدة، وثبتت فعاليتها في فترة إنتشار فيوس الإيبولا والسارس والإنفلونزا “H1N1”.

بلازما الدم
بلازما الدم

اقرأ أيضاً: هل علاج الملاريا فعّال لمكافحة كورونا؟

وقال الدكتور “ديفيد ريش” من مستشفى “Mount Sinai Hospital” أنه من الصعب جداً تحديد تقنية استخدام بلازما الدم على مرضى كورونا دون تجربتها، إذ يجب تجربتها أولاً على الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس.

لذلك تم أخذ عينات بلازما الدم من أشخاص كانوا قد أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، وتم علاجهم ولم تظهر عليهم أعراض لمدة 14 يوماً، ومن الضريوي خضوعهم لفحص الفيروس على أن يكون الفحص سلبياً، ووجود مستويات عالية من الأجسام المضادة.

يذكر أن الأجسام المضادة عادة تبقى في بلازما الدم لمدة شهر تقريباً، لذا يؤكد الأطباء أن كل عملية تبرع ببلازما الدم يمكن أن تنقذ حياة من 3-4 أشخاص.

شروط المتبرع والمتلقي

  • المتبرع: يجب أن يكون جسم المتبرع بالبلازما خالياً من الأمراض المزمنة خصوصاً تلك التي تنتقل عبر الدم كالفيروسات الكبدية، ويفضل أن يكون المتبرع ذكراً وليس أنثى، والأهم أن يكون أصيب بالفيروس وشفي منه قبل 28 يوماً على الأقل.
  • المتلقي: لا يجب أن يكون لدى المتلقي أي تحسس ضد عناصر الدم، كما يوجد مانع استعمال نسبي للبلازما لدى بعض المتلقين، كمرضى قصور القلب، لأن حجم البلازما التي يتلقاها المريض حينها قد يشكل لديه انتكاسة.

ويقول مسؤول قسم مكافحة العدوى في مستشفى السان جورج د.عباس فاضل أنه منذ بداية تخصيص مستشفى “السان جورج” للعناية بمرضى كورونا، كانت فكرة العلاج بالبلازما موجودة، وتم التواصل مع القائمين على بنك الدم في مستشفى الرسول (ص) الذي بدأ يتواصل مع الناس الذين لديهم استعداد للتبرع وجمع البلازما من كافة فئات الدم، والمرضى المناسبين لتلقي العلاج بالبلازما، نطلب لهم البلازما المناسبة من بنك الدم وفي أغلب الأحيان تكون هذه البلازما متوفرة”.

العلاجات الأخرى لفيروس كورونا

بحسب د. فاضل، فإن لجنة بروتوكولات طبية من مستشفى “السان جورج” تجتمع بشكل دوري للإطلاع على آخر علاجات الكورونا ونطور هذه البروتوكولات وفق الدراسات المحدثة، ويوجد مجموعة علاجات تعطى للمرضى الذين يحتاجون الى دخول المستشفى، ومن بينها الكورتيزون، كما بات من المعروف أن كورونا هي من الفيروسات التي من الممكن أن تسبب تجلطات، وبالتالي فإن المسيلات باتت جزءاً لا يتجزأ من علاج كورونا “على مستوى الوقاية أو العلاج للتجلطات”.

كما أثبتت الأدوية المضادة للفيروسات بشكل مباشر فعاليتها نسبياً كعامل مساعد للعلاج في الحالات المتوسطة الى الشديدة، يقول د. فاضل: “في الحالات التي لا تحتاج الى عناية مشددة، ونحن نستخدم “ريمديسيفير” وقد أثبت فعالية لدى المرضى الذين لم يصلوا الى مرحلة العناية المشددة”.

في الخلاصة، يشدد مسؤول قسم مكافحة العدوى في مستشفى السان جورج على أن العلاج الأفضل لفيروس كورونا هو الوقاية والالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المكتظة والأعراس.

السابق
بري مستاء.. دياب وُرّط بمواجهات مع تيارات كبرى
التالي
هذه قصة صراع «حزب الله» مع المصارف.. والدولار الى 10 آلاف ليرة!