دعوات أممية لوقف النار في سوريا.. هل تصنع الكورونا ما عجز عنه العالم؟!

كورونا سوريا
الموت رعب جماعي لم يفارق ذهن السوريين مذ أطلق النظام رصاصته الأولى بوجه الشعب، وتزامناً مع الذكرى التاسعة للثورة يفرض فيروس "كورونا" شروطه حتى على مشهد النزاع السوري!

تسع سنوات مُرة من الحرب في سوريا أنهكت البلد بامتدادها الجغرافي وضيقت الخناق على دول الجوار بغياب الدور الاستراتيجي لسوريا في المنطقة وتقطع الطرق الدولية والتي من أجلها تقاتلت دول إقليمية وكبرى وتنازعت مصالحها على الأرض مع تسارع لبناء قواعد عسكرية وفرض الهيمنة العسكرية على القرار السيادي.

ولكن ذلك كله لم يوقف إطلاق النار في سوريا وبقيت جبهة إدلب مشتعلة حتى بداية الشهر الحالي مع تصعيد دولي كاد ينذر بحرب إقليمية ومواجهة مباشرة بين الروس والأتراك، إلا أن اتفاقاً بين بوتين وأردوغان خفض من توتر الأجواء في الثامن من آذار الجاري وبدأت هدنة شملت الاتفاق على تواجد القوات التركية والروسية في إدلب.

ماذا حدث بعد أسبوع؟ غزا فيروس “كورونا” العالم ولم يكن يتوقع أن يصل تأثيره لشل حركة الكوكب بالكامل، هذا ما انعكس بدوره على الصراع السوري حيث نبهت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الحاجة لوقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا حتى تنجح “الجهود الشاملة” في القضاء على فيروس كورونا ومنعه من النيل من السكان المحاصرين.

إقرأ أيضاً: بالصورة: خوفاً من الكورونا.. النظام يعقّم صورة حافظ الأسد!

وأضافتا أن السجناء وملايين النازحين، ولا سيما الذين في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد، مهددون بشكل خاص بعد تسع سنوات من الحرب.

بدوره، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن، أن السوريين معرضون بشدة للإصابة بفيروس كورونا، داعيا إلى الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى لأسباب إنسانية.

وحيث يتعنت نظام الأسد في تطبيق الشفافية والاعتراف بالواقع الصحي الحقيقي في البلاد، تتوجس هيئات ومنظمات دولية من تفشي الفيروس داخل البلاد وتسببه برفع عداد الموت الذي لم يتوقف في سوريا منذ 2011.

ومع إعلان القوات الكردية وقفها القتال يوم أمس وتعطيل النظام لمعاملات سوق الشبان للخدمة الإجبارية تهدأ الجبهات قليلاً ويتمكن الفيروس وللمفارقة رغم دماره العالمي من تثبيط حدة الحرب ولو مؤقتاً وهذا ما عجز العالم عن فعله طيلة السنوات الماضية.

السابق
إستنفار الوزارات الثلاث.. لأجل الطلّاب!
التالي
تحية إلى قاض لا يبارح مكتبه!