«التعبئة العامة» تتهاوى من البقاع إلى الجنوب..و«جرعة زائدة» لإجراءات لا تُغني من«كورونا»!

الحواجز مستمرة على مداخل القرى في البقاع
"التعبئة العامة" سقطت بالضربة القاضية في البقاع والجنوب، ورغم تمديد الحكومة لها فإنها ستكون بلا طائل في ظل السماح الموجود للتجول وامكانية نشر "الكورونا" في اي منطقة وبأعداد كبيرة. (بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس")

في خطوة مستغربة جديدة، رواحت الحكومة ومجلس الدفاع الاعلى مكانهما مع التمديد لـ”التعبئة العامة” لاسبوعين جديدين مع مزيد من التشدد ومنع التجول المسائي وإقفال المحال المتعلقة بالغذاء والمأكل من السابعة ليلاً وحتى الخامسة صباحاً، بدل ان تستعين بالحل الامثل واعلان الطوارىء العامة بكل احكامها لاسبوعين قابلة للتمديد وفق الحاجة.

ويبدو ان الحكومة تهرب نحو الهاوية في ظل كباش القوى داخلها وخارجها وفي خضم ارتباك وتوزيع ادوار وفشل وتقصير وسوء تقدير تعانيه الامر الذي سيوصل البلد الى بؤرة “كورونا” مجنونة ولن تبقي ولن تذر.

إقرأ أيضاً: حراك صور يتصدى للكورونا بلا تمييز رغم الإمكانات المتواضعة!

وفي حصيلة تؤكد ان 15 بالمئة من اللبنانيين يصابون يومياً بالـ”كورونا” هذا يعني ان منذ اليوم وحتى 12 نيسان سنصل الى 1000 اصابة على اقل تقدير اذا بقي المعدل نفسه يومياً وهذا امر من المستحيل التكهن به مع بقاء الناس على حريتها منذ الخامسة صباحاً وحتى السابعة مساء اي ان في اليوم الواحد يمكن ان يصاب الف مواطن على اقل تقدير اذا انتشر الوباء علماً ان في البلاد الموبوءة بالحد الادنى يصارب بين 1500 و2000 اصابة يومياً.

لمست مصادر امنية بقاعية متابعة لموضوع “التعبئة العامة”من خلال الدوريات الامنية إرتفاع نسبة المخالفات وعدم التزام المؤسسات التجارية في الاقفال وعدم التزام المواطنين

في المقابل بلغ التراخي في البقاع والجنوب اشده في موضوع “التعبئة العامة”، اذ خرج الناس بشكل اعتيادي لتحصيل لقمة العيش والعودة الى اعمالهم واشغالهم في ظل شعورهم انهم متروكين لقدرهم وهذا الامر ان دل على شيء انما يدل على انعدام الثقة بين الحكومة وشعبها وبين الشعب والقوى السياسية المهيمنة التي رأت في أزمة “كورونا” الدجاجة التي تبيض ذهباً شعبوياً.

البقاع

 وتراخى البقاعيون في تشددهم اتجاه الحجر المنزلي، وارتفعت نسبة الحركة على الطرقات العامة والفرعية، من ساعات الصباح حتى المساء، بشكل ملحوظ، وبالتالي بدا إعلان الحكومة عن منع التجوال اعتبارا من الساعة 7 مساء وحتى الـ 6 صباحا إعلاناً مساعداً لتجاوز القرار ولا يجدي نفعاً بل يساهم ويساعد في مخالفة القانون بعدما أثبتت “التعبئة العامة” فشلها.

فشل التعبئة العامة

والتقت آراء المواطنين مع مواقف امنيين يتابعون تطبيق “التعبئة العامة”، ويتخوفون من خطورة لتسرب “كورونا” الى البقاع لما له من خصوصيات. ما لم تعلن الحكومة حالة الطوارئ وتسليم الشارع للجيش.

 وتقول مصادر امنية متابعة لموضوع “التعبئة العامة”، انها لمست من خلال الدوريات الامنية إرتفاع نسبة المخالفات في عدم التزام المؤسسات التجارية في الاقفال وعدم التزام المواطنين، وعدم التزام الفانات، عدا عن ان “السوبرماركات” تستقبل الزبائن بأعداد كبيرة، كما أن غالبية المتجولين في الشارع لا يرتدون كمامات وهذا يدل عن ان هناك اناس مستهترة.

الشرطة البلدية لا تغني عن الجيش

وفي البقاع الاوسط يسأل شرطي بلدية عمن يردع الناس من الازدحام والهروب من المنازل مع ارتفاع درجات الحرارة، وقال ” نشاهد مشاهد مخيفة على الطرقات الفرعية بالقرى، الناس عم تكزدر بشكل مجموعات وللاسف لا أستطيع كشرطي بلدية أن امنعهم، لأن ما عندي الصلاحيات بردع الناس ومنعهم من التجول، اذا ما نزل الجيش ما بتلتزم الناس”.

