رسالة إلى مي خريش: لا وقت لعلاج «مرضى» غير الكورونا!

مي خريش

لا عتب، لا أحب الجدل والدجل مع أحد، ربما نصحت الناس عن براءة وربما كان القصد النيل من أهمّ شخصية بالتاريخ، أو ربما قصدت التشكيك والظنّ بالصحابة، أيّا يكن يا عزيزتي، لم أفهم ما خطر ببالك، ماذا أحببت ان تقولي لنا ونحن المكتئبون والقلقون والمرعوبون والمسجونون في بيوتنا، في لحظة وجودية تاريخية لم يبق لنا فيها غير الله، لا قيمة فيها لأي خلاف واختلاف، في لحظة رقيّ عالمي لمواجهة فيروس يهددنا جميعا، مسلمين وبوذيين ويهودا وهندوس وكفرة وملحدين ومسيحيين.

ماذا يغير من احوالنا ان نحن عرفنا ماذا حصل في الايام الاخيرة من مؤامرات (هذا ان وجدت اصلاً ) حول نبيّ الاسلام محمد (ص).

لم اقرأ الكتاب انما بحثت عنه، قرات موجزا عنه واني بدوري انصحك بقراءة الاخوة كرامزوف والجريمة والعقاب لدوستويوفسكي، وان سنحت لك الفرصة اقرئي كتاب مغامرة العقل الاولى لفراس السواح، لعلك تجدين في القراءة متعة ورقيّاً في الفكر الانساني اكثر من البحث في امور خلافية لا تؤسس الا الى فتنة بين الناس.

إقرأ أيضاً: مي خريش تعتذر وتسحب تغريدتها: «لم أكن اقصد الإساءة للرسول محمد»!

من اخبرك اننا نريد ان نعرف الحقيقة؟

لا تهمنا الحقائق ان تساوت الحقيقة بالتعاسة.

لا يمكن لأحد ان يتهم الصحابة بالسوء، مواقفهم قبل وبعد وفاة الرسول تتحدث عن مناقبيتهم وطهارتهم ولو اجتهد البعض في بعض الاحداث، فالصحابة ليسوا بمعصومين ولم يدّع احد منهم عصمته عن الخطأ، معصومون عن ارتكاب الكبائر لانهم مؤمنون حقيقيون، عملوا بقدر استطاعتهم و وفق امكانياتهم و ظروفهم فبنوا دولة عظيمة يشهد لها العالم.

 الرسول والصحابة ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم ولست انا بمحام، انما احببت ان اقول انّ من واجبنا قراءة التاريخ بقلب متسامح لنبني مستقبلا زاهراً، اما من يصرّ على قراءة التاريخ بأحقاده، فليبعد عنا سمومه فلا وقت لدينا حاليا لمعالجة المرضى احباب التقسيم واصحاب الشخصيات الشوفينية والطائفية ومثيري الحروب.

تعالي الى حيث الدنيا اجمل فعند المسلمين اخبار رائعة اكثر بكثير عن الفتن.

السابق
مذكرة جديدة لفهمي بشأن التعبئة العامة.. هذا ما جاء فيها!
التالي
حراك صور يتصدى للكورونا بلا تمييز رغم الإمكانات المتواضعة!