«المجلس الشيعي» حريص على خطبته «عن بْعد» لا على صرف الأموال المنهوبة «عن قُرب»!

المجلس الاسلامي الشيعي
كل ما يجري يؤكد ان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ما زال في غيبوبة، وهو ان كان تميّز في المرحلة السابقة بعد تلاشي دوره السياسي، بخدماته وتقديماته الانسانية للمحتاجين وانصافه لموظفيه، فان هذه المرحلة انتهت مع وفاة مدير مكتب رئاسة المجلس التاريخي الحاج عبدالله موسى، ثم بتنازل رئيس المجلس الامام الشيخ عبد الامير قبلان عن توقيعه لنائب الرئيس الشيخ علي الخطيب.

تسجيل صوتي وزعه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب بصوته استبشر الناس فيه خيرا، وظنوا ان الشيخ الخطيب في أول رسالة صوتية له بمناسبة الازمات الاقتصادية الخانقة وأزمة فيروس كورونا، سيعاود طرح مساعداته للفقراء أودفع الرواتب لموظفيه في القطاع الخاص، أو انه التفت لمساعدة لرجال الدين المعوزين المستقلين غير المنتمين لأحزاب كما كان ايام عهد الشيخ قبلان قبل تنازله عن توقيعه ووصايته على مالية المجلس الشيعي للشيخ الخطيب.

إقرأ أيضاً: «المجلس الشيعي»: «الموظفون» (ليسوا) أولى بالمعروف!

غير ان فحوى التسجيل الصوتي كان مفاجأة غير سارة لهؤلاء الناس، لانه كان خاليا من أية إشارة لتلك القضايا الانسانية الملحة ، بل انه تسجيل تم نشره نكاية بمصالح الناس، فالمطلوب حسب التسجيل هو اخضاعهم لاستماع خطب ائمة المساجد وهم في منازلهم بسبب الغاء صلاة الجماعة تبعا لقانون التعبئة العامة الذي فرضته الدولة لمكافحة فايروس كورونا.

ويتساءل الناس بعد سماعهم لهذا التسجيل “هل هكذا يواجَه فيروس كورونا الذي يلزم الجميع بالجلوس في منازلهم وترك اشغالهم واعمالهم؟ الا يعلم الشيخ الخطيب ان الطبقة المتوسطة في الطائفة الشيعية اصبحت تعاني في ظل أزمة المصارف وأزمة كورونا، فما بالك بالطبقة الفقيرة، وان هناك آلافا من العائلات الشيعية كانت تعتاش من عوائد حافلات الفانات وسيارات الأجرة لا تملك قوت يومها وتعيش بالكاد على احسان الميسورين من ذوي القربي؟

واذا كان الجواب هو على الطريقة اللبنانية “العين بصيرة واليد قصيرة” فانه لا بد اذن من فتح السجلات، لطرح سلسلة من الأسئلة، اين اموال الاوقاف التابعة للمجلس وايجاراتها وهي عبارة عن عائدات مئات الانشاءات المنتشرة على كافة المناطق اللبنانية؟

اين عائدات الجامعة الاسلامية التي بناها الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين؟

واين عائدات الجامعة الاسلامية التي بناها الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وتوسّعت في عهد الامام قبلان فصارت تعج بآلاف الطلاب ويتراوح القسط السنوي للطالب فيها بين 5 ملايين و15 مليون ليرة؟

واين المبلغ الذي كان يتقاضاه المجلس الشيعي من مستشفى الزهراء التابعة له والمخصص لرواتب القطاع الخاص؟

واخيرا وليس آخرا وبعيداً عن خبايا الدهاليز والمسارب، اين المساعدة الشهرية النقدية من المرجع الأعلى للشيعة السيد علي السيستاني ويستلمها المجلس عبر ممثله في لبنان مدير مكتبه الحاج حامد الخفاف الذي تؤكد مصادره انه لم ينقطع عن ارسالها؟

مع العلم ان الرواتب التي يتقاضاها الشيخ علي الخطيب وكل اعضاء وموظفو المجلس الشيعي الرسميين هي من القطاع العام اي من خزينة الدولة، وهناك فقط حوالي عشرين موظفا في القطاع الخاص وعدد يسير من رجال الدين في المجلس تابعين له، لذلك وبعد عرض عشرات الملايين من العائدات الشهرية آنفا من المؤسسات التابعة للمجلس الشيعي، الجامعة الاسلامية والاوقاف ومستشفى الزهراء التي كان يقتطع منها مبالغ شهرية توزع على القطاع الخاص للمجلس ويفيض منها ايام الشيخ قبلان، فيطرح الباقي معونات للفقراء على الذين كانوا يتجمعون يوميا على باب المجلس، عندئذ يُعرف  حجم الهدر الذي بدأ يجتاح اروقة المجلس منذ غياب الشيخ عبد الامير قبلان عنه لاسباب صحية، خصوصا اذا عُرف ان عشرات من الموظفين المحظيين المقربين من الادارة الحالية متهمين بالاستيلاء على رواتب القطاع الخاص يتقاضونها اضافة الى رواتبهم من خزينة الدولة، قاطعين حق الموظفين الاصيلين عنها، كموظفي اذاعة البصائر الذين ما زالوا يعملون دون رواتب منذ شهور (قربة الى الله تعالى كما يقولون)، وكذلك موظفو مركز الدراسات، وحرمان رجال الدين المستضعفين من الاعانات.

سماحة الشيخ يعيش حالة انفصال تام عن الواقع، او ان من يتفرّغ لنهب رواتب الموظفين هو من يقوم بفصل الشيخ عن الواقع

يبقى ن مأساة التسجيل الصوتي  لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، هو يقين ان سماحة الشيخ يعيش حالة انفصال تام عن الواقع، او ان من يتفرّغ حاليا لنهب رواتب الموظفين المحدودي الدخل في المجلس فيجيرها له ولحاشيته، هو من يقوم بفصل الشيخ عن الواقع فيوهمه ان الناس تحتاج لمواعظ دينية، وليس لمساعدات انسانية تغيث فقراء الطائفة في زمن العزل والكورونا.

السابق
بالفيديو: مجدداً.. طوافات الجيش تُناشد الجنوبيين للبقاء في المنازل!
التالي
مُصاب «كورونا» في المتن.. والبلدية تحجُر على عائلته!