حراك صور يتصدى للكورونا بلا تمييز رغم الإمكانات المتواضعة!

حراك صور
تضافرت جهود الناشطين في حراك صور، فبرزت منذ المراحل الأولى لإنتشار فيروس "كورونا" حيث لم تكن السلطات المحليّة كالبلديات قد تحرّكت بعد. وتنوّعت تقديمات شباب الحراك بين الفنيّ والتوعويّ والإعلاميّ.

عرض ناشط بارز في حراك صور، فضلّ عدم الكشف عن إسمه،  لأنشطة الحراك ما بعد الأزمة، إذ تم  إلغاء التجمّع داخل الخيم، وأوقفت الندوات، واقتصر العمل على الإنتشار خارج الخيم، مع تخفيف الوجود، كما تم اعتماد الكمامات وعدم المصافحة، وعدم التقبيل، والتباعد بالمسافات بينهم، وتهوئة الخيم وتعريضها لأشعة الشمس”. 

توعية العاملين في الأسواق

وأوضح أن “الحراك كان محصورا بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني في المرحلة الأولى بأهالي المنطقة، من خلال زيارة المحال الموجودة في السوق، وتوعية العاملين فيها حول التعقيم وغسل اليدين، وعدم المصافحة، وكيفية انتقال فيروس “الكورونا”، كما تم أيضاً توزيع مناشير حول التوعية الصحيحة وغيرالمزّيفة عن “الكورونا”.وكشف الناشط في حراك صور، انه تم التواصل مع ناشطين في الصين بهدف التزود بالمعلومات الصحيحة والمؤكدة، ونشرها على مجموعات ”  الواتس اب”.

التبرعات متواضعة

وشدد على أن “المساعدات الأولى كانت توعوية، والثانية تمت من خلال وضع جميع الناشطين تحت تصرّف الأهالي الذين وضعوا أنفسهم فيما يعرف بـ”الحجر الصحيّ المنزلي”، وأما الذين يريدون التسوق فحرى تزويدهم بأرقام التلفونات للناشطين ليكونوا بخدمتهم، وللتواصل معهم، إضافة إلى التبرعات، أو الأصح الإستعانة بالتبرعات القائمة، التي هي للأسف كانت متواضعة وضعيفة”.

جرى التواصل  مع ناشطين في الصين من أجل تزويد ناشطي الحراك بالمعلومات الصحيحة والمؤكدة

أما “نوع المساعدة فقد اقتصر على التوعيّة، كما ذكرت، والإنخراط الكامل مع المؤسسات المستقلّة عن السلطة، التي تتعاطى بهذا الشأن، من بينها “حملة الصمود الشعبيّ” التي أطلقها إتحاد الشباب الديموقراطي، وحملات التوعية في “الصليب الأحمر”.

فريق المتطوعين كبير 

أما “عدد فريق المتطوعين فهو بعدد فريق الناشطين، لدرجة اننا كنا بحاجة للتقليل منهم وانتقاء البعض، فلا يُصاب عدد كبير منهم فينتشر المرض، وكان العدد كبيرا جدا لدرجة إننا نحاول التقليل من انتشارهم دفعة واحدة”.

حراك صور
حراك صور يتصدى للكورونا

مساعداتنا منا وفينا

أما من يمدّ الناشطين في حراك صور بالمساعدات، فقد أكد أنها “مساعدات محلية، وهي “منّا وفينا”، فلا جهات مموّلة، ولا أحد يساعدنا، ولذا هي ضعيفة أمام ما تقدّمه أحزاب السلطة خاصة أنهم ينتقون من يريدون مساعدته، فلا تصل مساعداتهم إلى الفقراء. فهم لا يتوجهون إلى الأماكن الفقيرة بشكل فعليّ، مع عدم تحديدهم لأعداد من يواجه ظروفا إقتصادية سيئة”.

العمل الأكثر فعالية

وأضاف: “أما العمل الأكثر قدرة عليه كناشطين في حراك صور، فهو “الأطر التوعوية حيث بدأ يُنتج فيديوهات قصيرة، وبوّزع منشورات وقصاصات،  وإجراء حوارات مع أناس كانت لا تزال مستهزئة بموضوع الوقاية قبل أن تعلن السلطات الرسميّة الحجر”. وإنتقد” تأخر خطوات الوزرات المعنيّة كوزارة الصحة والتربية والبلدية، باستمهال اعلان موضوع الحجر، وجرى ملاحقة البلديات لتعقيم الأماكن التي لا تهتم فيها أصلا خاصة ضواحي صور، التي تضمّ مناطق شاسعة حيث تتراخى البلديات فيها بسبب عدم وجود ناخبين لها”.و تابع وقد إتخذت “التوعية التي أطلقها شباب الحراك عددا من الأشكال، وهي تختلف ما بين الفنيّ والثقافيّ إضافة إلى أمور لوجستية أخرى”.

تنوّعت تقديمات شباب الحراك بين الفنيّ والتوعويّ والإعلاميّ

وشدد على ان “الناشطين في صور بين أبناء المنطقة يبتعدون عن اي  تمييز طائفي،  أو مذهبي، أو حزبي، أو مناطقي. وبالتالي بالنسبة للناشطين إن أهالي وسكان صور ومحيطها يستحقون الإهتمام من ناحية الدعم العام، و وهم يتفوقون بعملهم ما تروجه السلطات الرسميّة وقولا لا فعلا”.

السابق
رسالة إلى مي خريش: لا وقت لعلاج «مرضى» غير الكورونا!
التالي
«التعبئة العامة» تتهاوى من البقاع إلى الجنوب..و«جرعة زائدة» لإجراءات لا تُغني من«كورونا»!