السيد محمد حسن الأمين: الإسلام لا يتناقض مع الروابط الوطنية

شدد العلامة السيد محمد حسن الأمين على أن  الإسلام  ديناً عالمياً، وليس ديناً لقومية أو أثنية  معينة، ولا يتناقض مع إعتزازه بروابطه الإنسانية الوطنية أو المناطقية”.

هويّة الفرد

ولفت إلى أن “كل هذه الروابط ذات الدوائر الواسعة والضيقة، هي من الروابط المطلوبة وليس المباحة فحسب”. وأردف”: فالإنسان يبدأ بمنزله وأسرته، وهي الرابطة الأضيق، وقد عثرت على حديث يروى عن الرسول، يقول: إنّ جنّة المرء هي بيته، وأهميّة هذه الروابط التي تكلمنا عليها من إنسانية ودينيّة ووطنية ومناطقية وأسروية هي روابط لا يناقض بعضها الآخر، بل يمكن أن تكون جميعها تشكل هوية الفرد وفي الوقت نفسه يكون الفرد مطالباً بقبول هذا الانتماء، بل ويمكن للمرء أن يكون معتزاً بالانتساب لرابطة عائلية مثلاً، وأن يكون لهذا الاعتزاز مصداقه وواجباته”.

اقرأ أيضاً: العلامة الأمين: القراءة المعرفية لآيات القرآن تُسقط «وهم التناقض»

 وتابع: “أن يكون الدافع إليه دافعاً واقعياً وليس مختلفاً، فأن يعتز الإنسان بأسرة عريقة مثلاً، أو بمنطقة مميّزة، فهذا أمر لا يؤاخذ عليه الإنسان، ولا يعتبر شكلاً من أشكال العنصرية الممقوتة، والتي تتناقض مع انتمائنا الإسلامي، ومع انتمائنا الإنساني أيضاً”.

الإسلام ديناً عالمياً، وليس ديناً لقومية معينة، ولا لإثنية معينة، وبالطبع ليس لقبيلة معينة

البشر سواسية

وإذ رأى ان “الإسلام في نظري لم يأتِ كي يعزز الفرقة بين الناس وفق هذه الانتماءات التي ذكرناها، بل فتح المجال واسعاً أمام أن يعتز الإنسان بقومه وبوطنيّته”، وجد  أن مثل هذا الاعتزاز هو طبيعة إنسانية ولا تتضمن التعالي على الآخر، الأمر الذي يرفضه الإسلام، والبشر سواسية، وهم مختلفون بموجب النص القرآني، ولكنّهم من حيث القيمة والكرامة فإنهم متساوون”.

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: الإسلام لا يمنع طموحات قومية ضمن دائرته الكبرى

وشدد على أن الإسلام حارب  أكثر ما حارب في الجاهلية ذلك النوع من التعصب القبلي الذي يجعل الفرد يرى في قبيلته بأنها هي الأسمى والأعلى، فيعتز بها ويحتقر القبيلة الأخرى، إنّها العصبيّة، والإسلام واضح جداً أنّه رسالة إنسانية تنبذ هذه العصبيّة”. وخلص بالتذكير إلى ان “الإسلام كما أشرنا سالفاً ديناً عالمياً، وليس ديناً لقومية معينة، ولا لإثنية معينة، وبالطبع ليس لقبيلة معينة”.

(من كتاب “أمالي الأمين” للشيخ محمد علي الحاج)

السابق
هكذا يكافح لبنان «كورونا»!
التالي
في ظلّ الأزمة.. جامعة بريطانية ترفق بطلابها اللبنانيين وتعرض اعانتهم ماليا!