اللبنانيون و«الكورونا».. إنتظروها من الصين فأتت من إيران!

كورونا
كان الشعب اللبناني يتوقع أن تصله عدوى مرض كورونا الجديد من الصين، فأخذ كل احتياطاته بهذا الاتجاه، وقام بإعداد العدة للحجر الصحي الوقائي الإلزامي على أي وافد من تلك البلاد، ولكن ما لم يتوقعه أحد هو أن يأتينا هذا المرض من إيران!

نتيجة لاتجاه الانظار نحو الصين مصدر فايروس “كورونا” تمَّ رصد السفينة التجارية الصينية على شاطئ مرفأ طرابلس، وتم فحص ركابها ولكنهم – وللأسف – أدخلوا الأراضي اللبنانية دون إجراءات الحجر الصحي الرقابي الوقائي الإلزامي المعتمد في كل دول العالم، وذلك اتكالاً من وزير الصحة اللبنانية وفريقه الطبي على مراقبة دول أخرى لركاب السفينة المذكورة كانوا قد مروا بهذه الدول قبل الوصول إلى لبنان، وذلك بحجة أن هذه الدول تملك قدرات متطورة وتفوق قدرة لبنان على اكتشاف المرض المذكور!

ومرَّ قطوع السفينة الصينية التجارية في مرفأ طرابلس على خير، ولله الحمد.

هي جريمة موصوفة تستدعي تدخل القضاء العادل غير المُسيَّس المختص للحكم فيها ومعاقبة المقصرين من مسؤولينا الصحيين

اقرأ أيضاً: لم يكن ينقص لبنان إلا.. «الكورونا المقدسة»!

العدوى من ايران

ولم يكن اللبنانيون يتوقعون أن تأتيهم العدوى القاتلة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم يجف حبر الوعود الأخيرة منها لمساعدة لبنان بعد زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني، فقد وعد بمساعدة لبنان على مختلف الصعد سيما في مجال الصحة والأدوية، ولكن البلاء هو بضعف الرقابة الصحية في إيران على المسافرين فضلاً عن المقيمين مما سمح بانتقال عدوى مرض ڤايروس كورونا الجديد الوبائي لإمرأة لبنانية كانت تقيم في مدينة قم المقدسة الإيرانية بهدف الدراسة الدينية.

لم يكن اللبنانيون يتوقعون أن تأتيهم العدوى القاتلة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم يجف حبر الوعود الأخيرة منها لمساعدة لبنان

فهل أثبتت إيران قدرتها على مساعدة لبنان طبياً بعد أن ظهر أن حالها كحاله في ضعف رقابة المشتبه بهم بمرض ڤيروس كورونا الوبائي الجديد؟

وبذلك يظهر وللسخرية ان الوافدة اللبنانية الحاضنة والحاملة للفايروس الجديد من إيران هي أول الغيث الإيراني للحكومة اللبنانية الجديدة وللشعب اللبناني المتعلق بحبال الهواء بسبب كثرة أزماته التي تسببت بها الطبقة السياسية في البلد منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن المُر.

عقم الإجراءات الصحية

 وما يضحك أن فريقاً طبياً تابعاً لوزارة الصحة اللبنانية كان على متن الطائرة المذكورة مما اعتبر البعض ان وجوده لحسن الحظ، ولكن تبيّن انه لسوء الحظ، فإن هذا الفريق الطبي المتخصص – والذي كان يشارك في مناقشة عمل صحي مشترك بين لبنان وإيران في العاصمة طهران بطلب من وزير الصحة اللبنانية – رغم كشفه في الطائرة عن الحالة المشتبه بها، لم يبادر أو يوصي بأخذ إجراءات الحجر الصحي الرقابي الوقائي الإلزامي لبقية ركاب الطائرة المنكوبة، ولأنه “مش كل مرَّه بتسلم الجَّرَّه” وقعت الواقعة وتبين ان الطائرة أصبحت مصدراً لأكثر من حالة، وأن الحبل على الجرار كما يقولون!

اقرأ أيضاً: تأهب في صور.. تدابير احترازية اتخذتها المستشفيات بسبب «كورونا»!

هي قضية إهمال أو مسايرة عاطفية لخاطر بعض ركاب الطائرة؟ أو جهل بعاقبة هذا التصرف؟ أو جريمة موصوفة تستدعي تدخل القضاء العادل غير المُسيَّس المختص للحكم فيها ومعاقبة المقصرين من مسؤولينا الصحيين؟

السابق
إيران… الاستعانة بقوروش
التالي
لبنانيون يغنون للـ«كورونا» على طريقة الدلعونا!