لم يكن ينقص لبنان إلا.. «الكورونا المقدسة»!

كورونا

استدعيت على عجل عصر هذا اليوم لإصابة صديق لنا بانهيار فلسفي – سياسي – وجودي – صحي – ديني.

دقائق قليلة وكانت خليّة السطح الثورية مجتمعة، والقائد السرّي في حالة غضب ثوري وفي نوبة أسئلة وجودية من الصعب جدا الاجابة عليها. وبينما كان الرفاق والاخوة والاصدقاء والاصحاب يهدئون من روعه، نظر نحوي بعتب كبير وانهال عليّ باسئلة لا ابا حسنٍ لها: “ها انت، اخبرني ان كنت قادر على الاجابة؟ ما العمل وما السبيل؟ اي كفارة او ايّة صدقة علينا ان ندفع لننتهي من هذا البلاء او الابتلاء او الاختبار او اللعنة؟ لا ينقصنا بعد الا فيروس كورونا؟

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. بن جدو يروي ما حصل على متن الطائرة الايرانية حتى وصولها إلى مطار بيروت!

لماذا لا يصيب الإسرائيليين مكروهاً

ونحن نرد على اغتيال القائدين سليماني والمهندس أسقطنا طائرة اوكرانية بالخطأ؟ قالوا قتل قتلة الشهيدين القائدين في أفغانستان في سقوط طائرة فلم يثبت الخبرية أحد؟ قالوا جاء السيد علي لاريجاني ليساعد لبنان فداهمتنا الكورونا من إيران؟ توافقنا على رفض صفقة القرن فأعلمونا أن موجات من الجراد اجتاحت البحرين والأردن وقالوا ربما غدا تصل لبنان؟ لماذا لا يصيب الاسرائيليين مكروهاً؟

أهلاً بالكورونا فهذا ما ينقصنا بعد في لبنان لتكتمل مأساتنا

لماذا اللعنة تلحق بنا أينما نكون؟ هل صلاتنا وصومنا غير مقبولين وصلاة وصوم الإسرائيليين البهود ليهوه مستجابة؟ لماذا المآسي تلاحقنا بينما الاعداء في خير؟ أخبروني، اتصلوا بمن تشاؤون واعلموني ما هي الكفارة او الصدقة التي علينا ان ندفعها ليوفقنا ربنا؟ ألم تخبرونا اننا من هزيمة الى هزيمة باتجاه الانتصار الكبير؟ ماذا يحصل؟ لا أجد غير من انتصار الى انتصار باتجاه الهزيمة الكبرى، ليفهمنا أحدهم ماذا يحصل؟

الكورونا المقدسة

اقتربت منه وناولته حبة زهرية اللون. نظر إليها وسأل ماذا تكون؟ أجبته: “كسانكس يا قائد”ليضيف صاحب لنا: “يقولون أن الفيروس صناعي – بيولوجي المنشأ من مختبرات عسكرية حربية أمبريالية”. نظر إلينا والى الحبة وانفجر من الضحك فجأة واستمرّ في نوبة من الضحك المفرط غير قادر على الكلام ولا على التنفس وصاح بنا: “لن ينجو منّا أحد طالما مستشفى الحريري الحكومي سيعالجنا من الكورونا المقدسة يا قادة، مرضى السرطان وعالجوهم بأمصال كاذبة، لن ينجو منا أحد.

اقرأ أيضاً: نقص حاد في المستلزمات الطبية.. ونقيب المستشفيات: لبنان غير جاهز لمواجهة «كورونا»!

عشرة عبيد صغار

ففي الطائرة 127 راكباً ومنهم مستشاروا وزير الصحة، انتشروا بيننا” ثم أخذ يغني بصوت عال وضاحكاً: “عشرة عبيد صغار عم يلعبوا بالنار، بالكورونا واحد مات وبقيوا تسعة صغار… تسعة عبيد صغار راحوا سوا مشوار واحد بالمصرف مات وبقيوا ثماني صغار… ثماني عبيد صغار…..”وصمت فجأة لنتفرق بهدوء تحت زخات من المطر، نزولاً على الدرج من الطابق العاشر، خائفين أن نستخدم المصعد الكهربائي معاً، ربما أحدنا مصاباً بالسرّ بالكورونا المقدسة تلك، تفرقنا على أمل ان لا نلتقي قبل 14 يوماً من العزل الإرادي. أهلاً بالكورونا فهذا ما ينقصنا بعد في لبنان لتكتمل مأساتنا.

السابق
نقص حاد في المستلزمات الطبية.. ونقيب المستشفيات: لبنان غير جاهز لمواجهة «كورونا»!
التالي
إيران… الاستعانة بقوروش