السلطة.. فتنة لعن الله من أيقظها!

عون وبري ودياب

أمر ما يدبّر في الخفاء، ربما اسوأ ، ربما أفضل، ربما رحمة ولطفاً من الاله. لم تحصل الجريمة في مصرف، لم تحدث اي عملية إغتيال، لم تتشاجر ولم تتقاتل الناس بالرصاص رغم توفر السلاح، لم تتبادل الاحياء قذف الحجارة رغم توفر البحص والباطون، انتفض الجمهور وهدّد، زعزع الهيكل وزغرد، شتم الرؤساء والبلاد وارتاح في اليوم التسعين وما زالت البلاد  تنعم بالهدوء وبالتعب وبالقهر وبالأمان. شيء ما غير مفهوم وغير مبرّر، إما المجرم منشغل بأمور أهمّ، إما المتآمر يرتاح قليلاً، أما العدو لا يريد فعلا انهيار او افلاس او خراب البلاد.

اقرأ أيضاً: اقتصاد النهب من «الكليبتوقراطيين» إلى «التكنوقراطيين»!

مصائب الدنيا

أيعقل ان يريد عدونا لنا الخير ام هي خدعة ومكيدة؟ مصائب الدنيا تنهال بقوة على الشعب والشعب صابر، مسالم، يدعو دولته ان تتحلى بالهدوء وبالصبر وبالحكمة من دون انفعال. صار الشعب دولة وصارت الدولة قطيعا من المعز والتيوس والأغنام. الشعب نفسه يناشد المسؤولين في الدولة ان يخففوا من اتهاماتهم لبعضهم البعض وان لا يتقاتلوا وان لا يجعلوا من الوطن المسكين المحتضر مسخرة في موته بين البلاد.

مصائب الدنيا تنهال بقوة على الشعب والشعب صابر، مسالم، يدعو دولته ان تتحلى بالهدوء وبالصبر وبالحكمة من دون انفعال. صار الشعب دولة وصارت الدولة قطيعا من المعز والتيوس و الاغنام

انقلبت الادوار، صارت الناس تعي الامن اكثر من القوى الامنية وتمارسه من دون قوات ردع عربية او جيوش اجنبية علما اعداد السوريين والفلسطينيين بمئات الآلاف ومن دون ضربة كف او ارهاب، صارت الناس تمارس الاحكام القضائية فيما بينها بالتنازل لبعضها البعض كي لا تلجأ للقضاء وللقضاة وللمحاكم وللمحامين وللمساعدين القضائيين ولسماسرة عدالة يتجولون تارة كالشياطين وتارة كالاشباح.صارت الناس تتبادل الشيكات والبضائع والثروات من دون العودة لمصارف او لخزينة دولة او لوزارة مال.

السلم الغريب

ما هذا السلم الغريب والعجيب في جغرافيا ملتهبة و وسط ساحات ملغمة بالعبوات وبالاحقاد وبرمي الثأر وتناول السمّ والسهام. أمرّ لا أفهمه، من يدير حركة الناس اليوم؟ الناس تتدبر أمورها لوحدها من دون دولة ومن دون وصاية ومن دون مؤسسات.صارت الناس تزوج وتطلق وحتى تشيّع فقيدها وتصلي عليه وتحذفه من الوجود من دون صلاة شيخ او صلاة كاهن ومن دون العودة لمحاكم شرعية تنطق بإسم الاله. أضف على المآسي ياصديقي فيروسا بعد فيروس، كورونا بعد سارس، بعد ايدز بعد النفايات، بعد تلوث العملة وبعد لقمة العيش و بعد انقطاع الهواء.

هل كانت الدولة فتنة بين الناس؟ أغياب الدولة برداً وسلاماً على قلوب الناس!؟ هل كانت الدولة نفسها سبباً لتناحر الناس؟ أغياب ابواق الطائفيين بعد استفحال الفقر والجوع برداً وسلاما على عقول الناس؟! الله أعلم. سحقت الدولة بقياداتها السابقة والحالية، بأحيائها وبأمواتها آمال وامنيات ومستقبل الناس والناس صابرة، هادئة، تنظم وفوداً لتزور الدولة لتطمئن على حال دولتها، لترشدها ولتنبهها من اجرامها ولتنصحها بحال انهارت كيف عليها ان تهرب او ان تزمط بريشها…

اقرأ أيضاً: «التوتاليتارية» اللبنانية.. لا ترحب بكم!

العصابات

أمر ما، لا أفهمه، من أجّل الجريمة ومن أجّل الاغتيال، من تباطأ في انهيار دولة ومن يمنع دولة من الافلاس، من ترك الناس تحب بعضها ولا تلجأ للعصابات؟ أين العصابات؟ المنطق يقول بأن تكثرالعصابات، أين العصابات؟ أين المنطق؟ صارت الدولة تستعطي الشعب وتريد منه ان ياخذ باله منها وان يهتم بها وان يعالجها ولا مانع لديها من ان يدفنها وان يترحم عليها ايضا. أمرٌ لا افهمه الا اني اعرفه، أعرفه وتعرفونه، متوافقون ان لا نقوله، من يصنع الحرب إن أراد، يصنع إن شاء السلام، لا اتحدث عن إله ولا أقصد رباً في السماء. هم أنفسهم من تسببوا بالحرب الاهلية في لبنان قرروا السلم اليوم في لبنان.

السابق
قبل «الإجراءات الموجعة للشعب».. نادي قضاة لبنان يُقدّم مقترحات بديلة!
التالي
سفينة التنقيب وصلت المياه اللبنانية.. ودياب يتحجج «بالأوركسترا المُحرّضة»!