الحرب بالوكالة.. هل يتقاتل الحليفان الروسي والتركي في إدلب؟!

بوتين اردوغان

ما زالت مفاعيل قصف النظام السوري للدورية التركية في منطقة خفض التصعيد مستمر، تصريحات بالجملة وردود أفعال لفظية ترجمت على الواقع بدخول رتل عسكري تركي جديد إلى الأراضي السورية ووصوله إلى مطار تفتناز العسكري وهو واحد من أهم المطارات العسكرية في ريف إدلب والذي دارت حوله معارك شديدة قبل انسحاب النظام منه.

الرد التركي على قصف النظام جاء فجر الاثنين عبر أعنف العمليات العسكرية بعد مقتل الجنود الأتراك، حيث شنت تركيا قصفا مكثفا لأكثر من أربعين هدفا لقوات النظام أدى لمقتل العشرات وفقا لتصريحات تركية.

كما دفعت تركيا خلال اليومين الماضيين بمئات الجنود والمدرعات وأنظمة دفاع جوية وبرية، كما أنشأت على عجل ثلاث نقاط مراقبة حول مدينة سراقب.

لن نقطع التواصل!

قالتها تركيا التي تركت نصف الباب مفتوحاً مع الحليف الروسي بعد جملة من التصريحات ذات الطابع الانفعالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث قالت الخارجية التركية صباح اليوم أن تركيا تتوقع من روسيا أن توقف هجمات قوات النظام السوري في إدلب على الفور، وأنّ وفد روسي سيزور تركيا لبحث الوضع في إدلب وأردوغان وبوتين سيلتقيان عند الضرورة.

إقرأ أيضاً: حرب التصريحات التركية-الروسية ومصير إدلب المجهول!

الضرورة نفسها تحدث عنها الكرملين حيث أصدر بيان قال فيه: من غير المستبعد عقد قمة بين بوتين وأردوغان قريباً.

أما الخارجية الروسية فصرحت: “شهد شهركانون الثاني مقتل عدد من الخبراء العسكريين الروس والأتراك في شمال سوريا”، إذاً اعترفت روسيا لكنها لم تتقاسم الألم وحدها بل الحليف التركي أيضاً خسر، وتابعت الخارجية: “تصاعد التوتر والعنف في إدلب أصبح يشكل خطرا كبيرا ونواصل التنسيق الوثيق مع تركيا وإيران بخصوص سوريا”.

في الأوساط الروسية

ونحو الداخل الروسي نشرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” مقالا حول التصعيد التركي في إدلب السورية، والتطاول على روسيا، وضرورة أن ترد روسيا على تمادي تركيا قبل فوات الأوان.

وذكر المقال أن أنقرة لم تبخل بالتهديدات. فقد توعد الرئيس التركي “بمواصلة القتال”، كما وجه تهديدا، لا لبس فيه، لروسيا. فقال: “ولكن الأهم من ذلك، إذا لم نحصل على نتيجة، فسوف أخبر زميلي (بوتين) بنفسي عن خطورة الوضع الذي نواجهه. وقد تم إيصال إشارة مفادها “لا تعبروا طريقنا” إلى زملائنا الروس”.

إقرأ أيضاً: جبهة إدلب تستعر.. تركيا تخسر جنوداً وتتوعد بالعقاب!

وأنهت الصحيفة المقال بالقول: الأمر يستحق أن نسأل أنفسنا: ربما ينبغي التوقف عن الإصغاء إلى أكاذيب أردوغان؟ لأننا إذا لم نتدخل الآن، فغدا قد نتراجع إلى قاعدة حميميم، وسيقوم المسلحون، تحت حماية تركيا، بقصفها بصواريخ غراد. السؤال هنا ليس كيف ستتصرف تركيا، إنما كيف سترد روسيا. ولا يجوز إطلاقا أن لا نرد”.

هل يتغير أستانة؟!

تركيا بدورها تجد أن روسيا قد خالفت اتفاق استانة، هذا ما عبر عنه جان أجون مسؤول قسم السياسة الخارجية بمركز “سيتا” للدراسات المقرب من الحكومة في أنقرة حيث قال أن قوات النظام السوري شنت -بدعم روسي إيراني- هجمات عسكرية سابقة على إدلب بهدف احتلالها. وفي مخالفة صريحة لاتفاق أستانا، تم في الأشهر الثلاثة الأخيرة تهجير 700 ألف سوري من إدلب، في حين لم يقتصر الأمر على إطلاق النار على أهداف عسكرية، بل تم استهداف المدنيين أيضا.

وأكد أن أنقرة ستقدم الدعم العسكري للمعارضة السورية بهدف إجراء تحصينات عسكرية أقوى في إدلب، ولتقليص الفجوة بين جهتي طريق سراب-أريحا.

ويستبعد أجون أن يكون النظام ضرب النقطة العسكرية التركية بمساعدة روسيا، وفي كل الأحوال جاء الرد التركي عنيفا لإيصال رسالة شديدة اللهجة إلى جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة. ولفت إلى أن تركيا وروسيا وإيران لا ترغب في أي تصعيد بينها، ولكن أنقرة عازمة على اتخاذ تدابير عسكرية إضافية في إدلب لأهميتها الإستراتيجية، وإذا لزم الأمر فلدى تركيا القدرة على تهديد مصالح روسيا في سوريا.

هل انتهى الوفاق التركي الروسي إذاً على بوابة إدلب، حيث معبر “باب الهوى” الذي غادر منه اللاجئون إلى تركيا وعبرت منه الأرتال العسكرية إلى إدلب؟!

السابق
موفد أميركي الى لبنان.. لملاقاة حكومة دياب!
التالي
ليل دمشق البارد ونيران القصف الإسرائيلي!