نصرالله مجدداً..«كما وعدتكم بالنصر» في الحرب «الكورونية»!

في خطابه اقر السيد حسن نصرالله بحجم المأزق اللبناني المتأتي من خطر "كورونا" لكنه في الوقت نفسه فرض رؤيته وسطوته على الحكومة في المعالجة.

المتابعون لخطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ادركوا من نبرة الخطاب، ومن سياقه العام الارتباك والخوف من تفشي فيروس “كورونا” في المناطق الشيعية، الى درجة كبيرة دفعت بنصرالله، الى رفع مستوى المواجهة مع “كورونا” الى مصاف “الحرب المقدسة” التي خاضها مع العدو الاسرائيلي جنوباً، والمعارك الدائرة في سوريا.

“تبرئة  ذمة” طهران

وفي نظر مصادر متابعة صحيح ان الخطاب لم يخرج من سياق “تبرئة  ذمة” طهران من نشر الوباء في بدايته شيعياً ولبنانياً، لكنه اقر بحجم المأزق الذي يضرب لبنان والعالم الى درجة ان الآتي ليس فقط اعظم، انما مهولاً حتى وصل الى اعتبار ان هذه “المعركة الكورونية” على ضراوتها، لن تُبقي ولن تذر، حتى انها ستأخذ في طريقها الطاقم الطبي ودعا الى احتسابهم شهداء الواجب الطبي على غرار “شهداء المقاومة”.

إقرأ أيضاً: الدكتور هادي مراد أوفر حظاً..من الشهيد هاشم السلمان!

ورغم ان المصادر تثني على بعض النقاط التي اثارها نصرالله في مسألة منع الاختلاط والتبليغ عن الحالات واللجوء الى الفحوصات والوقاية والعزل، لكنها تعتبر انه فرض سطوته على وزارة الصحة التي يشغلها وزير محسوب عليه، وانه فرض على الحكومة ايقاعه السياسي والامني في التعامل مع الطائرات المدنية الآتية من ايران، وهو ما ساهم في تفشي “الكورونا” وانتشار الاصابات الاولى التي كان مصدرها قم .

نصرالله اقر بحجم المأزق الذي يضرب لبنان والعالم عظيماً ومهولاً حتى وصل الى اعتبار ان هذه “المعركة الكورونية” على ضراوتها لن تُبقي ولن تذر حتى انها ستأخذ في طريقها الطاقم الطبي

وترى المصادر ان التشدد في كلام نصرالله مع “كورونا” وكيفية التعامل معه وصولاً الى طلب المعونة من كل صاحب مال وميسور لنجدة جاره او ابن بلدته بسبب الاوضاع الاقتصادية التي ستسوء في حال طال زمن الحجر الجماعي، شكل ضوءاً اخضر لحسان دياب وحكومته، كي يتخذا قرار اعلان الطوارىء وتخريجه بصيغة قرار وزاري ومدعوم من مجلس الدفاع الاعلى بالشكل ايضاَ.

تقزيم دور دياب

وليس نصرالله فقط من امعن في تهميش دور دياب وتقزيم دوره وفق المصادر، بل لاقاه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، عندما اعلن بدوره حالة الطوارىء ولكن تصريحاً وليس تلميحاً، واثنى بذلك على كلام نصرالله ومتجاوزاً طبعاً الحكومة ورئيسها والمشاركين فيها.

وفي تصريحات الرجلين ما يثبت جلياً ان السراي ومن فيها يحكمها نصرالله و”يُطيّب” له باسيل من “يُفتي” ويُحلل استمرار تدفق الطائرات الايرانية من جهة، ويسمح بالتعامل مع صندوق النقد الدولي، ويقبل بأي مساعدة ولكن غير مشروطة ولو اتت من صندوق النقد. وبهذا الكلام ايضاً ينسجم نصرالله مع ما اعلنته ايران منذ يومين عن طلبها مساعدة مالية عاجلة من صندوق النقد الدولي لتخطي ازمتها بسبب “كورونا”.

السابق
يوم لبناني أمني حافل.. قتلى وإشكالات مسلحة ونشل!
التالي
إطلاق سراح عامر الفاخوري على رأس المطالب الاميركية.. لبنان يرفض مجدداً!