هل النساء والأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟

فيروس كورونا
يبدو أن النساء والأطفال مقارنة مع الفئات العمرية هم أقل عرضة للوفاة من الرجال بسبب فيروس كورونا، لنكتشف معاً عبر هذا المقال.

معظم المصابين بفيروس كورونا يعانون من أعراض خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا المعتادة، لكن الوضع يصبح أكثر وضوحاً في حالات الإصابة والتي كثيراً ما تسبب خطراً على الحياة.

وبحسب إحدى الدراسات والتي شملت حوالي 44 ألف شخص، بلغت نسبة الوفيات من الرجال حوالي 32%، بينما بلغت لدى النساء حوالي 25.8%، أما عند الأطفال والمراهقين فبلغت النسبة 0.2%، في حين بلغت 35.9% لدى كبار السن من بينهم 14.8% تخطوا الـ80 عاماً.

اقرأ أيضاً: ما نوع الكمامة التي تحميك من فيروس كورونا؟

هل الأطفال والنساء هم أقل عرضة للإصابة؟ وما الذي ينقذ حياتهم؟ وهل هناك خطر على المرأة الحامل؟

هناك سببان لهذه النتيجة، إما أن تكون هذه الفئات أقل عرضة للإصابة في الدرجة الأولى، أو أن تكون أجسامهم قادرة على التعامل مع الفيروس، فعادةً عندما يتفشى فيروس جديد يصاب الجميع به والسبب هو عدم وجود مناعة ضد هذا الفيروس إذ لم يتعرّض له أحد من قبل.

فعلى الرغم من أن المراحل الأولى من تفشي المرض قد يكون إحتمال الأطفال ضئيلاً، لكن بحسب الأطباء يجب على الأهل حماية أطفالهم لتراجع نسبة العدوى بين الأطفال، ومن المعتاد أن يكون الأطفال أقل من 5 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة جراء الإصابة بالفيروس، كضعف في الجهاز التنفسي.

وهناك اختلاف بين أجهزة المناعة لدى الأطفال والبالغين، ففي مرحلة الطفولة تكون المناعة غير ناضجة وتبالغ كثيراً في ردّة فعلها وها هو سبب ظهور الحمى لدى صغار السن، ويعدّ فرط جهاز المناعة أمراً خطيراً حيث يمكن أن يسبب ضرراً لباقي الجسد، وهو أحد الأسباب التي تجعل من السهل إصابة هذا العمر بفيروس كورونا ويجعله مميتاً.

فمن الأفضل التعرّض لبعض الأمراض في مرحلة الطفولة، كالجديري والحصبة، وذلك لتباين الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع المرض في مراحل العمر المختلفة.

النساء والأطفال هم أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا
النساء والأطفال هم أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا

وهناك نوع معين من البروتين يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لذا فيمكن للنساء تعويض ذلك لأن لديها نسختين من كروموسوم “إكس” في حين أن الرجال لديهم نسخة واحدة فقط.

وقد يكون لهرمون “الإستروجين” آثار واقية لدى النساء، وعادةً ما تكون صحة الرجال أسوأ من صحة النساء وذلك بسبب نمط الحياة الغير صحي كالتدخين مثلاً، إذ تشير الإحصائيات في الصين أن نسبة الرجال المدخنين تبلغ 53% بينما النساء يبلغن 3%، وبالتالي فإن رئاتهم قد تتعرّض بالفعل للخطر، ويبقى الفرق واضحاً بين الرجال والنساء وطريقة تعامل أجهزة المناعة كلاهما مع الفيروس.

ويقول بوفيسور “بول هانتر” في جامعة إيست أنغليا، أن هناك اختلافاً في استجابة مناعة النساء للعدوى، فهنّ أقل عرضة للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية التي تهاجم الجسم نفسه، حيث يوجد في جسم النساء إنتاج لأجسام مضادة بشكلٍ أفضل مع لقاحات الإنفلونزا.

بحسب العلماء، يؤثر الحمل على الجسد كثيراً ويضعف جهاز المناعة، هذا ما يمنع الجسم من رفض الجنين في الرحم، ما يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، حيث تزيد نسبة خطر وفاة النساء الحوامل بهذا المرض مقارنةً بغير الحوامل.

الرجال هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
الرجال هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا

لماذا يؤدي فيروس كورونا الى الوفاة؟ ولماذا تزيد نسبة الوفيات لدى كبار السن؟

تبدأ أعراض فيروس كورونا بإرتفاع درجة الحرارة أولاً ثم السعال، وهي نفس الأعراض التي تصيبنا في فصل الشتاء، لكن عند الإصابة يمكن للفيروس بأن يقوم برّد فعل مبالغ فيه لدى الجهاز المناعي، بحيث تكون الأعراض أكثر خطورة كضيف نفس حاد ناجم عن التهاب رئوي.

ويأتي هذا الإلتهاب علامة على ضرورة محاربة العدوى وإصلاح ما تم إفساده وتنطبق على إلتهابات الجروح، لكن عندما يكون الالتهاب داخل الجسم يصبح الوضع أكثر تعقيداً، فإذا لم يتمكن جهاز المناعة من التغلب على الفيروس سينتشر في النهاية في كل ركن من أركان الجسم، عندها لا يمكن لتلك الأعضاء أن تقوم بدورها الطبيعي ما يؤدي الى الموت.

وفي حال عدم قدرة الرئة بالحصول على ما يكفي من الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون من الدم، يمكن أن يمنع الكلى أيضاً تنظيف الدم ما قد يتلف بطانة الأمعاء.

لذا هناك سببان لضعف جهاز المناعة وعدم قدرة الشخص بالتعامل مع المرض، أولها التقدم في السنّ، إذ أن الأجسام المضادة التي تنتجها في سن الـ70 أقل جودة من تلك التي ينتجها جسم الشباب في عمر الـ20، فالأعضاء التي استهلكت مع مرور العمر تترك الجسم أكثر عرضة لمواجهة المرض.

وتجدر الإشارة، أن المتقدمين في السن من الممكن أن تكون كليتهم تعمل بنسبة 60% من قوتها، ما قد يسبب الإصابة بالفيروس عندها من الطبيعي جداً أن تتوقف الكِلية عن العمل، مما يشكل خطراً على حياتهم.

كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
السابق
مجدداً.. السفارة الأميركية في بغداد بمرمى هجوم صاروخي!
التالي
حزب الله يختبر «المقاومة المجتمعية» ضد «كورونا»: لوجه الله!