البلديات تستمر بالتعقيم

وفي المقابل تستمر البلديات وجمعيات وناشطين في البقاع بحملات التعقيم في بلدات البقاع الشمالي بعلبك والهرمل وزحلة والبقاع الغربي وراشيا، اثر اقامة حواجز على مداخل البلدات ويجري عبرها قياس حرارة ركاب السيارة وتعقيم السيارات والاشخاص.

ويوم أمس أثار الاشتباه بإصابة مواطنة من بلدة المريجات البقاعية البلبلة، بين أبناء البلدة والبلدات المجاورة، خاصة أنها قادمة من المانيا هي وباقي افراد عائلتها، واثر حضورها الى مستشفى شتورا تم تحويلها الى مستشفى رفيق الحريري لإجراء الفحص المخبري لـ”كورونا”، واليوم صدرت نتيجة الفحص سلبية مما اراح البقاعيين، وبذلك بقي البقاعين الغربي والاوسط صفر اصابات.

وفي اطار متابعة “التعبئة العامة” لمديرية امن الدولة الاقليمية في البقاع قامت دورية باقفال محل لبيع المعقمات المزورة وغير المطابقة للمواصفات الصحية، في برالياس، كما قامت دورية ثانية بتوقيف خمسة صرافين في البقاع لعدم التزامهم بالسعر المحدد وعدم حيازتهم رخص من البنك المركزي.

صور

وفي قضاء صور، خرج الناس ولو بأعداد قليلة الى الشارع للتزود بالغذاء والدواء ومنهم عاد ليزاول اعماله كالمعتاد في ظل الفاقة والعوز والجوع. بينما علت الاصوات الرافضة لتولي احزاب الامر الواقع اي “الثنائي الشيعي” مهمة  الاستيلاء على الحصص الغذائية من خلال البلديات التابعة لهما وتوزيعها باستنسابية على المحازبين فقط.

وطالب سكان القضاء بالجيش ليشرف على التوزيع وفق حاجة الناس اليها وليس من باب التنفيعات والولاء.

علت الاصوات الرافضة في قضاء صور لاستيلاء “الثنائي الشيعي”على الحصص الغذائية من خلال البلديات التابعة لهما وتوزيعها باستنسابية على المحازبين فقط

وقالت (ج ص): “لا ثقه بأحد غير الجيش اللبناني. (كلهم كذابين بيوزعوا على مين معهم للاسف).

وهذا ما حصل بحرب تموز 2006 ورأيتهم بأم العين. وما وصل شيء للفقراء الا الفتات.”

وقال محمد الجمَّال من بلدة جويا: “”صحيح انني واحد من الَّذين صوَّتوا للمجلس البلدي الحالي و لأنني اعرفهم فلا دخل لي عندما يقدم لهم احد محازبيهم دعم مادي او عيني و يوزعوه على حاشيتهم، ولكن عندما تقدم الدولة للمواطن ومن المال العام فلن أرضى الا بإشراف من الجيش اللبناني و بعدم تدخل اي حزب و حتى البلدية تقدم مساعدة لوجستية و ليس أكثر”.

بنت جبيل

وقال الدكتور علي فضل الله من عيناثا: “نُثَمِّن جهود الجميع في خدمة الناس و ليس الوقت مناسب لننتقد أنفسنا و لكن يوجد عدد لا يستهان به سواء في بلدتنا او غيرها من العائلات الفقيرة و التي اصبحت تحتاج لإعانة لتنفذ حالة التعبئة المفروضة ونحن نعرف بأنه وفي الجنوب يتم التعامل مع كل شخص غير موالي للثنائي الشيعي و كأنه عدو لذا في حال قدمت الدولة مساعدات مادية او عينية اطلب بصفتي مواطن مسؤول ان تكون المساعدات بإشراف الجيش اللبناني”.

يارين

وقالت آلاء ابو دلّة: “من مجموعة شباب من بلدة يارين الجنوبية :”إنهم مجموعة شباب غير محازبين  ولا يتبعون أي من الزعامات همّهم مساعدة اهلهم وتقديم الخدمات لهم ليس طمعاً بشيء الا تنفيذاً للواجب في هكذا ظروف”.

وتابع: “عندما أطلقنا حملة الترعات تفاجئنا بمدى استعداد و حماس الناس فحصلنا على مبلغ كبير و لليوم الثاني نوزع المساعدات على اهلنا و سننتقل إلى القرى القريبة منّا كما سنباشر بحملة فحص مجاني سننطلق من ضيعتنا يارين إلى باقي البلدات.”

توزيع حصص تموينية بجهود شبابية في الجنوب
توزيع حصص تموينية بجهود شبابية في الجنوب
السابق
حراك صور يتصدى للكورونا بلا تمييز رغم الإمكانات المتواضعة!
التالي
بالصورة.. المتحف الوطني يرتدي ألوان العلم اللبناني