العرب يرجحون «إرتطام» الحكومة.. والغرب لا يتلقفها!

الحكومة اللبنانية

“الحكومة تجمع موظفين يتلقون أوامر وتعليمات من الجهات التي عينتهم” بهذه العبارة يختصر مصدر دبلوماسي عربي لـ”جنوبية” تقييمه لحكومة الرئيس حسان دياب، مشيرا الى أن “الرئيس دياب يدرك كما الذين أتوا به الى رئاسة الحكومة، أن مسار الحكومة يتجه بلبنان الى ارتطام قوي بدل خيار الهبوط الناعم على مدرج الحلول للأزمة القائمة”.

الأبواب العربية مغلقة

ليس خافيا كما يشير الدبلوماسي الى أنّ “أبواب القاهرة والرياض وابوظبي مغلقة في وجه رئيس الحكومة” والسبب هو أن الحكومة هي حكومة “حزب الله”، ولا يعني ذلك أن العلاقات الدبلوماسية معرضة للقطع، بل ثمة موقف عربي لا يرى أن فرص مساعدة الحكومة مفيدة للبنان او لقيام علاقات طيبة وطبيعية مع محيط لبنان العربي”.

اقرأ أيضاً: دياب العاجز «يبتز» اللبنانيين.. الضرائب مقابل الحماية!

وتشير المصادر الدبلوماسية الى أن “القاهرة كانت اقرب الى التفاعل مع الحكومة الحالية، لكن هذا التفاعل يتراجع لصالح عدم استقبال دياب الذي تردد أنه طلب تحديد موعد من القيادة المصرية، لم تكن الردود عليه مشجعة ان لم نقل سلبية”.

حرصت فرنسا على أن تكون العلاقة مع الحكومة اللبنانية الحالية مع وزير الخارجية والمغتربين، على رغم ان لدى الفرنسيين خيبة متزايدة من آداء الحكومة اللبنانية

علاقة فرنسا بالحكومة

أما على الضفة الأوروبية، ففي المقابل حرصت فرنسا على أن تكون العلاقة مع الحكومة اللبنانية الحالية مع وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، على رغم ان لدى الفرنسيين خيبة متزايدة من آداء الحكومة اللبنانية، وباتت باريس متمسكة بأن الحلّ الفعلي للأزمة بات عبر صندوق النقد الدولي. وبحسب المعلومات الواردة من باريس، أن فرنسا المتمسكة بدورها في مساعدة لبنان، وهذا ما أكده اليوم الوزير حتي اثر زيارة بعبدا وبعد عودته من زيارة رسمية الى باريس، فان الدبلوماسية الفرنسية لم تتلق بعد أيّ تصور لبناني رسمي يمكن أن يشكل خارطة طريق لمعالجة الأوضاع المالية والاقتصادية، بل تشير الى أنّ الحكومة اللبنانية تعاني من غياب ايّ رؤية أولية للحل، وتشير الى أن بعض الوزراء في هذه الحكومة سعى لدى جهات فرنسية ودولية لطلب الدعم ولاقناعها بخطة مالية انقاذية لكن المفارقة ان من يطلب ما يلبث ان يتراجع ثم ينقلب على طلبه، وهذا ما رسخ لدى العديد من الأوساط الدبلوماسية ان الحكومة هي ملهاة تكشف عن انها لا تحكم ولا تريد ان تحكم.

“الارتطام” تكررت على لسان اادبلوماسي العربي في توصيفه لمسار الازمة اللبنانية المرشحة لانفجار قوي خلال الأشهر المقبلة

بالعودة الى الحلول يبدو أن الحكومة اللبنانية امام خيار وحيد هو صندوق النقد الدولي، في ظل غياب أي وعد بتقديم مساعدة مالية للبنان عربيا وغربيا، لكن ذلك وحده لا يكفي، فصندوق النقد الدولي ليس لديه أي تصوّر للمعالجة والحلول، وهذه مهمة على الحكومة اللبنانية القيام بها ثم بعد ذلك مناقشة الصندوق من اجل دعمها، وهذا ما لم يحصل بعد، ولا يبدو انه سيحصل قريبا. اذ ان قرار التعاون مع صندوق النقد الدولي لم يصدر فيما تعترض بعض القوى السياسية ومنها حزب الله على التعاون مع الصندوق.

اقرأ أيضاً: حين يبحث الفقراء عن قائدهم!

الارتطام

عبارة  “الارتطام” تكررت على لسان اادبلوماسي العربي في توصيفه لمسار الازمة اللبنانية المرشحة لانفجار قوي خلال الأشهر المقبلة، وهذا الخيار الذي بات مرجحا بقوة يجعل من الحسابات الإقليمية والدولية، تنخرط في البحث ما بعد الأزمة وما يمكن ان تسببه، وبالتالي دراسة الخيارات التي تفرضها مرحلة ما بعد “الارتطام” اذ ان ثمة رهانات إقليمية ولبنانية من قبل بعض الأطراف الداخلية على صراعات داخلية بقبعات مذهبية، سيستدرجها المعطى الاقتصادي ورسم خرائط النفوذ الإقليمي الذي بدأت ملامح المرحلة النهائية لترسيمه اليوم.   

السابق
تجمعات عند الرينغ ودعوات لقطع الطريق: «لا ثقة لا شرعية»!
التالي
بشرى سارة.. شفاء اول مصابة بـ «كورونا» وهذا عدد المصابين حتى الساعة!