حرب الطُرقات في فصلها الأقسى.. النظام السوري يمتلك «دمشق حلب»

دمشق حلب

من يلفظ “سوريا” لا بد أن يذكر مدينتي “دمشق” و”حلب”، وبين العاصمة الإدارية والاقتصادية لسوريا طريق دولي يوصل المدينتين عابراً من تركيا باتجاه حلب، ومن دمشق نحو الأردن. وحيث امتلك النظام السوري اليوم السيطرة على الطريق الدولي فما تداعيات ذلك على خرائط النفوذ ومستقبل إدلب والشمال السوري.

الطريق المحور

الطريق الأطوّل في البلاد ويبلغ طوله نحو 432 كيلومتراً، ويعتبر طريقاً أساسياً للاستيراد والتصدير، والّذي يربط أبرز مدن سوريا ببعضها البعض، من حلب العاصمة الاقتصادية شمالاً مروراً بحماة وحمص في الوسط ثم دمشق ودرعا جنوباً وصولاً إلى الحدود السورية ـ الأردنية، لذلك يكتسب أهمية اقتصادية كبيرة.

الطريق الدولي دمشق حلب
الطريق الدولي دمشق حلب

خرج الطريق الدولي عن سيطرة النظام بشكل كامل بعد سيطرة المعارضة المسلحة على إدلب، واقتطاع جزء أساسي من الطريق يمر من مدينتي “معرة النعمان” و”سراقب”، ما دفع بالنظام لسلوك طرق فرعية للوصول إلى حلب.

وتعني إعادة فتح الطريق سيطرة قوات الأسد على خمسة مدنٍ رئيسية في البلاد وهي حلب، حماة، حمص، دمشق، درعا، وبالتالي ربط الشمال السوري بجنوبه.

كما أن هذا الطريق بعد فتحه سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية الداخلية بين جميع المحافظات السورية لاسيما أن الثروات الصناعية والمناطق الخصبة والمدن الصناعية تتوزع على جانبيه.

إقرأ أيضاً: تركيا تعّد الخطة «ب» لإدلب.. هل اقتربت المواجهة؟!

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن إعادة فتح الطريق ستقلص أيضاً المسافة الحالية بين دمشق وحلب نحو 175 كيلومتراً بعد الاستغناء عن طريق أثريا ـ خناصر الصحراوي .

وبالتالي ستزيد عمليات التبادل التجاري اليومي بمعدلات أكبر من معدلات الطرق الفرعية بين جميع المدن السورية وكذلك قد يساهم في عملية إعادة الإعمار والاستثمار لأن أمن الطرقات وحيويتها ضروريان للاستقرار السياسي والاقتصادي ولعبور البضائع والمواد الأولية اللازمة لإعادة الإعمار.

كما أن حجم التعامل التجاري بين سوريا والأردن سيزيد بعد فتح هذا الطريق مجدداً لاسيما وأن المعبر الحدودي مع الأردن قد فُتح منتصف تشرين الأول الماضي. كما أن الصادرات السورية وحركة الترانزيت سيكون بإمكانها الوصول لأسواق مصر وغيرها مثلا بكمياتٍ أكبر وتكلفة أقل من كلفة الشحن الجوي والبحري.

وإذا ما تابع النظام تقدمه في إدلب فإنه سيسعى لاستعادة الطريق الدولي “حلب اللاذقية” وحينها يكون أعاد امتلاك كافة الطرق الدولية في سوريا، فطريق “دمشق بيروت” لم يخرج عن سيطرته طوال الصراع، وطريق “دمشق درعا” أعاد امتلاكه بشكل كامل بعد انسحاب المعارضة المسلحة من مثلث الموت، أما طريق “دمشق بغداد” فأطبق النظام سيطرته عليه بعد دعم الميليشيات الإيرانية وانسحاب القوات الأميركية من التنف، ما ساعد النظام من الوصول إلى معبر البوكمال الصيف الفائت.

السابق
بالتزامن مع الإحتجاجات الرافضة للثقة.. الدولار الى إرتفاع!
التالي
هل يحضر روكز جلسة الثقة؟