اعلن اليوم وزير الصحة حمد حسن ظهور اول حالة مرض بفايروس :كورونا” المستجد في لبنان، وذلك عبر سيدة لبنانية من آل صقر ثبت انها حملت الفايروس بعد فحصها وفحص جميع ركاب رحلة جوية قادمة من مدينة قم الايرانية أمس، موضحا الوزير ان السيدة المصابة تقبع في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت.
إهمال وزارة الصحة
ولاحقا بثت محطات التلفزة ومواقع التواصل مقطع فيديو يظهر فحص عدد من الركاب على متن الطائرة من قبل فريق طبي لبناني، وقد ظهر عدد من الوجوه الاعلامية في المقطع المذكور كانوا على متن الطائرة القادمة من ايران.
المذهل في الامر هو ما صرح به وزير الصحة ويكشف العجز وعدم الدراية والاهمال غير المبرر الذي وقعت فيه الوزارة وأجهزة الدولة، فقد اعلن الوزير ان الركاب تركتهم السلطات ليذهبوا الى منازلهم، مع التوصية ان يراقبوا انفسهم، ويبلغوا الطبيب عن اي ظواهر مرضية تطرا على صحتهم!!
لا مراقبة صحية حقيقية
وهذا يعني ان لا مراقبة صحية حقيقية ولا حجر على هؤلاء المسافرين وعددهم يفوق المئة، من قبل الدولة، خصوصا وان الفايروس يمكن ان يبقى كامنا ١٤ يوما قبل ظهوره، ما يعني ان مدة الحجر التي تقوم بها كل الدول على مواطنيها المشتبه بامكان اصابتهم بالفايروس، هي ١٤ يوما، وهذا ما لم تطبقه وزارة الصحة اللبنانية بحق ركاب الطائرة المذكورة التي ثبت ان احدهم اصيب بالفايروس، ولانه ينتقل بالهواء فان احتمال عدوى عدد من الركاب كبير جدا!
إقرأ أيضاً: لا إصابات للعلاج من «كورونا» إلاّ في مستشفى الحريري.. وحالة المريضة مستقرة
المفاجأة اليوم هو ما حدث في احدى المؤسسات الاعلامية، فقد ذهب عدد من موظفيها ومحرريها من ركاب الطائرة المذكورة الى اعمالهم واختلطوا مع كافة الموظفين من زملائهم الذين صعقوا من هول المفاجأة، وهم من المفروض حسب وزير الصحة ان يكونوا في الحجر الذاتي، ويراقبون انفسهم، لا في مراكز عملهم يعرضون حياة زملائهم للخطر!!
جريمة لا تغتفر
ما قامت به وزارة الصحة ذنب لا يغتفر يرقى الى جريمة سببها الاهمال وتكشف سوء الادارة وعدم الدراية وانعدام الكفاءة، فهناك الان عشرات الاشخاص الذين قدموا في رحلة ثبت وجود مرض فايروس كورونا القاتل على متنها، ومع ذلك فان الركاب لم يتم عزلهم ومراقبتهم كما تفعل جميع الدول مع المسافرين القادمين من اماكن موبوءة بالمرض، وهم الان في منازلهم واعمالهم عدد منهم يمكن ان ينقل العدوى خلال اسبوعين الى باقي المواطنين دون علمهم، ويبقى انه عندما تحل الكارثة ويصاب من يصاب بهذا المرض القاتل، سيتنصل جميع المسؤولين من مسؤوليتهم، فيفرون ويتركون البلد والمواطنين لمصيرهم، كما تركوهم عندما نفذت الاموال من البنوك وافلست خزينة الدولة.