الطريق إلى «الجنة» مُعبدة بثورة 17 تشرين المجيدة

الحراك اللبناني

جيم جونز، اساهارا شوكو ومارشل أبل ويت زعماء طوائف اشتهروا بتنفيذ عمليات الإنتحار أو القتل الجماعي، هم زعماء الإصلاح الفكري والعدالة الإجتماعية المفترضة والوعود المؤجلة بذات أفضل وأسعد وأنجح، ينجح هؤلاء عند تقاطع الطرق وعندما يكون الفرد حائر خائر ضعيف خصب جاهز لتلقي ما ينقصه، تُرمى امام صحرائه أشياء بسيطة تجذبه حتى وإن كانت متخيلة أو سراب، تبشره بواقع جديد هو يفقده، زعيم لسانه طاوعه فأصقله و الهيبة المكتسبة ألبسه فكان مثل ومثال وقدوة، العدو في فكره ضروري الوجود لتكتمل الطاعة وإلا فخلق (وهم) متجسد يشبهه.

اقرأ أيضاً: محمد علي مقلد لـ«جنوبية»: الثورة تستعيد قوة اليسار.. والعهد القوي بإحترام الدستور

زعماء الطوائف السياسية أمراء يتكيفون مع المتغيرات من حولهم ليبقوا في صدارة المشهد ويستمروا وتستمر ذريتهم من بعدهم. صامدون، خالدون، دهريون، لا يتقاعدون ولا يتركون مقاعدهم مهما طال الزمان لأن في الشيخوخة حكمة يجب أن لا يحرمها شعبهم، تكليفهم منزل، العيب لم يرد في القواميس ضدهم، إنسحابهم غير وارد، لا يتوانون عن جر البلد إلى أتون حرب إذا ما مست مآثرهم، غريزة البقاء في السلطة عندهم أقوى من مهزلة يسعى إليها مضلل ينادي يإقصاءهم.

الثقة تتلاشى

الخطر محدق بالوطن من الجهات الست، من فوقه ومن تحته ومن شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه والدولة تنهار والثقة تتلاشى، وهم متمسكون بسلطانهم يتذاكون ويتشاطرون على ناسهم يعتبرون أجسادهم مجرد حاويات يمكن التخلي عنها، ماهرون بارعون في نصب الأفخاخ بعضهم لبعض، يتقنون فن المكامن والتلاعب بعقول الناس، ينادون على بضائعهم التي فيها مصالحهم، متجذرون وهم الغالبون والمغلوب على أمره هو الشعب والدولة والوطن.

الخطر محدق بالوطن من الجهات الست، والدولة تنهار والثقة تتلاشى، وهم متمسكون بسلطانهم يتذاكون ويتشاطرون على ناسهم يعتبرون أجسادهم مجرد حاويات يمكن التخلي عنها

اقرأ أيضاً: السلطة.. فتنة لعن الله من أيقظها!

كتائب الطائفية

واقع الحال يجعلنا نترحم على الإصلاح والتغيير وعلى المستقبل والتقدمية، نبكي القوات وأحزاب وحركات الأمل، نبكي وطن مزقته كتائب الطائفية وتنظيمات التبعية، ننعي الكفاءة ولن نرى جديداً لأننا شأنا ذلك، فهذه الطبقة من هذا الشعب أو من هذه الشعوب المتعصبة لوهم الزعيم المنكه والحافل تاريخه بالمهازل اللاوطنية ولعل ابشعها للذين لا يفقهون ما وصلنا إليه اليوم من إنهيار حقيقي للجمهورية أبطاله زعماء طوائف سياسية قتلوا كل فرصة سنحت لهم لبناء وطن يليق بشعب بقي صامد في وجوده إلى القرن الواحد والعشرين.

السابق
المعارضة السورية تستعيد سراقب.. ساعات الجمر تلّف مستقبل إدلب!
التالي
بعد أزمة الخبز.. إستقالة «مفاجئة» لرئيس اتحاد الأفران والمخابز!